أحمد بالهول الفلاسي: الإمارات والسعودية تتشاركان للاستثمار في الشباب
حكومة الإمارات تسعى إلى ترجمة الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، والتي تهدف إلى تكريس مفهوم التعلم مدى الحياة.
شارك الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة في الإمارات في الجلسة الافتتاحية، خلال اليوم الثاني من منتدى مسك العالمي، وأشار في حديثه إلى أن دولة الإمارات تُسخِّر جميع إمكانياتها لبناء جيل من الشباب متسلح بالمعرفة والخبرة العلمية والعملية، والتي تعده للابتكار وخدمة الدولة والمنطقة بأفضل الطرق والوسائل، وذلك من خلال إيجاد منظومة تعليمية متكاملة من شأنها المساهمة في توفير بيئة تتيح الاستمرار في التعلم مدى الحياة.
وأضاف : "حكومة الإمارات تسعى إلى ترجمة الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، والتي تهدف إلى تكريس مفهوم التعلم مدى الحياة وتزويد الأجيال والكفاءات الوطنية بالمعرفة والمهارات المتقدمة لتأكيد استعدادهم لمواكبة تغيرات سوق العمل، عبر توجيههم نحو أفضل السبل التي تمكنهم من معرفة مواهبهم وتطويرها لتحقيق تطلعاتهم وخدمة وطنهم، ونحن نتشارك هذه الرؤية مع القيادة الحكيمة للمملكة العربية السعودية، والتي تعول على دور الشباب ومعارفهم وخبراتهم ومهاراتهم وقدراتهم لمواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال مشاركته بجلسة حوارية بعنوان "أعلى شهادة؟"، ضمن فعاليات اليوم الثاني من منتدى "مسك" العالمي في نسخته الثالثة، والذي عقد في مدينة الرياض على مدى يومين، تحت عنوان "مهارات المستقبل"، وذلك بمشاركة متحدثين عالميين، وشركاء دوليين، والعديد من ممثلي المؤسسات الشبابية الدولية، وحضور الآلاف من القيادات الشابة والتنفيذية ورواد الأعمال ومسؤولي القطاع الحكومي والخاص.
وأشاد: "تشكل السعودية، اليوم، منارة معرفية للمنطقة العربية بأكملها، فهي تضع جهود جبارة للاستثمار في دور الشباب العربي والمساهمة في صناعة العلوم والمعارف والمهارات، ويتجلى هذا الدور بوضوح من خلال منتدى مسك العالمي الذي يعتبر منصة رائدة وتجمعا عالميا لنخبة من الشباب المبدعين والمفكرين مع مجموعة بارزة من أذكى العقول، وهدفه توحيد الجهود نحو إيجاد مستقبل أفضل لنا جميعا".
وأضاف: "منتدى مسك العالمي نموذج يحتذى في توظيف الإمكانات لبناء قدرات شبابنا وتزويدهم بأفضل المهارات، فهو بمثابة فرصة ذهبية لتعريفهم بمستقبل التعليم، ومخرجات المنظومة التعليمية، ومستقبل الوظائف، والمهارات المطلوبة، وإطلاعهم عن قرب على التوجهات الاستراتيجية للمنطقة. كما يعد حلقة وصل بين الشريحة الأكبر في المنطقة وهم الشباب وبين المسؤولين وصناع القرار، وذلك للتعرف على طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم، والعمل معا لتوحيد الرؤى نحو مستقبل مزدهر".
وطرح خلال حواره مع الشباب العديد من النقاط المهمة والتي ترتبط بمستقبل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في المنطقة والعالم، في ظل التغيرات التكنولوجية المتسارعة، وظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتعددة، والتي باتت تغير العالم كما نعرفه اليوم، الأمر الذي يؤكد أهمية ترسيخ مفهوم التعلم مدى الحياة كمنهج عمل لمجابهة تحديات المستقبل واستثمار فرصه للأفراد ومؤسسات التعليم العالي لتواكب المتغيرات الحالية، وتطور من نفسها باستخدام الوسائل المتاحة.
وقال الدكتور أحمد بالهول الفلاسي: "شباب السعودية فخر للمنطقة بأكملها، حيث نعتمد على طاقاتهم وكفاءاتهم الواعدة في إبراز دور الحضارة العربية في صناعة المستقبل، بينما تقع علينا مسؤولية بناء معرفتهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم ليكونوا مساهمين فاعلين في استشراف مستقبل الإنسانية".
كما شدد على أهمية تزويد أجيال المستقبل بمهارات المبادرة والتوجيه الذاتي والتكيف والمرونة وغيرها من المهارات المتقدمة، وتحفيزهم على اتخاذ الإبداع كمنهج للتفكير يمكن من خلاله تقديم حلول مبتكرة للارتقاء بواقع القطاعات الحيوية، والمساهمة في تعزيز ريادة المنطقة في عدة مجالات، وذلك لما تحمله من آفاق تسهم في رسم تصورات أفضل للمستقبل ومعرفة دقيقة بمتطلباته، والتي هي الوسيلة الرئيسية لضمان تحقيق المكان الريادي في عالم الغد المليء بالتحديات.
واختتم وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة: "عالم ووظائف الغد بما تحمله من تحديات وفرص تحتاج إلى منظومة متكاملة من العلوم والمعارف والمهارات المستقبلية، لضمان تحقيق النجاح والمساهمة الفاعلة في عملية التنمية المستدامة الشاملة، ومن هنا تبرز أهمية ارتباط التعليم بالمهارات المتقدمة لإعداد شباب قادر على النجاح في سوق العمل والتفوق على الأتمتة والذكاء الاصطناعي وتوظيفهم لخدمة المجتمعات."