محللون يمنيون لـ"العين الإخبارية": القوات الجنوبية أعادت الحياة لأبين
عاثت عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي فسادا في محافظة أبين، جنوبي اليمن، قبل أن تتدخل القوات الجنوبية للقضاء عليها.
محمد ناصر (40 عاما) أحد سكان مديرية مودية بمحافظة أبين، جنوبي اليمن، ظل يعيش في قلق دائم عند وجود عناصر القاعدة بأبين قبل تطهيرها مؤخرا.
وقال ناصر، لـ"العين الإخبارية"، إن عناصر التنظيم كانت تطوف علنا في بعض قرى المديرية وشيدت فيها معاقل مهمة كمعسكر وادي "عومران" لكن هذا الكابوس ذهب إلى غير رجعة عقب تطهير هذه المعاقل من قبل القوات الجنوبية بدعم من التحالف العربي".
وأضاف أن "العيش أصبح آمناً إلى جوار القوات الجنوبية، لكن عمليات تنظيم القاعدة الإرهابي الغادرة لم تتوقف، وكان آخرها اغتيال قائد الحزام الأمني في أبين عبداللطيف السيد ومعه قادة قبليون وأمنيون".
وأشار إلى أن عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي لجأت بعد عملية سهام الشرق التي أطلقتها القوات الجنوبية العام الماضي، إلى تنفيذ عمليات إرهابية تفجيرية تستهدف المدنيين والجنود الذين لقنوها دروسا قاسية وأجبروها على الهروب إلى كهوف الجبال.
وأكد أن العناصر الإرهابية أثبتت عدم قدرتها على مواجهة القوات الجنوبية، وإلا لما لجأت للعمليات الإرهابية الغادرة.
واتفق مع طرح ناصر، زياد سالم، أحد سكان العاصمة المؤقتة عدن، الذي حث جميع أفراد المجتمع في اليمن على مواجهة هذه العناصر الإرهابية ومؤازرة القوات الجنوبية.
وقال سالم لـ"العين الإخبارية" إن "ما نشاهده مؤخرا من عمليات إرهابية لعناصر تنظيم القاعدة في أبين، والتي تستهدف المدنيين ورجال الأمن، لا يجب السكوت عنها".
وأضاف أن "الأعمال الإرهابية الجبانة والغادرة، لن تزيدنا إلا عزيمة وقوة لرجال القوات الجنوبية، لدحر هذه العناصر الظلامية، ويوجد بيننا مليون عبداللطيف السيد".
وطالب سالم القوات الجنوبية بتعزيز قوة جهازها الأمني جنبا إلى جنب مع القوة العسكرية والضرب بيد من حديد على تلك العناصر الإرهابية وتطهير أراضي البلاد من ظلمها وجبروتها.
الحوثي والقاعدة
الجرائم الإرهابية لتنظيم القاعدة تماثل جرائم مليشيات الحوثي الانقلابية، وجميعها تستهدف المناطق المحررة دون غيرها، ما يؤكد التنسيق وتوحيد الهدف بين المليشيات والتنظيم الإرهابي، وفقا لخبراء يمنيين.
وقال وكيل وزارة الإعلام اليمنية أسامة الشرمي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "هناك تنسيقا وتعاونا بين مليشيات الحوثي وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابية".
وأضاف أن "المعلومات الأمنية تشير إلى تنسيق عالي المستوى يجري حاليا بين مليشيات الحوثي وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابية بهدف استهداف اليمنيين والمناطق المحررة وزعزعة الأمن فيها.
وبحسب الشرمي فإن "المعلومات تؤكد أنه تم إطلاق عناصر تنظيم القاعدة من سجون الأمن السياسي في العاصمة صنعاء، والتي كانت محتجزة منذ ما قبل الانقلاب الحوثي، حيث يتشاركون اليوم مع المليشيات في تنسيق ومتابعة الخطط والعمليات التي تستهدف التحالف والقوات الجنوبية والشرعية والمؤسسات الحيوية للدولة الوطنية، في ظل الهدنة الأممية".
وقال إنه "كما لا يخفى على أحد أن زعيم تنظيم القاعدة سيف العدل، خليفة أيمن الظواهري، أوفد نجله إلى اليمن، مما يؤكد أن اليمن ليس بمعزل عن الأجندة الإرهابية لتنظيم القاعدة".
وبحسب المسؤول اليمني فإن هناك عدة أسباب أدت إلى تنامي نشاط تنظيم القاعدة مؤخراً في أبين وفي المحافظات الأخرى، والمتمثل في بعض الخلافات السياسية بين أطراف المعسكر المناوئ للحوثيين خلال الفترات الماضية.
وقال إنه "في العادة مثل هذه الأجواء تخلق بيئة مناسبة لانتعاش الإرهاب وتنظيماته بمختلف مذاهبها"، مضيفا أن "العمليات التي تخوضها القوات الجنوبية ضد تنظيم القاعدة في أبين والجنوب أجبر عناصر التنظيم للخروج من جحورها، والقيام بعمليات غادرة بهدف ثني هذه القوات عن الاستمرار في عملياتها وكسر معنوياتها".
وفي السياق ذاته، أكد الخبير العسكري العميد محمد الكميم، لـ"العين الإخبارية"، أن الطبيعة الجغرافية، والتضاريس لمحافظة أبين، خاصة في جبال مناطق لودر ومودية، حولتها إلى أوكار لتنظيم القاعدة.
وبحسب الكميم أن جميع الأسباب السابقة توفر بيئة خصبة لتكاثر وإعادة ترتيب عناصر القاعدة الإرهابية، والتواصل والتنسيق مع مليشيات الحوثي لقرب أبين من محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرة المليشيات الانقلابية، والتي تعمل على دعم تنظيم القاعدة على الرغم من تصريحاتها الإعلامية الكاذبة عند التحدث عن الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن أوكار القاعدة ما زالت موجودة في المنطقة الجغرافية ما بين أبين وشبوة والبيضاء، ووجدت مكافحات شديدة من القوات الجنوبية، واستطاعت تحرير مناطق كثيرة من محافظة أبين، وعندما حاصرت التنظيم في الجانب الشمالي والشرقي دفع التنظيم عناصره بالاستماتة، بعد أن شعرت أنها في مرحلة الخنق، في وادي عومران.
انتهاكات وجرائم
من جهته، أكد المحامي اليمني مختار الوافي أن عناصر القاعدة تقوم بانتهاكات جسيمة وبصورة مستمرة بحق اليمنيين، إذ تقوم بتنفيذ عمليات تفجيرية وانتحارية في الأسواق وشوارع المدن المزدحمة بالمدنيين، لتطول النساء والأطفال، وكبار السن والمرضى.
وطالب الوافي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، الجهات الأممية أن تنقل الجرائم المنتهكة للحقوق الإنسانية والقوانين العالمية، وإسناد القوات الجنوبية لدحر العناصر الإرهابية وتطهير الأراضي اليمنية من الإرهاب.
وأشار إلى وجود انتهاكات وجرائم تقوم بها عناصر القاعدة، كالاختطاف والإخفاء القسري، وقتل بعض المختطفين، دون شفقة أو تعامل بالعرف والإنسانية، إضافة إلى أخذ أطفال الموجودين فيها بالقوة وتهديد السلاح، وغسل عقولهم بأفكار وجلسات طائفية واستخدامهم كوقود لعملياتها الانتحارية.
ويوم الخميس الماضي، قتل قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين العميد عبداللطيف السيد، المطلوب رقم واحد للتنظيم الإرهابي، مع قيادات أمنية وقبلية، في عملية إرهابية غادرة، استهدفته أثناء مرور موكبه في وادي رفض بمديرية مودية شرقي محافظة أبين اليمنية.