تعيش دولة الإمارات العربية المتحدة عصرها الذهبي بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يواصل ترسيخ أسس دولة عصرية ومنافسة عالمياً، رغم التحديات التي تفرضها المتغيرات الإقليمية والدولية.
وبينما تحتفل الإمارات بعيد الفطر المبارك، يأتي هذا العيد متزامناً مع نجاحات متتالية وإنجازات بارزة تؤكد أن الإمارات ليست مجرد دولة في محيطها، بل قوة مؤثرة قادرة على قيادة مسارات التنمية والتقدم في المنطقة والعالم.
لا يختلف اثنان على أن الدول المتفوقة، والتي تحقق إنجازات ملموسة، تكون دائماً في مرمى سهام التشكيك والاستهداف، فكما يقال: "الشجرة المثمرة هي التي تُرمى بالحجارة"، والإمارات مثال حي على ذلك، فكلما أحرزت تقدماً، وحققت قفزات نوعية في التنمية والابتكار والاقتصاد، ارتفعت أصوات المشككين والمتربصين.
لكن الفارق بين من يسعى للبناء ومن يمتهن التشكيك، هو أن الأول يملك رؤية واضحة، وخططاً طويلة المدى، وأدوات فاعلة، ويمضي في طريق التقدم دون الالتفات للضجيج، بل يركز على تحقيق مزيد من الإنجازات، وهو نهج يعكس نضج القيادة الإماراتية ووعيها العميق بأهمية العمل الجاد والمثمر.
يشهد العالم اليوم تحولات كبرى، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، ومع ذلك، تمكنت الإمارات من التعامل مع الأزمات بمرونة وذكاء استراتيجي.
فمنذ بداية الأزمات الجيوسياسية المتلاحقة، تبنت دولة الإمارات سياسات متوازنة، وعززت شراكاتها الدولية، وواصلت دعم مسارات الاستقرار والتنمية، ما جعلها نموذجاً يُحتذى به في الإدارة الرشيدة والقدرة على التكيف مع المتغيرات.
وفي ظل هذه التحديات، لم تتوقف الإمارات عن تعزيز اقتصادها، بل أطلقت مشاريع استراتيجية كبرى، واستمرت في جذب الاستثمارات، وتوسيع نفوذها في قطاعات مثل الفضاء، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة، ما جعلها في مقدمة الدول التي تمتلك رؤية تنموية متكاملة.
أحد الجوانب التي تميز الإمارات هو سياستها الخارجية القائمة على الشراكة وليس الوصاية، فهي لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تسعى إلى تقديم نموذج يقوم على دعم الاستقرار والتنمية، وهو ما انعكس في مبادراتها الإنسانية والدبلوماسية، ودورها الفاعل في تحقيق السلام، ودعم المشاريع التنموية في دول عدة، بعيداً عن الحسابات الضيقة والمصالح المؤقتة، ما جعل الإمارات شريكاً موثوقاً يقدم حلولاً عملية للتحديات ويبني جسور التعاون بدلاً من الانخراط في صراعات لا طائل منها.
وهذا الدور الفاعل لم يأتِ من فراغ، بل هو امتداد لرؤية قيادة تؤمن بأن المستقبل يُصنع بالعمل وليس بالصراعات، وبالبناء وليس بالهدم.
يأتي عيد الفطر هذا العام، والإمارات تعيش واحدة من أكثر الفترات ازدهاراً في تاريخها. فمنذ إعلان رؤية "نحن الإمارات 2031"، والخطوات التي اتخذتها الدولة في مختلف المجالات تؤكد أن الإمارات لا تكتفي بتحقيق النجاح، بل تسعى لتصديره كقيمة حضارية عالمية.
والاحتفال بالعيد في الإمارات ليس مجرد مناسبة دينية واجتماعية، بل هو محطة تعكس الروح الإيجابية التي تسود المجتمع، وتعزز مفهوم التلاحم الوطني بين القيادة والشعب. ففي الوقت الذي تواجه فيه دول أخرى تحديات داخلية تعيق تطورها، تمضي الإمارات في مسيرتها بثقة، مستندة إلى قاعدة صلبة من الإنجازات وإلى شعب منتج ومثابر يؤمن برؤية قيادته.
التجربة الإماراتية في التطور والاستقرار، ومواجهة التحديات بأسلوب عملي، تقدم دروسًا مهمة للعالم. والنجاح لا يتحقق بالكلام بل بالعمل الجاد، والدول التي تملك رؤية واضحة، وتضع مصلحة شعبها في مقدمة الأولويات، تستطيع أن تصنع الفارق، ما جعل الإمارات نموذجاً لدولة عصرية، تتفاعل مع العالم بإيجابية، وتبني مستقبلها بعيداً عن الصراعات التي تعطل التنمية.
تعتبر الإمارات اليوم قصة نجاح عالمية، ومع حلول عيد الفطر المبارك، تواصل مسيرتها نحو المستقبل، بعزيمة قيادتها وجهود أبنائها، وإصرارها على أن تكون نموذجاً يحتذى به في التنمية والتقدم والازدهار. وسيمضي النموذج الإماراتي المتفوق في طريقه دون التفات للوراء، فالنجاح الحقيقي لا يُقاس بما يقوله الآخرون، بل بما يتحقق على أرض الواقع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة