في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. مواقف إماراتية راسخة باليمن
في الرخاء والشدة، وقفت الإمارات دوما إلى جانب اليمنيين، في كل ربوع البلاد، مرسخة بذلك ملحمة فريدة من العمل الإنساني والخيري.
فمن شبوة وحضرموت وعدن ولحج وحتى سقطرى ومأرب وأبين وتعز، تبنت أيادي الإمارات البيضاء مقاربة إنسانية شاملة في دعم اليمن على مختلف المستويات، اقتصادياً وإنسانياً وإنمائيا، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية.
في اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس/آب من كل عام تسلط "العين الإخبارية"، الضوء على مشاريع إماراتية إنسانية واقتصادية كانت وما زالت راسخة في عقول اليمنيين وبشهادة من أهلها.
فبدءًا بتشييد المستشفيات كمستشفى "2 ديسمبر" في الساحل الغربي لليمن، مرورا بسد حسان الاستراتيجي في محافظة أبين، وطريق الكدحة في تعز، ومحطتي الكهرباء في المخا وعدن، يشد انتباهك عمل مئات العاملين من أجل خدمة الناس، كخلية نحل ضمن مشاريع إماراتية حيوية.
دعم ثابت
يقول الناشط والإعلامي اليمني أدونيس الدخيني إن اليوم العالمي للعمل الإنساني يعد فرصة ثمينة للتذكير بعظمة المشاريع الإماراتية في اليمن، والتي حضرت في مساندة اليمنيين في كل الاتجاهات عسكرياً وتنموياً وإغاثياً وصحيًا، وساعدت في معالجة ما دمرته الحرب تعليمياً وخدمياً وصحياً وأمنياً.
ويضيف في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الدعم الإماراتي كان ثابتا في كل المراحل، حيث كان الجندي الإماراتي يخوض المعركة على الأرض وخلفه في النسق الثاني، فرق الهلال الأحمر الإماراتي تساعد السكان وتخفف من قسوة المعاناة عليهم وتعيد الحياة إلى وضعها الطبيعي.
وأوضح أن الإمارات نفذت العشرات من المشاريع التنموية الكبيرة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر، تمويل بناء سد حسان الاستراتيجي في محافظة أبين، ومنظومة طاقة شمسية لتوفير الطاقة الكهربائية للعاصمة عدن ومنظومة مماثلة لتغذية مدينة المخا.
كما شيدت مستشفى كبيرا في مدينة المخا، يقدم الخدمات مجاناً للمواطنين، ومطارا في المدينة ذاتها، وتمويل شق طريق رئيسي لكسر الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي على مدينة تعز، فضلاً عن تمويل المنظومة الصحية بالكامل في محافظة شبوة بكافة احتياجاتها، وفقا للدخيني.
حضور في كل ربوع اليمن
من جهته، يرى الناشط الإعلامي اليمني أنور الشريف أن الدعم الإماراتي يعكس حرص قيادة الإمارات على تقديم كل أشكال المساندة للشعب اليمني، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ربوع اليمن كافة.
وبحسب الشريف في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، فإنه خلال الأعوام من 2015 وحتى اليوم قدمت الإمارات مساعدات لليمن بلغت نحو 7 مليارات دولار أمريكي، شملت 15 قطاعا مهما كالنقل، وتوليد الطاقة، والخدمات الاجتماعية، والقطاع الصحي، وقطاع التعليم والقطاع السمكي ودعم الحكومة والمجتمع المدني.
كما "قامت بإعادة تأهيل وبناء ما خربه المتمردون الحوثيون في عدن وحضرموت والمخا والمدن التي تم تحريرها ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية"، طبقا للناشط اليمني.
وأضاف: "هذه المحافظات شهدت جهودا إماراتية كبيرة في توفير الخدمات الأساسية للسكان، وساعدت في دعم الأمن والسلام من خلال تدريب وتجهيز قوات الأمن، وهي جهود تحظى بتقدير الشعب اليمني ولا يمكن إغفالها في اليوم العالمي للعمل الإنساني".
إدراك إماراتي عميق
بشكل مبكر بدأت الإمارات مشاريعها في اليمن لعل أبرزها تشييد سد مأرب على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1986، قبل أن يتم تكثيف هذا الدعم مؤخرا سيما خلال أعوام الحرب الحوثية إثر إدراك إماراتي عميق بأهمية الوقوف الإنساني إلى جانب اليمنيين.
فأكثر من 40 مشروعا مولتهم دولة الإمارات في الصحة والتعليم والمياه والكهرباء، والإغاثة والإيواء والطرقات، وحملات التوعية والبيئة والسكان والتدريب والتأهيل وتقديم العون والمساعدة في المناسبات الدينية والاجتماعية وحالات الطوارئ وذلك في 3 محافظات يمنية فقط خلال العام الماضي.
وبحسب الباحث اليمني فيصل فاضل فإن الإمارات حضرت بكل ثقلها الإنساني منذ اليوم الأول للأزمة اليمنية، وتمثل بإعادة بناء وترميم وتأهيل العديد من المشاريع الاستراتيجية والبنى التحتية مثل مراسي الصيد ومشاريع المياه والطرق والمشافي والمراكز الصحية.
ولفت في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الدعم الإماراتي يتجلى في مشروع كهرباء يعمل بالطاقة الشمسية في المخا بدعم من دولة الإمارات، ويعتبر هذا المشروع الاستراتيجي الذي يموله "صندوق أبوظبي للتنمية" تبلغ قدرته التوليدية، نحو 20 ميغاواط والتي كان لها أثر كبير ومهم على المواطن اليمني، مخففا من معاناته التي يتجرعها إثر الانقلاب الحوثي.
وأكد أن الدعم الإماراتي كان سندا حقيقيا أسهم في استمرار الحياة وإعادة تطبيعها في المناطق المحررة مثل المخا وعدن وحضرموت وشبوة، كما هو الحال مع بقية المحافظات المحررة التي تنشط فيها عشرات الفرق الإماراتية في سبيل انتشال أوضاعها خدميا وإنسانيا.