الإمارات والصين.. 5 قمم فارقة تعزز «شراكة استراتيجية شاملة»
زيارة مهمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات للصين تدفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين لآفاق أرحب تسهم في تطويرها.
وتتوج زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بكين، العلاقات التاريخية المتنامية بين البلدين، وترسم آفاقا جديدة لمسار العلاقات المستقبلية بين البلدين.
ويبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة مع الرئيس الصيني العلاقات الثنائية ومسارات التعاون والعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها، في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين بما يسهم في تعزيز التنمية والازدهار المستدام في البلدين.
وتتناول مباحثات الزعيمين أيضا القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المتبادل وأهمية التعاون بين البلدين ضمن أطر العمل الدولية المشتركة بما يعزز أسباب الاستقرار والسلام في العالم.
كما يشهد رئيس دولة الإمارات خلال الزيارة الاحتفال بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين.
ويشارك أيضا في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.
وتعد تلك الزيارة هي السادسة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين، حيث سبق أن زارها في أغسطس/آب 2009 ومارس/آذار 2012 ، وديسمبر/كانون الأول 2015، ويوليو/تموز 2019، وفبراير/شباط 2022.
وشكلت تلك الزيارات محطات تاريخية تم خلالها وضع أسس راسخة لعلاقات مستدامة بين البلدين.
القمة الخامسة.. أهمية خاصة
وتعد القمة المرتقب عقدها خلال تلك الزيارة هي الخامسة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الصيني شي جين بينغ منذ تولي الأخير مهام منصبه في مارس/ آذار 2013.
وأسهمت القمم الخمس وما تخللها من مباحثات وما أسفر عنها من نتائج واتفاقيات في تحقيق نقلة نوعية فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وتعقد تلك القمة في وقت هام حيث تتزامن مع مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين.
وتكتسب تلك الزيارة أهميتها أيضا من المكانة والثقل الدولي للبلدين وقيادتهما، والرغبة المشتركة في تطوير وتعزيز التعاون على مختلف الأصعدة.
أيضا تكتسب أهمية خاصة من حيث التوقيت في ضوء التطورات الجارية حاليا في منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب المندلعة في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، ويرتقب أن تتصدر تلك التطورات أجندة مباحثات الزعيمين، في ضوء توافق البلدين على أهمية التهدئة ووقف التصعيد.
ويرى الجانبان أن صون السلم والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط أمر يتفق مع المصلحة المشتركة لدول المنطقة وشعوبها، ويعزز السلم والأمن الدوليين.
4 قمم هامة
وبحث الزعيمان خلال القمم السابقة تطوير علاقات البلدين النموذجية الى المستويات الاستراتيجية بناء على عمق الروابط التاريخية التي تجمع الجانبين وتنوعها في مختلف المجالات وتطور نطاق التبادل التجاري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين البلدين بالإضافة مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مساء اليوم الأربعاء إلى جمهورية الصين في زيارة دولة تلبية لدعوة الرئيس شي جين بينغ.
وتعد القمة المرتقب عقدها خلال تلك الزيارة هي الخامسة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الصيني شي جين بينغ منذ تولي الأخير مهام منصبه في مارس/آذار 2013.
كما تعقد القمة في وقت تشهد فيه العلاقات الإماراتية-الصينية نموا غير مسبوق، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، ويملك البلدان مقومات كثيرة تعزز فرص توسيع الشراكات الاقتصادية والتجارية بينهما، وتجعل من البلدين شريكا واعدا بالنسبة إلى الآخر.
وتحمل الزيارة أهمية خاصة كونها الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين منذ توليه رئاسة الإمارات في مايو/أيار 2022.
وقبيل تلك القمة عقد الزعيمان، 4 قمم، القمة الأولى التي جمعتهما كانت خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين في ديسمبر/كانون الأول 2015.
وتم خلال تلك الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات عدة.
القمة الثانية، جاءت خلال زيارة أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أبوظبي في يوليو/تموز 2018، والتي تعد أول زيارة رسمية لرئيس صيني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نحو 30 عاماً.
وأسست تلك القمة لمرحلة فارقة وجديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث تم خلالها الاتفاق على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى وتأسيس علاقات "شراكة استراتيجية شاملة"، تسهم في تعميق وتركيز التعاون في المجالات كافة وتعزيز التنمية والازدهار المشترك بما يتفق والمصلحة المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
وخلال تلك الزيارة، قلد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الصيني شي جين بينغ وسام زايد من الطبقة الأولى "تقديرا وتثمينا لدوره وجهوده في دعم وتطوير علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين على مختلف الصعد".
وتلبيةً لدعوة من الرئيس شي جين بينغ، قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة دولة لجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة 21-23 يوليو/تموز عام 2019 لتوطيد وترسيخ وتعزيز العلاقة المتميزة الخاصة بين البلدين والشعبين الصديقين.
وأجرى الزعيمان لقاء القمة الثالث، حيث تم خلاله التأكيد على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتطورات الإيجابية في العلاقات الثنائية الخاصة والمتميزة، وتبادل وجهات النظر الهادفة لتوسيع سبل التعاون الثنائي إلى آفاق أرحب.
وخلال تلك الزيارة، منحت جامعة " تسينغهوا الوطنية " الصينية العريقة.. الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شهادة "بروفيسور فخرية" تقديرا لدوره ومبادراته في دعم العلوم المتقدمة والتكنولوجيا والابتكار، إضافة إلى تكريس جهوده في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.. وتعد تلك الشهادة أعلى وأرقى شهادة تقدمها الجامعة للقادة والرؤساء.
القمة الرابعة عقدت خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين في فبراير/شباط 2022.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك الزيارة افتتاح دورة "بكين للألعاب الأولمبية الشتوية 2022 "، التي دشنها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الصيني شي جين بينغ خلال تلك الزيارة علاقات الصداقة المتميزة وفرص تنمية التعاون الثنائي خاصة في الجوانب الاستثمارية والاقتصادية في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وأكد الزعيمان الحرص المشترك على "العمل من أجل السلام والتنمية والاستقرار في المنطقة والشرق الأوسط".
وتخلل تلك القمم زيارات متبادلة لمسؤولين رفيعي المستوى من البلدين، تعزيزا للتعاون بينهما في مختلف المجالات.
علاقات تاريخية.. محطات هامة
ترتبط الإمارات والصين بعلاقات تاريخية ترتكز على أسس متينة من التعاون العميق المتبادل بين البلدين الصديقين، والتي بدأت في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 1971؛ أي بعد يوم واحد من قيام دولة الإمارات، حينما بعث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برقية إلى شو ان لاي، رئيس مجلس الدولة الصيني بلغه فيها بقيام دولة الإمارات، ورد شو ان لاي ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات.
وتأسست العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين في نوفمبر/تشرين الثاني 1984، وافتتحت سفارة الصين في أبوظبي في أبريل/نيسان 1985، وتم إنشاء القنصلية العامة في دبي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988.
كما افتتحت سفارة الإمارات في بكين في 19 مارس/آذار 1987، وأنشأت 3 قنصليات عامة في كل من هونغ كونغ في أبريل/نيسان 2000، وفي شنغهاي في يوليو/تموز 2009، وفي قوانجو يونيو/حزيران 2016.
وشهدت تلك العلاقات نقلة نوعية بعد زيارة الرئيس الصيني آنذاك "يانج شانج كون" إلى دولة الإمارات خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1989، ثم الزيارة التاريخية للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للصين في 1990.
وعمل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، على تطوير تلك العلاقات ومتابعتها فتعددت الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين لتثمر مجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة وغيرها.
وشكلت زيارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين محطات تاريخية تم خلالها وضع أسس راسخة لعلاقات مستدامة بين البلدين، حيث زار الصين في أغسطس/آب 2009 ومارس/آذار 2012 ، وديسمبر/كانون الأول 2015، ويوليو/تموز 2019، وفبراير/شباط 2022.
وفي المقابل، قام عدد من كبار المسؤولين الصينيين بزيارات لدولة الإمارات العربية المتحدة كان من أبرزهم "ون جيا باو" رئيس مجلس الدولة الصيني الذي زار الإمارات في عام 2012، للمشاركة في الدورة الخامسة للقمة العالمية لطاقة المستقبل، وتم خلال الزيارة توقيع اتفاقية للشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات، والصين، والتي تم الاتفاق على ترقيتها إلى "شراكة استراتيجية شاملة" خلال زيارة الرئيس الصيني لأبوظبي في يوليو/تموز 2018.
وأسهمت الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين، في ترسيخ العلاقات الثنائية بينهما ودفعها نحو مزيد من التطور.
واتسمت العلاقات بين الإمارات والصين بالتعاون والتنسيق على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي تجاه معظم القضايا.
ويجمع البلدان العديد من الأهداف المشتركة التي تتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار والاستقرار لشعبيهما، وترسيخ العلاقات الثنائية القائمة على مبادئ وركائز أساسية مبنية على محاور عدة، أهمها السلم والتسامح والحوار والانفتاح على الثقافات المختلفة، وترسيخ الأمن والاستقرار، ومد جسور التعاون والتواصل مع المجتمع الدولي والتمسك بمبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعاون والتفاهم المشترك في ظل التطورات الحالية للأوضاع الدولية.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز