جولة محمد بن زايد الآسيوية.. مكانة الإمارات تتعاظم
جولة آسيوية مهمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات يقوم خلالها "بزيارتي دولة" لكل من كوريا الجنوبية والصين، الأمر الذي يبرز تعاظم مكانة الإمارات وقيادتها بالعالم.
ويواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الأربعاء، "زيارة دولة" إلى كوريا الجنوبية الذي وصل إليها أمس تلبية لدعوة الرئيس يون سوك يول، وسط حفاوة رسمية وشعبية بالغة.
وعقب زيارته لكوريا الجنوبية، سيتوجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين في "زيارة دولة " تلبية لدعوة الرئيس شي جين بينغ.
وتعد "زيارة الدولة" التي يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لكل من كوريا الجنوبية والصين هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها، حيث تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي، الأمر الذي يعبر عن حجم المكانة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى الدولتين قيادة وشعبا.
وتعد جولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الآسيوية محطة مهمة على طريق تطوير وتعزيز "الشراكة الإستراتيجية الخاصة" التي تربط بلاده بكوريا الجنوبية منذ مارس/آذار 2018، إضافة إلى دفع علاقات "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي تربط بلاده بالصين منذ يوليو/تموز 2018، في إطار استراتيجية دولة الإمارات الساعية لتعزيز الشراكات ومد جسور الصداقة مع مختلف دول العالم، وخصوصا في ظل ما يتوافر للعلاقات بين الإمارات وكل من كوريا الجنوبية والصين من مقومات التطور والتقدم في مجالات عدة، بما يسهم في تعزيز التنمية والازدهار المستدام في البلدان الثلاث.
وتأتي تلك الجولة الآسيوية غداة إشادة الاتحاد البرلماني العربي بجهود دولة الإمارات على جميع المستويات في المحافل العربية والإقليمية والدولية لنصرة أشقائها العرب لاسيما في فلسطين، وجهودها الاستثنائية لمواجهة أبرز تحديات البشرية وعلى رأسها تغير المناخ.
كما تأتي الجولة بعد نحو أسبوع من منح برلمان البحر الأبيض المتوسط الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" تقديراً لدوره وإسهاماته المستمرة على مدى عقود في جهود الإغاثة الإنسانية حول العالم.
زيارات وجوائز وإشادات سياسية ودبلوماسية وبرلمانية وشعبية تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات في العالم وتزايد الثقة الدولية بها وبدبلوماسيتها الحكيمة الساعية لتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار ونشر السلام في العالم.
زيارة كوريا الجنوبية.. حفاوة بالغة
واستقبل يون سوك يول، رئيس كوريا الجنوبية، اليوم الأربعاء، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يقوم بزيارة دولة إلى كوريا تستغرق يومين.
وجرت لرئيس دولة الإمارات مراسم استقبال رسمية ـ لدى وصوله مكتب الرئاسة في سول ـ حيث قدمت طائرات كورية استعراضات ترحيبية .. فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له.. وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وكوريا الجنوبية.
وقدمت مجموعات من الأطفال أغنية إماراتية باللهجة المحلية، بينما لوح آخرون بأعلام البلدين مرددين عبارات ترحيبية به.
كما حظيت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باحتفاء شعبي حيث تزينت شوارع العاصمة سول بأعلام دولة الإمارات وأضاءت معالمها بألوان علم الدولة.
وغرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في حسابه بموقع "إكس" (تويتر سابقا)، قائلا: "سعدت بلقاء الرئيس يون سوك يول في سول اليوم، أجرينا مباحثات مثمرة حول تعزيز العلاقات الثنائية، وشهدنا التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين بلدينا في مقدمتها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تمثل نقطة تحول نوعية في مسار علاقاتنا الاقتصادية المستقبلية، كما تجسد نهج الإمارات في بناء الشراكات التنموية الفاعلة التي تحقق مصلحة الجميع في التقدم والازدهار".
ويمهد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الطريق لحقبة جديدة من التعاون التجاري والاستثماري البناء والنمو الاقتصادي المشترك بين الدولتين الصديقتين، ويعزز الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تربطهما.
زيارة الصين.. توقيت هام
ومن المقرر أن يبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة دولة إلى الصين تلبية لدعوة الرئيس شي جين بينغ.
ويبحث الزعيمان خلال الزيارة العلاقات الثنائية ومسارات التعاون والعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها.. وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات والصين بما يسهم في تعزيز التنمية والازدهار المستدام في البلدين.
كما يبحث الزعيمان القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المتبادل وأهمية التعاون بين البلدين ضمن أطر العمل الدولية المشتركة بما يعزز أسباب الاستقرار والسلام في العالم.
زيارة تأتي في توقيت هام في مسار العلاقات بين البلدين، حيث يشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلالها الاحتفال بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين.
أيضا يشارك رئيس دولة الإمارات خلال الزيارة في منتدى التعاون العربي الصيني.
تقدير عالمي
وتأتي الزيارتان بعد أسبوع من منح برلمان البحر الأبيض المتوسط الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" تقديراً لدوره وإسهاماته المستمرة على مدى عقود في جهود الإغاثة الإنسانية حول العالم.
وتهدف الجائزة ـ التي تمنح في دورتها الأولى ـ إلى تسليط الضوء على جهود الشخصيات الرائدة في المجالات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية وغيرها من المجالات على مستوى العالم.
واختار البرلمان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "الشخصية الإنسانية العالمية" ــ خلال أعمال الدورة الثامنة عشرة للجمعية العامة للبرلمان التي عقدت في مدينة براغا في البرتغال ــ بإجماع الأعضاء بوصفه أكثر شخصية مؤثرة في مجال العمل الإنساني العالمي وعرفاناً بالجهود المستمرة التي يبذلها في دعم الإنسان أينما كان ومبادراته المعطاءة في مجالات العمل الإنساني واستجابته الاستثنائية لإغاثة المنكوبين جراء الأزمات والكوارث الإنسانية دون فرق بين عرق أو لون أو دين بجانب إسهاماته في دعم الأفراد والجهات التي تسعى إلى بناء جسور التواصل وتعزيز التفاهم والسلام بين شعوب المنطقة ودولها.
وأشادت الجائزة بالجهود الإنسانية التي يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان القيام بها على مدى عقود ومنها إعلانه "مبادرة إرث زايد الإنساني" التي تخصص 20 مليار درهم للقضايا الإنسانية في أكثر المناطق احتياجاً في العالم بمناسبة الذكرى العشرين لوفاة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في يوم زايد للعمل الإنساني.. والتي تهدف إلى تحسين جودة الحياة والتنمية المستدامة بشكل كبير للمجتمعات الأكثر ضعفاً حول العالم، مؤكدة إرث الشيخ زايد في العمل الإنساني.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تدعم العديد من القضايا الإنسانية في مختلف الظروف بما في ذلك تقديمها لقاحات "كوفيد - 19" إلى الدول المحتاجة عبر مبادرة "ائتلاف الأمل" كما أسهم بشكل كبير في دعم اللاجئين وتقديم المساعدات الطبية والإغاثية إلى المتضررين من النزاعات.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 21 مايو/أيار الجاري وفد برلمان البحر الأبيض المتوسط الذي سلمه جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" تقديراً لدوره الفاعل في مجال العمل الإنساني الدولي الذي يمتد على مدى عقود من العطاء.
وعبر عن تقديره لاختياره "الشخصية الإنسانية العالمية"، مؤكداً أن النهج الإنساني نهج ثابت في سياسة دولة الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وينطلق من الإيمان بضرورة التضامن بين البشر ومد يد العون إلى المحتاجين للمساعدة في كل مكان كونه التزاما إنسانيا راسخا للدولة.
وقال إن الإمارات ستواصل سياستها الإنسانية بالتعاون مع شركائها في العالم من أجل تخفيف المعاناة خاصة في مناطق الكوارث والأزمات، ودعم التنمية ومواجهة الأمراض بما يسهم في تغيير حياة الناس إلى الأفضل.
إشادة عربية
كما تأتي تلك الجولة الآسيوية غداة إشادة الاتحاد البرلماني العربي، في البيان الختامي لمؤتمره السادس والثلاثين في الجزائر، الإثنين، بمشاركة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود والمجالس العربية، بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة على جميع المستويات في المحافل العربية والإقليمية والدولية لنصرة أشقائها العرب لاسيما في فلسطين، حيث تصدرت الإمارات دول العالم في تقديم المساعدات الإغاثية والطبية لقطاع غزة، وفي بذل الجهود الدبلوماسية لوقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
كما ثمن الاتحاد، في بيانه الختامي، الجهود الاستثنائية لدولة الإمارات العربية المتحدة، على المستوى العربي والإقليمي والدولي، في ما يتعلق بالقضايا التي تشكل اهتماما عالميا، وفي مقدمتها استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الطارئة لتغير المناخ "COP28"، ومساهمتها في تعزيز العمل الدولي، من أجل معالجة أحد أصعب التحديات التي يفرضها التغير المناخي في العالم.
وتتواصل جهود دولة الإمارات على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية، لدعم أهل غزة، برا وبحرا وجوا، عبر جهود رائدة ومبادرات ملهمة.
مبادرات متتالية تربُط بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، تحاول مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في قطاع يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
رسمت دولة الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام، التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
فلم تألُ الإمارات جهدا في دعم أهل غزة منذ بدء التصعيد الإسرائيلي، فأطلقت عديدا من المبادرات لدعم القطاع أبرزها "تراحم من أجل غزة"، في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي شارك فيها أكثر من 24 ألف متطوع داخل دولة الإمارات، قاموا بتحضير 71 ألف سلة من المواد الإغاثية تم تجميعها محليا.
ثم أطلقت مبادرة "الفارس الشهم 3" يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد.
ومن رحم تلك المبادرة ولدت 10 مبادرات تقريبا، إذ سيرت جسرا جويا، لا يزال مستمرا، في إيصال المساعدات الإغاثية والطبية، وافتتحت مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية، وأقامت محطات لتحلية المياه لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب، وكذلك وفرت وشغلت الأفران الآلية والمطابخ لتوفير الخبز والوجبات في غزة.
أيضا تحت مظلة مبادرة "الفارس الشهم3"، تم إطلاق مبادرة "طيور الخير" في 28 فبراير/شباط الماضي لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات وطائرات القوات الجوية المصرية فوق المناطق المعزولة التي يتعذر الوصول إليها شمال القطاع.
مساعدات نجحت خلالها الإمارات في تحقيق أرقام قياسية وسوابق تاريخية دعماً لأهل غزة.
ففي سابقة تاريخية نجحت الإمارات في حشد الجهود الدولية لتدشين ممر إغاثي بحري ينقل المساعدات من قبرص إلى غزة في مارس/آذار الماضي.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تكللت جهود دولة الإمارات في آخر أيام عضويتها بمجلس الأمن الدولي في ختام عام 2023 بتحقيق اختراق تاريخي عبر اعتماد المجلس قرارا إماراتيا حمل رقم 2720 يدعو إلى اتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الفلسطينيون بشدة في غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض.
ويطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة تعيين شخص في منصب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار، وكان أبرز نتائج هذا القرار على أرض الواقع ما يلي:
- تعيين الهولندية سيغريد كاغ في منصب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
- تخصيص دولة الإمارات مبلغ 5 ملايين دولار لدعم جهود كاغ في جهودها لتخفيف وطأة معاناة أهالي غزة، وتعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجاتهم.
- توجت تلك الجهود أيضا باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 مايو/أيار الجاري بتصويت 143 دولة قرار قدمته الإمارات يدعم طلب فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالمنظمة الدولية، ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الطلب بشكل إيجابي. ويمنحها حقوقا وامتيازات إضافية تتعلق بمشاركتها في الأجهزة الأممية.
وتؤكد تلك الحقائق والأرقام أننا أمام مبادرات متكاملة تجسد نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.