اليوم الوطني الإماراتي الـ49.. نصف قرن من الإنجازات
تحتفل الإمارات باليوم الوطني الـ49، في ظل إنجازات غير مسبوقة في مختلف المجالات تحققت على مدار نصف قرن منذ تأسيس الدولة 2 ديسمبر 1971.
ويحمل احتفال هذا العام أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنه بمثابة بدء العد التنازلي لاحتفال الإمارات بيوبيلها الذهبي في العام 2021، وذلك بمناسبة مرور 50 عاما على قيام الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني ومؤسس دولة الإمارات.
كما يأتي احتفال هذا العام بعد سلسلة إنجازات تاريخية على مدار عام مضى، في مجالات الفضاء والعلوم والمجال النووي والاقتصاد والسياسة.
إنجازات تحققت رغم التحديات التي فرضتها جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" على العالم كله، لتؤكد أن دولة اللامستحيل قادرة على تحويل التحديات إلى إنجازات، يعم نفعها على العالم أجمع.
احتفال هذا العام أيضا تؤكد من خلاله الإمارات للعالم أن مسيرة الإنجازات التي انطلقت مع تأسيس الدولة في 2 ديسمبر 1971، وازدهرت خلال 3 عقود من حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (منذ تأسيس الدولة في 2 ديسمبر 1971، وحتى وافته المنية في 2 نوفمبر 2004)، تتواصل في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
إنجازات تثبت بها الإمارات صحة نهجها وصواب رؤية قيادتها الرشيدة التي غرست في أبناء الإمارات حب التميز والتفرد، ليصبح المركز الأول هدف الجميع وغايتهم على الدوام.
"العين الإخبارية" ترصد أبرز الإنجازات التي حققتها الإمارات خلال العام الجاري، والمتوقع تحقيقها خلال العام المقبل في التقرير التالي:
نشر السلام.. جهود رائدة
جهود رائدة قامت بها الإمارات لنشر السلام في المنطقة والعالم وتعزيز الأمن والاستقرار.
وفي هذا الصدد، وقعت الإمارات منتصف سبتمبر الماضي معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل، في خطوة شجاعة أسهمت في دفع البحرين والسودان إلى نهج ذات الطريق.
ومنعت معاهدة السلامة الإماراتية وقف ضم أراض فلسطينية، وأسهمت في فتح الطريق أمام تسوية وضع الأقصى، وألزمت معاهدة السلام إسرائيل بفتح المسجد أمام المسلمين من بقاع الأرض كافة.
وهي خطوة تبعتها أبوظبي برعاية اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية، مع حركات الكفاح المسلح في 3 أكتوبر الماضي أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد، قبل أن تقوم في 4 نوفمبر الماضي بافتتاح أول قنصلية عربية بمدينة العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية في حدث تاريخي يدعم العلاقات بين الدولتين.
يأتي هذا فيما واصلت الإمارات التي تترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، جهودها للحفاظ على كيان مجلس التعاون، وتعزيز مسيرته، رغم انتشار جائحة "كورونا".
الفضاء.. 4 إنجازات تاريخية
دخلت الإمارات التاريخ عام 2020، بإنجازات غير مسبوقة على مستوى الوطن العربي في مجال الفضاء، كان أبرزها ما حققته 20 يوليو الماضي، مع الإطلاق الناجح لـ"مسبار الأمل"، في أول رحلة تاريخية عربية إسلامية من نوعها، لتكون أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية.
وأصبحت الإمارات من خلال هذا الإنجاز عضوا في نادي مستكشفي المريخ الذي يضم 7 دول فقط على مستوى العالم.
ويتميز مشروع مسبار الأمل الإماراتي لاستكشاف المريخ بأنه الأول من نوعه في العالم، الذي يقدم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي على مدار العام.
وبعد نحو شهرين، كانت الإمارات على موعد مع إنجاز جديد يوم 28 سبتمبر الماضي، حيث تم إطلاق القمر الاصطناعي البيئي المصغر "مزن سات"، وهو أول قمر اصطناعي للأغراض البيئية بالإمارات، لترفع بذلك رصيدها من الأقمار الصناعية التي أطلقتها خلال 20 عاما إلى 11 قمرا.
وفي 29 سبتمبر الماضي، أعلنت الإمارات عن مشروع لاستكشاف القمر، يمثل أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر يشمل تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم "راشد" (على اسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني دبي الحديثة)، يتم تصميمه وبناؤه بجهود وطنية 100%، لتكون دولة الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية بعد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي "سابقاً" والصين.
وفي تأكيد على كفاءة الكوادر الوطنية، كشفت الإمارات في أكتوبر الماضي عن مشروع القمر الاصطناعي الإماراتي الجديد "MBZ-Sat"، ثاني قمر اصطناعي إماراتي يتم تطويره وبناؤه بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر "خليفة سات".
أول مفاعل نووي سلمي عربي
ومن مجال الفضاء إلى الطاقة النووية تتواصل الإنجازات الإماراتية، حيث أعلنت الإمارات مطلع أغسطس الماضي نجاح تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وفق أعلى معايير السلامة والجودة العالمية في إنجاز تاريخي قوبل باحتفاء دولي وعربي واسع.
وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، نجاح شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.
وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة.
وفي 18 نوفمبر الماضي وصل مفاعل المحطة الأولى إلى مستوى حوالي 80% من قدرته الإنتاجية للطاقة، الأمر الذي يمثل خطوة غاية في الأهمية ضمن عملية اختبار الطاقة التصاعدي التي تتضمن رفع مستوى طاقة المفاعل بشكل تدريجي وجمع البيانات وضبط أنظمة التحكم والسلامة.
وبهذا الإنجاز، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى في العالم العربي والثالثة والثلاثين على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة.
وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 جيجاوات من الكهرباء، وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة انبعاثات 3.2 مليون سيارة من طرق دولة الإمارات كل عام.
مواجهة كورونا.. حلول إبداعية
ورغم التحديات التي فرضتها جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، اعتمدت الحكومة على حلول إبداعية لمواجهة تداعياتها.
ففي يوليو الماضي اعتمدت الإمارات هيكلاً جديداً للحكومة الاتحادية أعلنت خلاله عن تشكيل وزاري جديد، بهدف الاستعداد لمرحلة ما بعد "كوفيد-19" التي تتطلب حكومة أكثر رشاقة ومرونة وسرعة وقدرة على التأقلم.
وشمل الهيكل الجديد لحكومة دولة الإمارات إلغاء 50% من مراكز الخدمة الحكومية وتحويلها لمنصات رقمية خلال عامين، ودمج نحو 50% من الهيئات الاتحادية مع بعضها أو ضمن وزارات، بالإضافة إلى استحداث مناصب وزراء دولة جدد، وخلق مناصب رؤساء تنفيذيين في قطاعات متخصصة.
ومن بين الوزارات الجديدة المستحدثة إنشاء وزارة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تعمل على تطوير القطاع الصناعي بالدولة، وتعيين ثلاثة وزراء ضمن وزارة الاقتصاد، واستحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بعد، إلى جانب إنشاء المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات.
وفي الجانب الاقتصادي، نجحت الإمارات في تخطي أزمة جائحة "كوفيد-19" وتقليص الآثار الناجمة عنها، وكانت من أولى الدول التي أطلقت العديد من المبادرات وحزم التحفيز الاقتصادي للارتقاء بالاقتصاد.
وأسهمت خطة الدعم الشاملة التي أعلن عنها مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي بقيمة 100 مليار درهم وغيرها من حزم الدعم المالي التي أقرتها الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في تحفيز الاقتصاد الإماراتي وضمان استمرارية وحماية المستهلكين والشركات.
وواصل الجهاز المصرفي لدولة الإمارات إظهار أداء متميز خلال العام 2020، حيث ارتفع إجمالي أصول الجهاز إلى 3.252 تريليون درهم في نهاية الربع الثالث من العام الجاري بزيادة نسبتها 5،4 في المائة مقارنة مع نهاية العام 2019.
واعتمدت الإمارات الميزانية العامة للاتحاد لعام 2021، وذلك بإجمالي مصروفات تقديرية تبلغ 58 مليارا و113 مليون درهم، وتستهدف الميزانية رفع مستويات المعيشة وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين في الدولة.
كما واصلت الإمارات مسيرة تطوير بنيتها التشريعية، وعملت على استصدار عدد كبير من المراسيم والقوانين الاتحادية الهادفة إلى تعزيز أمن المجتمع وسلامته وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأبناء الدولة وإرساء مبادئ المسؤولية والشفافية والكفاءة في مختلف الأجهزة الحكومية.
وتتويجا لتلك الجهود في مختلف المجالات، تصدّرت دولة الإمارات، للعام الرابع على التوالي، بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان السويسرية، الذي صنف الدولة في المرتبة التاسعة عالمياً بين الدول الأكثر تنافسية في العالم.
وتبوأت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في 23 مؤشراً ومحوراً فرعياً، فيما حلّت ضمن المراكز الخمسة الأولى عالمياً في 59 مؤشراً، وضمن المراكز الـ 10 الأولى عالمياً في 106 مؤشرات من إجمالي 338 مؤشراً تناولها تقرير العام الجاري.
مواجهة كورونا.. مبادرات إنسانية
على الصعيد الدولي، يسجل تاريخ الإنسانية مبادرات الإمارات ومواقفها المشرفة، لدعم الجهود الدولية لاحتواء جائحة كورونا المستجد "كوفيد-19" تجاوزت فيها الإمارات حسابات السياسة الضيقة، وأعلنت التضامن الإنساني، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء، إيمانا منها أن التضامن الإنساني بين الشعوب راسخ، والخلاف السياسي عابر مهما امتد.
وقدمت الإمارات مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى نحو 100 دولة استفاد منها ملايين الأشخاص من العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء.
كما أطلقت أبوظبي في 25 نوفمبر الماضي "ائتلاف الأمل" دعماً للجهود العالمية في توزيع لقاحات فيروس كوفيد - 19 لجميع أنحاء العالم، وذلك بالتزامن مع الارتفاع المتوقع في الطلب على الخدمات اللوجستية المخصصة لنقل اللقاحات.
ويقدّم الائتلاف الذي يضم جهات رائدة محلياً وعالمياً، حلولاً متكاملة لسلسلة التوريد لتلبية متطلبات عملية نقل اللقاح وتخطيط الطلب والتوريد والتدريب، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية الرقمية للمساهمة بشكلٍ فاعل في توفير اللقاح في جميع أنحاء العالم.
الطاقة.. بشائر خير
وتميز عام 2020 بالإعلان عن اكتشافات ضخمة في مجالي النفط والغاز الطبيعي من شأنها تعزيز أمن الطاقة في الدولة، حيث أعلنت الإمارات في فبراير الماضي عن اكتشاف مكمن جديد للغاز الطبيعي في المنطقة بين سيح السديرة "أبوظبي" وجبل علي "دبي" بمخزون ضخم يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، الأمر الذي يسهم في اقترابها من هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من إمدادات الغاز الطبيعي.
وفي 22 نوفمبر الماضي، أعلن المجلس الأعلى للبترول عن اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص في مناطق برية تقدر كمياتها بحوالي 22 مليار برميل من النفط، إضافة إلى زيادة احتياطيات النفط التقليدية بمقدار 2 مليار برميل من النفط في إمارة أبوظبي.
كما اعتمد المجلس الأعلى للبترول خطة عمل "أدنوك" لزيادة استثماراتها الرأسمالية إلى 448 مليار درهم للسنوات الخمس القادمة، والتي ستمكن الشركة من تحقيق النمو الذكي.
إنجازات مرتقبة في 2021
وتدخل الإمارات عام 2021، الذي ستحتفل خلاله بيوبيلها الذهبي، بالعديد من الإنجازات التي يرتقب تحقيقها.
فالعالم يترقب انطلاق معرض "إكسبو 2020 دبي" المُزمع افتتاحه في شهر أكتوبر من العام المقبل، لتصبح الإمارات أول دول الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم العربي تحتضن هذا الحدث العالمي.
كذلك يترقب العالم العام موعد وصول مسبار الأمل، الذي انطلق في 20 يوليو الماضي لاستكشاف المريخ، إلى مداره حول كوكب المريخ في تمام الساعة 7:42 دقيقة من مساء يوم التاسع من فبراير 2021 ليباشر مهامه.
أيضا من أبرز الإنجازات التي سيشهدها عام الاستعداد للخمسين بدء الدراسة في "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي"، كأول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
وتستعد الجامعة والتي تهدف إلى تمكين الطلبة والشركات والحكومات من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية، لاستقبال الدفعة الأولى من طلابها في شهر يناير من العام المقبل.