الجميل والمبهر في تجربة الإمارات هو أنها لا تعرف الثبات أو الركون لما تحقق من إنجازات، وهي عظيمة بكل المقاييس.
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من العام الحالي بإضاءة شمعتها الثامنة والأربعين، وإضافة لبنة جديدة إلى صرح كيانها الاتحادي الراسخ، الذي وضع أسسه ورسخ أركانه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، ليثمر دولة حديثة راسخة البنيان، تنافس بقيمها الحضارية وإنجازاتها المشهودة ونموذجها التنموي والوحدوي الفريد، أكثر دول العالم تقدما وحضارة ورقيا.
يحق لنا في يومنا الوطني أن نحتفل بما حققته دولتنا من إنجازات تصل إلى حد صنع المعجزات.. يحق لنا أن نفخر بقيادتنا الرشيدة التي تصنع التاريخ والمجد لدولتنا الحبيبة وأن نعلن للعالم اعتزازنا بها وولاءنا لها.
الجميل والمبهر في تجربة الإمارات هو أنها لا تعرف الثبات أو الركون لما تحقق من إنجازات، وهي عظيمة بكل المقاييس، وإنما تضيف كل عام إلى صرح منجزاتها الحضارية والإنسانية والتنموية الكثير من الإنجازات الأخرى التي تثير الإعجاب والفضول، وتدفع القريب والبعيد إلى التفكير والتدبر في أبعاد هذه التجربة الرائدة في بناء الدولة الوطنية الحديثة، وفي كيفية تأسيس الكيانات الوحدوية الناجحة والمتماسكة التي لا تهزها الأنواء، ولا توقفها التحديات والتهديدات مهما عظمت وتعددت.
ففي عامها الـ48، أضافت الإمارات إلى سجلها المشرف وتجربتها التنموية الملهمة لكثير من الدول والشعوب، العديد من الإنجازات الجديدة التي يصعب حصرها في أسطر قليلة، لكنها توضح بجلاء حقيقة الفلسفة الحاكمة لمسيرة تطور الدولة، وحكمة قيادتها الرشيدة التي لا تقنع بما تحقق من إنجازات، وترنو دائما نحو تحقيق الهدف الأسمى لها وهو جعل دولة الإمارات أفضل دول العالم على الإطلاق، ووضعها في مكانها المفضل وهو الرقم واحد عالميا في جميع المؤشرات التنموية والحضارية؛ ففي هذا العام الذي كان شعاره التسامح، قدمت الإمارات أجمل هدية للبشرية عندما استضافت على أرضها أكبر رمزين دينيين في العالم، وهما قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اللذان وقعا على "وثيقة الأخوة الإنسانية"، تلك الوثيقة التاريخية، التي خرجت من أرض التسامح، حاملة رسالة التسامح الإماراتية للعالم كله، ومؤكدة أهمية الحوار بين الأديان، وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة، ودعم أسس التآخي والتعايش السلمي بين أصحاب الديانات المختلفة في المنطقة والعالم، ونبذ كل صور الكراهية والتطرف والإرهاب باعتبار أنها لا تمت للدين بصلة. كما عززت الدولة نموذجها التسامحي الرائد بالعديد من المبادرات المبتكرة وغير المسبوقة، مثل مبادرة تأسيس بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي التي جاءت تطبيقا عمليا لمبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية وبهدف جمع أصحاب الديانات السماوية الثلاث في مكان واحد.
وفي العام الثامن والأربعين لتأسيسها، حققت الإمارات أحد طموحاتها المهمة، وأحد طموحات زايد الخير، رحمه الله، بالانطلاق نحو الفضاء الخارجي، عبر إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء الخارجي، وهو الإنجاز الذي تحقق على يد ابن الإمارات هزاع المنصوري الذي انطلق في رحلة تاريخية، لم يسبقه إليها أحد من العرب، ليصل إلى محطة الفضاء الدولية في إنجاز ملأ قلوب الإماراتيين والعرب بالفخر والاعتزاز، وعزز من ثقة قيادتنا الرشيدة، وشعب الإمارات كله، في تحقيق الطموح الأكبر بغزو الكوكب الأحمر، وإرسال أول مركبة فضاء مأهولة إلى المريخ بحلول عام 2021.
وفي عامها الثامن والأربعين حققت دولة الإمارات إنجازا تاريخيا آخر تمثل في تبوؤ جواز السفر الإماراتي المركز الأول عالميا بجدارة، ليصبح الأقوى في العالم، في تأكيد على الاحترام والتقدير الكبيرين اللذين تتمتع بهما الدولة على الصعيد الخارجي، كما تم الإعلان عن بدء العد التنازلي لاستضافة إكسبو دبي 2020، الحدث الأكبر الذي ينتظر الدولة في العام المقبل، والذي يتوقع أن يعزز مكانتها كمركز لريادة الأعمال والاقتصاد، وأقرت العديد من المبادرات الأخرى التي عززت من نموذجها التنموي الملهم وبنيانها الاتحادي القوي.
إن هذه النجاحات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات على مدى عمرها الذي يمتد إلى 48 عاما، وهو عمر قصير للغاية إذا ما قيس بتاريخ الدول والمجتمعات، لم يكن من الممكن تصور حدوثها، لولا تضافر 3 عوامل أساسية، أولها هو قوة الأساس الذي قامت عليه دولة الاتحاد، فهذا الكيان الاتحادي الذي تم الإعلان عن قيامه في الثاني من ديسمبر عام 1971، قام على أسس راسخة من الاقتناع والاختيار الطوعي لحكام الإمارات السبع، الذين آمنوا بأن وحدتهم هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والتنمية والرخاء لشعوبهم، وكان لوجود الشيخ زايد، رحمه الله، بحكمته وإيمانه القوي بفكرة الوحدة، وإصراره على توحيد الإمارات تحت راية واحدة، الدور الأكبر في تحقيق هذا الحلم، وفي ترسيخ أركان دولة الاتحاد حتى اشتد عودها وتغلغلت قيمها ومبادئها في عقل ووجدان كل إماراتي، لتنتج لنا هذا الكيان الاتحادي القوي، الذي يعد وبحق أنجح تجربة وحدوية عربية في العصر الحديث.
العامل الثاني، يتمثل في قوة تماسك البنيان الداخلي، الذي ضمن لدولة الاتحاد الاستقرار والتطور، وهذا التماسك الداخلي عززته معادلة بسيطة طرفاها هما: "قيادة محبة لشعبها وشعب ملتف حول قيادته"، فقيادتنا الرشيدة، منذ المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، حتى يومنا هذا، تضع المواطن الإماراتي في قمة أولوياتها، وتعتبر تحقيق سعادته ورفاهيته وتنميته شغلها الشاغل، والشعب الإماراتي يدرك هذه الحقيقة جيدا، ويدين بالولاء التام لهذه القيادة، ويلتف حولها؛ الأمر الذي أوجد حالة فريدة من التناغم والانسجام الداخلي بين القيادة والجماهير قلما نجد مثيلها في العالم، عبّر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، بعبارته العبقرية "البيت متوحد".
العامل الثالث، يتمثل في وجود القيادة الرشيدة المبدعة والمبتكرة التي تسابق الزمن وتعمل بلا كلل ولا ملل ولا توقف من أجل تحقيق طموحها في جعل هذا الوطن أفضل بلدان العالم وأكثرها تقدما، وتعمل على استشراف المستقبل والاستعداد له بناء على سياسات واستراتيجيات تستند إلى أسس علمية سليمة، لا تترك للمفاجآت فرصة، ولا تضع كلمة "المستحيل" في قاموسها، ولا تتوقف عن صنع المعجزات، وهو الأمر الذي ضمن ديمومة واستمرارية تطور هذا النموذج الوحدوي الرائد، وجعله مثالا يحتذى به إقليميا وعالميا.
يحق لنا في يومنا الوطني أن نحتفل بما حققته دولتنا من إنجازات تصل إلى حد صنع المعجزات.. يحق لنا أن نفخر بقيادتنا الرشيدة التي تصنع التاريخ والمجد لدولتنا الحبيبة وأن نعلن للعالم اعتزازنا بها وولاءنا لها.. يحق لنا أن نتفاءل بمستقبلنا ومستقبل أبنائنا ونحن نعيش في ظل هذه الدولة العظيمة وفي كنف قيادتها الرشيدة.. يحق لنا، ويجب علينا، أن نترحم على صاحب الفضل الأكبر، وصانع الإنجاز الحقيقي، ومؤسس دولة الاتحاد وباني نهضتها، القائد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، وأن نستلهم دائما وأبدا قيمه ومبادئه في قلوبنا وفي أعمالنا حتى نحافظ على ما تركه لنا من إرث عظيم ودولة حديثة نفاخر بها العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة