الإمارات 2022.. ريادة مستدامة تنوع مصادر الطاقة
استهدفت دولة الإمارات خلال ٢٠٢٢، مجموعة من المبادرات التفاعلية الهادفة لتقليل الطلب على الطاقة في قطاع الصناعة حتى عام 2050 بنسبة 33%.
وكانت الإمارات في عام 2022، واحدة من أسرع الدول حول العالم، في تنويع مزيج الطاقة المستهلكة محليا، من خلال رزمة مشاريع ريادية، على الرغم من كونها منتجا رئيسيا للنفط الخام والغاز الطبيعي على مستوى العالم.
وبدأت دولة الإمارات بخطى متسارعة، تنفيذ مبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول عام 2050 والتي أعلنتها في الربع الأخير 2021، مما يجعلها أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها في هذا المجال.
ولن تكون الإمارات فقط، منتجا لمزيج متنوع من الطاقة فحسب، لكنه أيضا، تمتلك مشروعاً طموحاً لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، والذي يمثل خطوة مهمة في مسيرة الدولة لخفض الانبعاثات ودعم الجهود لتحقيق الاقتصاد الخالي من الكربون.
والمشروع، ضمن مساعي الدولة لرفع مستهدفات الاعتماد على الطاقة النظيفة، في المقابل، فإن الكهرباء التي استهلكها شركة النفط الوطنية خلال العام 2022 تأتي من الطاقة النووية والشمسية الخالية من الكربون، فيما تمتلك الدولة ثلاث من أكبر محطات الطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم.
ولم تغفل الإمارات في 2022، مسألة طاقة الهيدروجين، التي تمثل مستقبل أنظمة الطاقة العالمية، لذلك تُعد ريادة وتطوير الهيدروجين من الأولويات المهمة لدولة الإمارات لدورها في تلبية متطلبات الطاقة المستقبلية، وتقليل مخاطر تغير المناخ.
أرقام طموحة
واستهدفت دولة الإمارات خلال العام الجاري، مجموعة من المبادرات التفاعلية الهادفة لتقليل الطلب على الطاقة في قطاع الصناعة حتى عام 2050 بنسبة 33%.
كذلك بدأت خطوات فعلية لخفض ثاني أكسيد الكربون بنسبة 34% بالتوازي مع تنفيذ معايير الحد الأدنى لأداء الطاقة للمحركات الكهربائية عالية الاستهلاك.
وستكون الإمارات بحلول 2050، قد نجحت في خفض ثاني أكسيد الكربون في الدولة بواقع 70%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50% بحلول العام 2050.
كما لديها مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، إضافة إلى خارطة الطريق لقطاع الهيدروجين في الدولة التي اطلقتها الوزارة في اجتماع الأطراف COP 26 في غلاسكو.
مصادر طاقة متجددة
وتدرك الإمارات الأهمية الكبرى لمردود الطاقة الكبير على باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، خاصة أن الخطط التطويرية لهذا القطاع، وهي التي تعبر عنها استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، تستجيب في جوهرها لمتطلبات مرحلة اقتصاد ما بعد النفط.
ولم يمنع وصول الإمارات إلى المرتبة الخامسة عالميا كأكبر دولة تملك احتياطي نفطي مؤكد بـ 112 مليار برميل، من تنويع مصادر الطاقة لديها.
والإمارات اليوم التي تعد حاليا ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، بمتوسط إنتاج 3.5 مليون برميل يوميا في الظروف الطبيعية، تملك أكثر من 4 مصادر غير أحفورية لتوليد الطاقة الكهربائية بعيدا عن النفط والغاز والفحم.
وتتنوع مصادر الطاقة الحالية والمستقبلية حتى 2050، بين النفط والغاز والطاقة المتجددة كالشمس والرياح والكهرومائية، إضافة إلى الطاقة الجديدة النووية، عبر محطة براكة التي تعدّ من الأكبر في العالم.
تضم براكة 4 مفاعلات من الطراز المتقدم إيه آر بي 1400، توفر عند التشغيل بالكامل 5600 ميغاواط من الكهرباء النظيفة، وهو ما سيغطي 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، وتحدّ من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.
وأصبحت محطات براكة أكبر مصدر لكهرباء الحمل الأساسي الصديقة للبيئة في الإمارات، والقادرة على توفير إمدادات ثابتة وموثوقة ومستدامة من الطاقة على مدار الساعة.
وتعدّ الإمارات مصدرا للطاقة الشمسية بوجود 3 محطات طاقة شمسية؛ آخرها ما أعلنته شركة مياه وكهرباء الإمارات في يونيو/ حزيران 2019، عن افتتاحها محطة "نور أبوظبي"، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم بطاقة إنتاجية قدرها 1177 ميجاوات.
وسيمكن المشروع العاصمة أبوظبي من زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، فضلاً عن الحد من استخدام الغاز الطبيعي في عمليات توليد الكهرباء، ما سيحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العاصمة بمقدار مليون طن متري سنوياً، أي ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من على الطرقات.
بينما في 2013، قامت شركة مصدر ببناء أول توربين يعمل بالرياح لتوليد الكهرباء في جزيرة صير بني ياس، التي تقع على بعد 250 كيلومتراً جنوب غربي أبو ظبي؛ وتتمتع المحطة بسعة إنتاجية تبلغ 850 كيلووات من الطاقة في الساعة الواحدة.
والعام الجاري، بدأت إمارة الشارقة بتشغيل مشروع لإنتاج الطاقة من النفايات، عبر معالجة أكثر من 37.5 طن من النفايات البلدية الصلبة بالساعة لتوليد طاقة كهربائية مستدامة؛ وتوليد 30 ميجاوات من الطاقة التي تكفي لتلبية احتياجات 28 ألف منزل.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg
جزيرة ام اند امز