الإمارات 2019.. حصاد إنجازات يبهر العالم
الإمارات بدأت "عام التسامح" 2019 بطموحات عالية، وأطلقت بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عشرات المبادرات والبرامج التنموية
تودع دولة الإمارات العربية المتحدة، عام التسامح 2019، وقد سطرت في كتاب يومياته إنجازات خالدة عانقت خلالها الفضاء، وأهدت البشرية أول وثيقة للأخوة الإنسانية، وحققت مناصفة تاريخية بين المرأة والرجل تحت سقف البرلمان.
وبدأت الإمارات عام التسامح بطموحات عالية، وأطلقت بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، عشرات المبادرات والبرامج التنموية التي دعمت نجاح نموذجها النهضوي الفريد، وعززت حضورها الوازن في مختلف المحافل الدولية.
وواصل مجلس الوزراء برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسيرته باستشراف المستقبل وتعزيز التنمية المستدامة في جميع القطاعات ليقترب بشكل كبير من تحقيق أهداف الرؤية الحكومية 2021 كافة.
وتابعت الإمارات سياستها الخارجية الرصينة في إدارة العلاقات مع العالم الخارجي، وأسفرت الجهود الحثيثة واللقاءات الرسمية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع كبار القادة والزعماء خلال عام 2019 في تعزيز الشراكات الاستراتيجية لدولة الإمارات مع دول العالم، بما عزز المكانة المرموقة التي تتبوؤها في المجتمع الدولي.
التسامح
كرست الإمارات في عام 2019 مكانتها كمركز عالمي للتسامح من خلال مبادرات وثيقة الأخوة الإنسانية، والقداس البابوي في أبوظبي، وبيت العائلة الإبراهيمية، وقمة التسامح، وغيرها من المبادرات الفارقة التي عبرت عن القيم الإنسانية العميقة التي تنطلق منها سياسة التسامح الإماراتية.
ولاقت مبادرات التسامح الإماراتية تأييدا وإعجابا عالميا وتركت تأثيرا فارقا في تصفية الأجواء بين أبناء الأديان المختلفة للوصول إلى عالم أكثر تعايشاً وتقبلاً للآخر.
ففي فبراير الماضي أهدت أبوظبي العالم وثيقة الأخوة الإنسانية التي شكلت إعلاناً مشتركاً ودليلاً للأجيال الجديدة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك بمباركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.
واحتضن استاد مدينة زايد الرياضية في 5 فبراير أول قداس بابوي في المنطقة أحياه قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وبمشاركة أكثر من 180 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، وشكل الحدث لحظة مهمة في تاريخ المنطقة والعالم، لما له عظيم الأثر في تعزيز أجواء التسامح والمحبة والسلام التي تتبناها الإمارات.
وأعلنت الإمارات عن مبادرة تاريخية بتأسيس "بيت العائلة الإبراهيمية"، المقرر إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة أبوظبي، والذي سيتم افتتاحه عام 2022، ويضم كنيسة ومسجدا وكنيسا تحت سقف صرح واحد.
الانتخابات
نظمت الإمارات في عام 2019 الدورة الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي شهدت سبقا عالميا بوصول نسبة تمثيل المرأة في المجلس إلى 50% مناصفة مع الرجل الأمر الذي عكس مدى إيمان القيادة الرشيدة بقدرات وإمكانات المرأة الإماراتية، والإصرار على إشراكها في صنع القرار السياسي بوصفها صاحبة معارف ومهارات وخبرات وطنية واجتماعية وإنسانية يعتد بها.
وسجلت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي ارتفاعاً في أعداد أعضاء الهيئات الانتخابية لتصل إلى أكثر من 337 ألف ناخب، فيما بلغ مجموع الأصوات على مستوى الدولة 117,592 صوتا وبنسبة 34,81% من عدد أعضاء الهيئات الانتخابية.
الفضاء
دخلت دولة الإمارات في عام 2019 التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى المحطة الدولية ليكون بذلك أول إماراتي وعربي تحط قدماه على تلك المحطة منذ إنشائها في عام 1998.
وأجرى المنصوري، خلال مهمته في المحطة الدولية للفضاء، 16 تجربة علمية كما أجرى عدة جلسات تواصل عبر الفيديو وموجات اللاسلكي حيث شارك في الجلسات عدد كبير من طلاب المدارس.
دبلوماسيا
عززت الإمارات في عام 2019 من حضورها الإقليمي والدولي الوازن، وأسهمت مواقفها السياسية الحكيمة ومبادراتها الدبلوماسية في دفع الجهود الدولية لمواجهة التطرف والإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
واتسمت دبلوماسية الدولة بالتحركات النشطة في مختلف دول ودوائر صنع القرار في العالم، وساهمت تلك التحركات في تعزيز مكانة الدولة وتقوية علاقاتها وصداقاتها على المستويين العربي والدولي.
وواصلت الإمارات توسيع آفاق علاقاتها الدبلوماسية مع مختلف دول العالم، حيث شهد مارس الماضي افتتاح مقر سفارة دولة الإمارات في العاصمة الكولومبية بوغوتا، وافتتاح المقر الجديد لسفارتها في العاصمة البلغارية صوفيا في يونيو الماضي، فيما حافظ جواز السفر الإماراتي على ريادته العالمية.
التنافسية
واصلت الإمارات تقدمها المستمر في تقارير التنافسية العالمية لهذا العام حيث أكدت صدارتها على المستوى العربي واحتلت المركز الأول، فيما بلغت المركز الـ25 على المستوى العالمي متقدمة بمرتبتين عن الترتيب العام للسنة السابقة، وذلك وفقاً لتقرير التنافسية العالمية 2019 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" الذي يقيّم تنافسية 141 دولة.
وجاءت دولة الإمارات ضمن أفضل 5 دول في 19 مؤشرا عالميا، وضمن أول 20 دولة على الصعيد العالمي في 57 مؤشراً، أي أكثر من نصف المؤشرات التي رصدها التقرير لهذا العام.
وعلى مستوى المحاور الرئيسية جاءت دولة الإمارات في المركز الأول عالمياً في محور "استقرار الاقتصاد الوطني" والمركز الثاني عالمياً في "محور تبني تقنية المعلومات والاتصالات" والرابع عالمياً في "محور أسواق السلع".
وجاءت الإمارات في المركز الأول عالمياً في 4 مؤشرات هي مؤشر "قلة التغير السنوي في التضخم" ومؤشر "ديناميكيات الديون" ومؤشر "اشتراكات الإنترنت على الهاتف المتحرك" ومؤشر "قلة فجوة الائتمان"، وفي المركز الثاني عالمياً في كل من مؤشر "معدل اشتراكات الكهرباء من نسبة السكان" ومؤشر "نسبة اشتراكات الهاتف المتحرك" ومؤشر "تنوع القوى العاملة".
الميل الأخير
استضافت الإمارات في عام 2019 فعاليات منتدى "بلوغ الميل الأخير" الذي عقد في متحف اللوفر بأبوظبي، إذ اجتمعت قيادات من أنحاء العالم للتأكيد على التزامهم بالقضاء على شلل الأطفال وتقديم 2.6 مليار دولار في إطار المرحلة الأولى من تخصيص التمويل اللازم لتنفيذ استراتيجية المرحلة الأخيرة لاستئصال شلل الأطفال 2019 - 2023 التي تنفذها المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال.
وتنوعت مصادر المساعدات والتعهدات المالية التي أعلنت خلال المنتدى، وعلى رأسها تقديم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مبلغ 16 مليون دولار لدعم المبادرة.
تشريعات
واصلت الإمارات مسيرة تطوير بنيتها التشريعية وعملت على استصدار عدد كبير من المراسيم والقوانين الاتحادية والقرارات الوزارية الهادفة إلى تعزيز أمن المجتمع وسلامته وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأبنائها وإرساء مبادئ المسؤولية والشفافية والكفاءة في مختلف الأجهزة الحكومية.
وبرز في عام 2019 قرار رئيس دولة الإمارات رقم 1 لسنة 2019 الخاص برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، والمرسوم بقانون اتحادي رقـم 6 لسنة 2019 في شأن تنظيم علاقات العمل، والمرسوم بقانون اتحادي رقم 10 لسنة 2019 في شأن الحماية من العنف الأسري، والمرسوم بقانون اتحادي رقم 19 بشأن إعسار الشخص الطبيعي.
وعلى مستوى القرارات الوزارية، اعتمد مجلس الوزراء بدولة الإمارات في مارس قرارا بتعديل بعض أحكام القرار الخاص باستقدام العاملين الأجانب لأسرهم، كما اعتمد الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، واتخذ المجلس قرارا بتعديل أو إلغاء رسوم أكثر من 1500 خدمة حكومية، وقراراً بالسماح للمستثمرين الأجانب بتملك كامل الحصص أو الأسهم في الشركات التجارية بالإمارات لغاية 100%، وذلك في عدد من الأنشطة الاقتصادية.
وأقر المجلس حزمة من 10 قرارات استراتيجية لدعم ملف التوطين، واعتمد العديد من الاستراتيجيات والخطط الوطنية ومنها استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة، والاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة.
وشهدت العاصمة أبوظبي في 25 نوفمبر الماضي انعقاد أعمال الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي شهدت إطلاق 4 استراتيجيات وطنية في مجالات القوة الناعمة والثورة الصناعية الرابعة والتعليم العالي والأمن المائي وبرنامج عمل لـ"رؤية الإمارات 2071"، وعدد من البرامج الوطنية، وإطلاق "بنك الإمارات للوظائف" الذي يمنح أولوية التعيين للمواطنين في 160 مهنة مستهدفة، كذلك إعلان مكتب أبوظبي التنفيذي إطلاق مشروع أكاديمية أبوظبي الحكومية.
الاقتصاد
أثبت الاقتصاد الإماراتي في عام 2019 متانته وقدرته على تخطي التحديات والمتغيرات الاقتصادية العالمية كافة حيث تابع تقدمه بخطى متسارعة وثابتة نحو المستقبل، بالتنوع والمعرفة.
وكشف تقرير صادر عن وزارة الاقتصاد أن الناتج المحلى الإجمالي لدولة الإمارات، سيرتفع إلى 1.65 تريليون درهم بنهاية العام 2019، مقابل 1.59 تريليون درهم لعام 2018، بزيادة مقدارها 60 مليار درهم، وبنسبة نمو 3.77%.
وتوقع المصرف المركزي نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي الكلي بنسبة 2,3 % في عام 2019، مدفوعاً بالنمو في القطاع غير النفطي، والذي من المتوقع أن يصل إلى 1.4% مع نهاية العام 2019 مقابل 1.3% في عام 2018، وكذلك بقطاع النفط الذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 5% في عام 2019 مقارنة بنسبة 2.8% في عام 2018.
واعتمدت الإمارات الميزانية الاتحادية لعام 2020 بإجمالي 61.354 مليار درهم ومن دون عجز والتي تُعد الأكبر منذ تأسيس الدولة، حيث تم تخصيص ثلث الميزانية لقطاع التنمية الاجتماعية، وثلثه للشؤون الحكومية، والباقي للبنية التحتية والموارد الاقتصادية والمنافع المعيشية.
ومن الإنجازات الكبيرة التي تحققت في القطاع المالي خلال 2019 الارتفاع الكبير في أصول الجهاز المصرفي الإماراتي بعدما قفز إلى فوق حاجز 3 تريليونات درهم مما عزز من مكانته والاحتفاظ بالمركز الأول على مستوى منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
وشهدت دولة الإمارات تنفيذ مشاريع إنمائية ضخمة أسهمت في تحسن مستوى جودة الخدمات المقدمة للجمهور ووفرت الآلاف من فرص العمل، في حين زاد التوظيف في القطاع الخاص على أساس سنوي بنسبة 0.1% في الربع الثاني من 2019.
وفيما يخص القطاع النفطي، أعلن المجلس الأعلى للبترول في مطلع نوفمبر الماضي عن اكتشاف وإضافة احتياطات هيدروكربونية جديدة تقدر بسبعة مليارات برميل من النفط الخام و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، ما يضع دولة الإمارات في المركز السادس عالمياً من حيث احتياطات النفط والغاز العالمية، كما اعتمد قراراً تاريخياً بإطلاق آلية تسعير جديدة لـ"خام مربان" القياسي الذي تستخدمه "أدنوك" لبيع إنتاجها من النفط الخام، وصادق على إلغاء القيود الحالية للوجهات على مبيعات "مربان".
وفي إنجاز يعزز ريادتها في مجال التجارة الدولية البحرية، فازت الإمارات للمرة الثانية بعضوية مجلس "المنظمة البحرية الدولية" ضمن الفئة "ب" ، وسط إشادة دولية بالمقومات والمزايا التنافسية التي تؤهل دولة الإمارات للقيام بدور محوري ومؤثر في الارتقاء بالمنظومة البحرية الدولية.
الثقافة
شهدت الإمارات في 2019 أحداثا ومناسبات ثقافية فارقة عززت من موقعها على خارطة الإبداع العالمية، وبرز هذا العام حدثان رئيسيان، تمثل الأول في تنصيب إمارة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019، أما الحدث الثاني فتمثل في فوزها المستحق بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، بعد التصويت التي جرى خلال المؤتمر العام الأربعين لمنظمة اليونيسكو في نوفمبر الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس لتصبح المرة الرابعة التي تفوز بها الإمارات بعضوية أحد الأجهزة الرئيسية الثلاثة لمنظمة اليونيسكو.
وحصلت الإمارات في 2019 على مقعد دائم في مجلس منظمة المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية "إيكروم"، فيما تابع معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 38 تكريس مكانته كأحد أهم ثلاثة معارض عالمية وذلك من خلال استقباله لنحو 2.52 مليون زائر في دورة 2019 وأكثر من ألفي دار نشر من 81 دولة.
بدوره استقطب معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 29 أكثر من ألف جهة عارضة مثلت 50 بلدًا وقدمت أكثر من 500 ألف عنوان في مختلف مجالات العلوم والمعارف والآداب وبلغات متعددة.
الرياضة
استضافت الإمارات مطلع عام 2019 فعاليات الدورة الـ 17 من بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم التي شهدت مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، كما نظمت دورة الألعاب العالمية الخامسة عشرة للأولمبياد الخاص "أبوظبي 2019 " التي شارك بها نحو 7500 رياضي قدموا من مختلف أنحاء العالم، حيث حققت الإمارات المرتبة الأولى عربيا والخامسة عالميا وحصدت 182 ميدالية منهم 64 ذهبية و55 فضية و63 برونزية.
وحصد أبطال الإمارات 22 ميدالية ملونة في بطولة العالم للأشبال للجوجيتسو وبطولة البلقان للناشئين برومانيا سبتمبر 2019، و52 ميدالية ملونة في بطولة العالم للجوجيتسو بأبوظبي في نوفمبر 2019.
وأحرز نادي أبوظبي البحري لقب بطولة العالم لزوارق الفورمولا-1 فردي، كما أحرز فريق أبوظبي البحري لقب بطولة العالم لزوارق الفورمولا-2، فيما أحرز البطل البارالمبي محمد القايد 3 ميداليات للإمارات في بطولة العالم لألعاب القوى في دبي.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز