عامان على حرب أوكرانيا.. وساطات إماراتية ناجحة وجسور إنسانية متواصلة
مع مرور عامين على الحرب الأوكرانية الروسية، تواصل دولة الإمارات حراكها السياسي والإنساني لحل الأزمة.
حراك توج بنجاح وساطاتها في عقد 4 صفقات لتبادل الأسرى بين الجانبين، بينها 3 صفقات خلال الشهرين الماضيين.
- بوتين يشكر الإمارات على وساطتها في تبادل الأسرى مع أوكرانيا
- الإمارات وأزمة أوكرانيا.. وساطة ناجحة تتوج جهوداً بارزة للسلام
وساطات إماراتية ناجحة بين روسيا وأوكرانيا خلال فترة قصيرة، تعطي بارقة أمل نحو حل أزمة تلقي بتأثيراتها على أمن واستقرار العالم، وتبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية وثقة العالم، وتقديره لقيادتها ولجهودها ووساطاتها.
يأتي نجاح تلك الوساطات فيما تتواصل جهود دولة الإمارات على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لوقف التصعيد بين البلدين والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، جهودا للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة، كان آخرها مباحثات هاتفية مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي كل على حدة خلال فبراير/شباط الجاري ويناير/كانون الثاني الماضي.
بالتوازي مع جهود دولة الإمارات الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، تنشط أيضا الجهود الإنسانية لدولة الإمارات عبر تسيير جسر جوي إنساني لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة، كان أحدثها إرسالها طائرة تحمل 55 طناً من المساعدات الإغاثية والطبية قبل 10 أيام.
حراك سياسي
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية قبل عامين تقود دولة الإمارات جهودا سياسية ودبلوماسية لخفض التصعيد والدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند إلى قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول.
جهود قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه، حيث أجرى مباحثات عدة بشأن الأزمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارات متبادلة من الجانبين، كان أحدثها، زيارة الرئيس الروسي للإمارات 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وتطرق اللقاء إلى مستجدات الأزمة الأوكرانية، وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا السياق أن دولة الإمارات تدعم تسوية مختلف النزاعات في العالم عبر الحوار والأساليب الدبلوماسية بما يعزز السلام والأمن العالميين، وذلك انطلاقاً من نهج الإمارات الراسخ في دعم السلام والتعاون والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.
أيضا أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية عدة في نفس الإطار مع كل من الرئيس الروسي كان أحدثها 5 فبراير/ شباط الجاري، ومع الرئيس الأوكراني كان أحدثها 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية.
وأكد استعداد دولة الإمارات القيام بأي دور لحل الأزمة الأوكرانية وتخفيف تداعياتها الإنسانية، مشددًا على أن "دولة الإمارات دائما ستكون موجودة"، لتهدئة الوضع ودعم الاستقرار في تلك الأزمة.
جهود دبلوماسية
وعلى الصعيد الدبلوماسي أيضا، بذل رأس الدبلوماسية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، جهودا بارزة في هذا الصدد، إما من خلال المباحثات المتواصلة أو عبر زيارة أجراها لروسيا في مارس/ آذار 2022.
وأكد حينها ضرورة التوصل إلى تسوية وحل سلمي بين روسيا وأوكرانيا، وعبر عن استعداد دولة الإمارات لدعم الجهود الهادفة لإيجاد حل للأزمة، بما في ذلك وقف إطلاق النار.
وشدد على أهمية الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى التزام دولة الإمارات بالدبلوماسية البناءة الهادفة إلى خفض التصعيد.
أيضا أجرى وفد إماراتي رفيع المستوى زيارة لأوكرانيا يونيو/ حزيران الماضي، استقبله خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأعرب الرئيس الأوكراني عن شكره وتقديره لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على دعمها الإنساني المتواصل للشعب الأوكراني، في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها، منوها بالدور الفاعل للشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أجل تحقيق السلام والاستقرار حول العالم.
وسجلت دولة الإمارات -كذلك- عبر عضويتها في مجلس الأمن الدولي على مدار عامي 2022 و2023 مواقف عدة تدعم الحل السلمي للأزمة الأوكرانية، تم تسجيلها في بيانات ألقتها على مدار عامي عضويتها، أكدت فيها أن وقف التصعيد والدبلوماسية والحوار هي السبل الوحيدة لحل الأزمة.
وشددت دولة الإمارات على وجوب الاستمرار في اتخاذ خطوات جادة للتوصل إلى حل سياسي، واتخاذ خطوات متسقة من قبل الأطراف كافة، تحفها المسؤولية والشفافية، للتخفيف من المخاطر المرتبطة بنقل الأسلحة، ووقف الأعمال العدائية في أوكرانيا والسعي الدؤوب من أجل تحقيق سلام عادل ومستدام.
وساطات ناجحة
الموقف المتوازن للإمارات من الأزمة، وجهودها الصادقة المتواصلة لحلها على أكثر من صعيد، أثمرت عن نجاح وساطة دولة الإمارات في إجراء 4 صفقات تبادل للأسرى بين البلدين، وهي كما يلي:
• 8 فبراير/ شباط 2024: استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.
• 31 يناير/كانون الثاني 2024: عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.
• 3 يناير/كانون الثاني 2024: وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا منذ بداية الأزمة.
• 4 فبراير/شباط 2023: وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية أن نجاح الوساطة يعكس المكانة العالمية لدولة الإمارات كشريك موثوق به على المستوى الدولي ولا سيما من جانب روسيا وأوكرانيا، ما ساهم في نجاح الجهود، والتي أدت إلى الإفراج عن أسرى الحرب من الجانبين.
وأكدت وزارة الخارجية على التزام دولة الإمارات بمواصلة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، مؤكدة على موقفها الثابت المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد، وسعيها لدعم جميع المبادرات التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.
إشادات وشكر
جهود استحقت شكرا وتقديرا متواصلين من العالم وطرفي الأزمة.
وأعرب الرئيس الروسي خلال الاتصال الذي جرى 5 فبراير/شباط الجاري مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لنجاح جهود وساطة بلاده بشأن تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا .
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا السياق نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية وإيجاد الحلول السياسية للنزاعات والصراعات من خلال مواصلة الحوار والدبلوماسية.
وشدد على حرص دولة الإمارات على دعم جميع المبادرات والمساعي التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة الأوكرانية.
جاءت تلك المباحثات بعد نحو أسبوعين، من مباحثات هاتفية جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب خلاله عن شكره وتقديره إلى رئيس دولة الإمارات لنجاح جهود الوساطة التي بذلتها بلاده مؤخراً ونتج عنها إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا منذ بداية الأزمة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الاتصال موقف دولة الإمارات الداعي إلى الحوار لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة الأوكرانية.
وشدد على حرص دولة الإمارات على دعم جميع المبادرات التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.
من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للدعم الإنساني المتواصل الذي تقدمه بلاده إلى الشعب الأوكراني.
جهود إنسانية
وبالتوازي مع جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، تنشط أيضا الجهود الإنسانية لدولة الإمارات عبر تسيير جسر جوي إنساني لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة.
وضمن أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات، 13 فبراير/شباط الجاري، طائرة تحمل على متنها 55 طناً من المساعدات الإغاثية والطبية، تشمل أكثر من 360 من المولدات الكهربائية الشخصية و5 آلاف كمبيوتر تعليمي محمول وملابس شتوية وبطانيات ودفايات ومستلزمات طبية، لمساعدة المتضررين في أوكرانيا، وذلك ضمن الدعم الإغاثي المستمر من دولة الإمارات للإسهام في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية.
ويتم إرسال المساعدات عبر بولندا لنقلها بعد ذلك إلى الأراضي الأوكرانية.
وقالت مريم بنت محمد المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة: "تأتي المساعدات المرسلة إلى جمهورية أوكرانيا، في إطار حرص دولة الإمارات على تقديم يد العون للشعب الأوكراني ودعمه بكافة المستلزمات. ونأمل أن تسهم تلك المساعدات في التخفيف من معاناة قطاع كبير من الأوكرانيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، خاصة في مجالي التعليم والرعاية الصحية".
يأتي هذا في إطار حرص دولة الإمارات على بذل كافة الجهود لتوفير الاحتياجات الضرورية لكافة شعوب العالم وقت الأزمات الإنسانية، والتخفيف من حدة المعاناة وخاصة للفئات الأكثر احتياجاً من النساء والأطفال وكبار السن.
يذكر أن دولة الإمارات قدّمت منذ بداية الأزمة إمدادات إغاثية عاجلة للمدنيين المتضررين في أوكرانيا، بينها:
• مساعدات إنسانية إغاثية بقيمة 100 مليون دولار.
• تدشين جسر جوي تضمن إرسال 13 طائرة حتى الآن حملت على متنها نحو 769 طناً من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية و2880 مولداً كهربائياً و60 سيارة إسعاف و7500 جهاز كمبيوتر محمول و10 آلاف حقيبة مدرسية.
• إرسال باخرة حملت على متنها 250 طناً من الإمدادات الإغاثية.
• تسيير طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
aXA6IDMuMTQyLjM2LjIxNSA= جزيرة ام اند امز