دولة الإنسانية.. عطاء إماراتي لا ينضب في اليمن
في ظل الأوضاع المأساوية باليمن منذ حرب الحوثي في 2015، يتذكر اليمنيون الدور الإنساني الذي قامت به دولة الإمارات للتخفيف من محنتهم.
الامتنان اليمني للدور الإماراتي، كان على مختلف المستويات، فهو يبدأ من القاعدة الشعبية ولا ينتهي عند قمة الهرم السياسي للبلاد، فالأيادي الإنسانية للإمارات ممتدة إلى اليمن منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وهذا بالفعل ما عبر عنه سياسيون ومواطنون يمنيون وثيقو الصلة وقريبون من العمل الإنساني الإماراتي في اليمن، حيث لامسوا وخبروا تلك التضحيات والعطاءات الخيرية لدولة زايد الخير.
فعلى الجانب الرسمي والحكومي، يرى وكيل وزارة الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية، عبداللطيف الفجير أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت شريكة مع اليمن منذ أول يوم في المعركة ضد الانقلاب الغاشم الذي نفذته المليشيات الحوثية.
وأكد الفجير لـ"العين الإخبارية" أن الإمارات اهتمت بعلاج الجرحى اليمنيين ممن واجهوا انقلاب المليشيات، كما أن مشاريع الذراع الإنسانية والخيرية للإمارات المتمثلة في الهلال الأحمر الإماراتي لا ينكرها أحد، سواءً الإسهامات الغذائية كتوزيع السلال الغذائية أو تنفيذ المشاريع النوعية في كثير من المحافظات اليمنية.
المسؤول اليمني دعا الإمارات إلى مواصلة دعمها، وقال: "رغم كل ما قدمت من خير فإننا ندعو دولة الإمارات الشقيقة إلى مزيد من الدعم والاستمرار في إغاثة أبناء الشعب اليمني، خاصةً في هذه المرحلة التي لا تخفى على أحد، في ظل تردي الأوضاع في اليمن”.
وتابع: "الشعب اليمني شعب كريم ومعطاء، ولا ينسى كل من وقف معه في محنته وسيرد الجميل بعد معافاته، سواءً لأشقائنا في الإمارات أو أشقائنا في السعودية".
تدخلات تنموية
على المستوى الشعبي، يتحدث المواطن اليمني من أبناء جزيرة سقطرى، مبارك سالم عبدالله خرسي، عن الوجود الإنساني والتنموي الإماراتي في اليمن، وتحديدًا في الجزيرة التي عانت الحرمان عقودا طويلة قبل وصول أيادي الخير الإماراتية.
وقال مبارك لـ"العين الإخبارية" إن الإمارات لم تألُ جهدًا في إنقاذ وحماية اليمن، وتقديم جميع أنواع الدعم الأخوي لكل مواطني اليمن في جميع المحافظات المحررة بشكل عام، ومحافظة أرخبيل سقطرى بشكل خاص، وذلك عبر ذراعها الإنسانية المتمثلة في مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية.
ويؤكد مبارك، والذي يعمل معرفًا في منطقة قلنسية بسقطرى، أن مؤسسة خليفة ربطت سقطرى بالعالم عبر مشاريعها النوعية والتنموية والخدمية، وأدارت عجلة التنمية في الجزيرة التي كانت منعزلة عن العالم لعقود طويلة.
مشاريع خدمية
يسرد مبارك الخرسي المشاريع التي نفذتها مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية في سقطرى خلال السنوات الماضية، ويتحدث عن أن مجال الصحة شهد إنشاء مستشفى الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان، كصرح طبي كبير، ودعمه بأحدث الأجهزة المتطورة وطاقم طبي متكامل، مع نقل الحالات المستعصية كل أسبوع إلى أرقى المستشفيات في دولة الإمارات وعلاجها مجانا حتى العودة.
ويضيف: "وفي مجال التعليم تم بناء مدارس جديدة وصيانة القديمة واستكمال المتعثرة، وتكفلت مؤسسة خليفة بدفع رواتب شهرية لأكثر من 700 معلم متعاقد، وتأهيل الطلاب للدراسات الجامعية في مصر والإمارات".
بالإضافة إلى إنشاء جامعة أرخبيل سقطرى، والمعهد الفني والمهني الذي صار اليوم وجهة علمية وأكاديمية لتعزيز نتاج المورد البشري بتخصصات نوعية يحتاجها أبناء سقطرى لتعزيز التنمية وتحسين معيشتهم، بحسب مبارك.
ويواصل: ”الكهرباء في سقطرى تعمل 24 ساعة بفضل ما قدمه الإماراتيون من مشاريع طاقة تقليدية وبديلة تعمل بالنظامين، وبتقنية عالية لم نلمسها منذ خمسين عامًا ولم نحلم بها لخمسين سنة قادمة”.
كما أن قطاع المياه في سقطرى شهد حفر آبار ارتوازية في الأرياف والمناطق النائية، وبناء خزانات تستوعب مياه الأمطار، وتوفير شبكة مياه متكاملة لمدينة قلنسية مع توفير آلات تحلية بتقنية عالية، وتوفير مشروع لتحلية مياه جزيرتي عبدالكوري وسمحة.
تدخلات عديدة
كل تلك المشاريع الخاصة بالبنية التحتية لم تقف عند مستوى معين، فحتى في مجال الطرقات، شهدت سقطرى ترميم وشق الطرق الترابية وكذلك المتعثرة أثناء الكوارث الطبيعية من قبل الإماراتيين، بحسب مبارك.
وذلك إضافة إلى اعتماد خطة متكاملة في شق وسفلتة الطرق على مستوى المحافظة ابتداء من المرحلة الأولى في نوجد وقعرة بدعم صندوق أبوظبي للتنمية وتنفيذ شركة المثلث الشرقي القابضة، وكذا صيانة وترميم مطار سقطرى الدولي مع توفير الأجهزة والأعمال اللوجستية والأمنية والملاحية بحيث يستوعب الرحلات المحلية والدولية، وتنفيذ مدرج لجزيرة عبدالكوري خفف من معاناتهم وعزلتهم وربطهم بالعالم.
ويؤكد مبارك الخرسي أن التدخلات الإنسانية الإماراتية لا حد لها، فهناك الدعم الإماراتي بالمشتقات النفطية للجزيرة، وتركيب منظومة اتصالات ربطت سقطرى بالعالم، وتنفيذ مشاريع ثقافية كمهرجان زايد الذي يقام بنسخته السابعة، وإنشاء الملاعب الرياضية، ومشاريع متعددة في المجالات الإيوائية والإغاثية وكفالة الأيتام والعجزة والمرضى وذوي الهمم، وتشجيع الزراعة وإنشاء مصنع للتمور، وانتشال شباب سقطرى من البطالة وتوظيفهم في الإمارات لمساعدة أسرهم، وبناء المدن والوحدات السكنية، وغيرها من التدخلات الخيرية والإنسانية لدولة الإنسانية.