الزيودي: الإمارات تعتمد توجهات وسياسات داعمة لاستدامة الزراعة والغذاء
وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي يؤكد أن مفهوم الزراعة المستدامة يعد فكرة متأصلة في تاريخ المجتمع الإماراتي
قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، إن دولة الإمارات منذ تأسيسها في عام 1971، وبفضل فكر وتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تبنت سياسات واستراتيجيات داعمة لقطاع الزراعة، تركز على الاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة والتوظيف الدائم للتكنولوجيا الحديثة في تعزيز كفاءة القطاع، وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة حاليا تسير الإمارات بخطى واسعة نحو تحقيق استدامة القطاعات كافة بما فيها الزراعة والغذاء لضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة".
جاء ذلك خلال الكلمة الرسمية لدولة الإمارات والتي تشارك في اجتماعات الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الغذاء والزراعة العالمية "الفاو" في إيطاليا، ويترأس الوفد الدكتور الزيودي.
وأضاف الزيودي: "مفهوم الزراعة المستدامة يعد فكرة متأصلة في تاريخ المجتمع الإماراتي، فأسلافنا تمكنوا من التكيف مع شح الموارد المائية وابتكار أساليب ري متطورة في وقتها ترشد الاستهلاك، وتخدم المنظومة الزراعية بما يضمن استمراريتها ومنها نظاما (الطاوي) لحماية أبار المياه الجوفية، و(الفلج) للري التقليدي".
وأشار إلى أن خطط واستراتيجيات دولة الإمارات تركز على تحقيق التنوع في التنمية الاقتصادية، وعلى رأسها قطاع الغذاء والزراعة، لافتا إلى أنه في سبيل تحقيق هذا التنوع تم العمل بالتعاون مع منظمة (الفاو) على وضع خطة وطنية للتنوع الغذائي تهدف لضمان استدامة الغذاء للدولة، وتعتمد على محورين رئيسيين؛ الأول زيادة الإنتاج المحلي من خلال اعتماد أحدث التقنيات الزراعية المتاحة، وترشيد الاستهلاك المحلي، وإعادة الاهتمام بعدد من المحاصيل والأصناف التقليدية وأهمها التمور.
وتابع قائلاً: "يختص المحور الثاني بتنويع مصادر الاستيراد عالميا وخلق بدائل عدة يمكن الاعتماد عليها في أوقات الطوارئ، بالإضافة إلى تنويع توجهات الاستثمار الخارجية، بما يواكب ما يشهده العالم من تداعيات للتغير المناخي والتي تؤثر على دول ومناطق عدة في العالم".
وأوضح أن تحقيق مفهوم الاستدامة للقطاعات كافة، وفقا لرؤية الإمارات 2021 يعتمد على مجموعة من العناصر المتكاملة، أبرزها دعم الابتكار، وتعزيز مشاركة الشباب خصوصا في القطاعات الحيوية مثل قطاع الزراعة، لافتاً إلى أنه تم إطلاق مبادرات عدة بهذا الخصوص، ومن أهمها مبادرة "ملتقى الابتكار ات بمجال المناخي – كليكس" الذي نظمته وزارة التغير المناخي والبيئة العام الجاري، والتي استهدفت توفير منصة تجمع رواد الأعمال والمبتكرين الشباب في مجال استدامة الزراعة والغذاء مع المستثمرين.
وقال: "تمكنت هذه المبادرة من تحفيز مستثمرين عدة للإعلان عن نيتهم ضخ ما يتجاوز 45 مليون دولار لتحويل هذه الابتكارات إلى مشاريع واقعية".
وأعلن الدكتور الزيودي في كلمته عن توقيع وزارة التغير المناخي والبيئة إعلان نوايا مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لتطوير بحوث وإدارة الثروة السمكية، بما يشمل بناء سفينة أبحاث متخصصة لجمع المعلومات وقياس البيانات بآليات عملية أفضل.
ودعا في ختام كلمته أمام اجتماعات الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الغذاء والزراعة العالمية "الفاو" اعتماد العام 2020 كعام دولي للتمور، نظراً للأهمية الخاصة لهذا المحصول الغذائي وكونه أحد السلع الهامة المنتجة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.