الإنجازات الإماراتية تتوج ختام منتدى الشرق الاقتصادي
الإمارات تمكنت من احتلال المرتبة الخامسة عالميا في كفاءة واستدامة البنية التحتية، وفقاً لتقرير التنافسية العالمي 2017 – 2018.
اختتم الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة مشاركة وفد الإمارات الرسمي في أعمال الدورة الخامسة من منتدى الشرق الاقتصادي، والتي أقيمت في الفترة من 4 – 6 سبتمبر/أيلول الجاري في مدينة فلاديفوستوك في جمهورية روسيا الاتحادية.
وأكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان "الإسكان والمرافق والبنية الحضرية.. استثمارات فعالة"، ضمن أعمال اليوم الأول من المنتدى أهمية تطبيق واتباع معايير الاستدامة في قطاع البناء والتشييد عالمياً لتحقيق مزيد من حماية البيئة وصداقتها وزيادة قدرة المجتمعات على التكيف مع تداعيات التغير المناخي.
وأشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة واستشرافها الدائم للمستقبل، تمكنت من احتلال المرتبة الخامسة عالمياً في كفاءة واستدامة البنية التحتية، وفقاً لتقرير التنافسية العالمي 2017 – 2018، والذي يشمل تصنيف 137 دولة حول العالم.
وأوضح أن التطوير المتسارع والمعتمد على معايير الاستدامة لشبكة البنية التحتية في الإمارات مبني على الرؤية المستقبلية للقيادة الرشيدة وسعيها لإيجاد مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبل، فهذا التطوير من دوره تعزيز التنمية في جميع القطاعات، واستيعاب الزيادات السكانية المستقبلية.
وأشار إلى أن استهداف تحقيق الاستدامة وتحويلها لأسلوب حياة والعمل وفقا لها شمل مشاريع الإسكان والمجمعات السكنية الجديدة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.
واستعرض تجربة مدينة مصدر، والمدينة المستدامة، ومشاريع وزارة تطوير البنية التحتية وبرنامج الشيخ زايد للإسكان، وطبيعة معايير الاستدامة المطبقة في كل منها ومدى مساهمتها في خفض معدلات الكربون والاعتماد على حلول الطاقة المتجددة، وتحقيق منظومة الإنتاج والاستهلاك المستدامين.
وخلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان "البيئة في الشرق الأقصى: الأهداف الحالية والآفاق المستقبلية طويلة الأجل" ضمن أعمال اليوم الثاني من المنتدى.
وطالب الدكتور الزيودي المجتمع الدولي بتعزيز جهوده لحماية البيئة ومواردها الطبيعية وتنوعها البيولوجي، منوهاً إلى أنه وفقا لتقرير الأمم المتحدة 2019 الخاص بتقييم التنوع البيولوجي العالمي، فإن صحة وقدرة الطبيعة على العطاء آخذة في الانخفاض بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية، كما أن معدل انقراض الأنواع آخذة في الارتفاع بنسبة متزايدة.
وأشار إلى أن دولة الإمارات ومنذ تأسيسها اتبعت نهجاً غرسه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، يعتمد تحقيق التنمية الاقتصادية في ظل الحفاظ على البيئة ومواردها وتنوعها البيولوجي.
وأضاف أنه بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة بات لدى دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال حماية التنوع البيولوجي 44 محمية طبيعية بما يشكل 15% من إجمالي مساحة الدولة، و10 محميات أراضي رطبة معترف بها دولياً، وسجلت الإمارات العام الماضي معدل 61% في فاعلية إدارة المناطق المحمية بما يتجاوز المعدل العالمي البالغ 53%".
وأشار إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة مواكبة لتوجهات ورؤى الدولة أقرت منظومة تشريعية متكاملة تستهدف حماية التنوع البيولوجي، كما أطلقت العديد من المشاريع في الإطار نفسه ومنها مشروع القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، ومشروع الأنواع الغازية، وبرنامج المناطق المهمة للطيور، كما تم إطلاق خطتي عمل وطنيتين لحماية أسماك القرش والسحالي البحرية، مشيرا إلى أن الوزارة عملت على تطوير المشروع الوطني للكربون الأزرق، ويجري العمل حالياً على مشروع لخارطة ذكية لرأس المال الطبيعي في الدولة.
واستعرض تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على بعض الأنواع المهددة بالانقراض وتأهيلها وإعادة تأهيلها مثل المها العربي والفهد العربي، والصقور والحبارى.
وحول تفاقم تداعيات التغير المناخي عالمياً والجهود المطلوبة لخفض تأثيراتها، قال: "إن المنهجية التي تتعامل بها دولة الإمارات العربية المتحدة مع التحديات باتت نموذجا عالميا فعالا تقتدي به مجتمعات عدة، إذ يقوم على تحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو، موضحا أن الإمارات وفي إطار جهودها المحلية والعالمية لمواجهة تحدي التغير المناخي، وزيادة قدرة المجتمعات على التكيف معها، حملت على عاتقها تعزيز نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة، بهدف خفض معدلات غازات الدفيئة/المسبب الرئيس للتغير المناخي، وخلق فرص استثمارية جديدة.
وذكر أنه على المستوى المحلي دخل مشروع نور أبوظبي "المشروع الأكبر عالمياً للطاقة الشمسية" الخدمة مؤخراً، كما تم تشغيل محطة شمس أبوظبي، وجار العمل للانتهاء من مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية في دبي، بالإضافة إلى مشروع عملاق للطاقة الشمسية في منطقة الظفرة في أبوظبي، وعلى المستوى العالمي أسهمت جهود الدولة عبر شركة مصدر وصندوق أبوظبي للتنمية في نشر هذه الحلول في العديد من دول العالم وبالأخص التي تعرضت لتداعيات التغير المناخي".
ولفت إلى أنه "ودعما للجهود الدولية تعمل الدولة عبر استضافتها للمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة على تكثيف وتعزيز التوجه العالمي لتحول الطاقة وزيادة الاعتماد على المصادر المتجددة والنظيفة لإنتاج الطاقة".
وكان وزير التغير المناخي والبيئة قد التقى على هامش المشاركة في منتدى الشرق الاقتصادي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما التقى بدولة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.
كما عقد خلال تواجده في الجمهورية الروسية مجموعة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين وصناع القرار، ومنها اللقاء مع ديمتري كوبيكلين وزير الموارد الطبيعية والبيئة في جمهورية روسيا، حيث تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال حماية البيئة وضمان استدامة مواردها الطبيعية وتعزيز ودعم جهود العمل من أجل المناخ، كما استعرضا أهم التجارب الناجحة في البلدين.
والتقى أيضا أنطون كوبيكوف مستشار الرئيس الروسي وعددا من مسؤولي مراكز حماية التنوع البيولوجي وتأهيل وإعادة تأهيل الأنواع النادرة خلال مجموعة من الزيارات الميدانية التي قام بها على هامش المشاركة في أعمال المنتدى.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز