من الإمارات للعرب.. "جيس" نموذج ذكاء اصطناعي يحترم ثقافة المنطقة

احتفى العالم العربي بإطلاق دولة الإمارات لنموذج "جيس" للذكاء الاصطناعي، الذي يعد الأعلى جودة في العالم باللغة العربية، لكن مزايا التفوق لا تتوقف عند حدود اللغة.

 ورغم وجود العديد من نماذج اللغة الكبيرة ذات المحولات التوليدية في الذكاء الاصطناعي من شركات تقنية عملاقة مثل "مايكروسوفت" و"غوغل" و"بايدو"، يتميز النموذج الإماراتي بكونه الوحيد الذي يخاطب الجمهور العربي بلغتهم الأم وبالاعتماد على تقنيات أصيلة فائقة.

• "جيس" الإماراتي.. كيف تستفيد من خدمات المنافس العربي لـChatGPT؟
• إنجاز "جيس".. الإمارات تثري الذكاء الاصطناعي بلغة الضاد (تحليل)
  

وجيس Jais هو نموذج لغوي كبير مفتوح المصدر للغة العربية، وقد تم تطويره عبر تعاون بين "إنسبشن"، مركز الذكاء الاصطناعي التابع لمجموعة "جي 42 G42" الإماراتية، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم؛ وشركة "سيريبراس سيستمز" الأمريكية.

 ويستند 'جيس' إلى 13 مليار مؤشر، وتم تدريبه على مجموعة بيانات جرى تطويرها حديثاً وتضم 395 مليار رمز باللغتين العربية والإنجليزية.

ويمثل "جيس" حجر أساس حقيقيا ومتطورا لفتح الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي في العالم العربي، بفضل تدريبه باستخدام الحاسوب الفائق "كوندور غالاكسي" المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يقوم بمليون ترليون عملية حسابية في الثانية.

صيانة ثقافة العرب

وفقا للبروفيسور تيموثي بالدوين، عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالإنابة، فإن نموذج "جيس" يتميز بأنه مصمم للحصول على فهم أكثر دقة لثقافة المنطقة العربية، على عكس معظم النماذج التي تركز على الولايات المتحدة.

وأوضح بالدوين لصحيفة "فاينانشيال تايمز" أن نموذج "جيس" تم تزويده بحواجز حماية للتأكد من أنه "لن يخرج عن الحدود المعقولة من حيث الحساسيات الثقافية والدينية".

وأضاف أنه قبل إطلاقه تم إجراء اختبارات مكثفة للتخلص من المحتوى "الضار" أو "الحساس"، وكذلك "المخرجات المسيئة أو غير المناسبة التي لا تمثل قيم المنظمات المشاركة في تطوير النموذج".

التغلب على ضعف المحتوى العربي

واجه تطوير نموذج "جيس" واحدا من التحديات الكبرى خلال تدريبه، متمثلة في الافتقار إلى بيانات عالية الجودة باللغة العربية على الإنترنت، مقارنة باللغة الإنجليزية.

وأوضح بالدوين لرويترز أنهم استعانوا بأكواد الكمبيوتر وبيانات اللغة الإنجليزية للمساعدة في تدريب قدرة النموذج على التفكير.

وتابع: "الكود يمنح النموذج تقدما كبيرا فيما يتعلق بقدرات التفكير المنطقي"، وهو ما يمكن البناء عليه باللغة العربية.

وقد ساهم الحاسوب الفائق "كوندور غالاكسي" في تدريب نموذج "جيس".

ويستخدم جيس اللغة العربية الفصحى الحديثة، والتي يتم فهمها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اللهجات المنطوقة المتنوعة في المنطقة من خلال الاعتماد على كل من الوسائط ووسائل التواصل الاجتماعي والأكواد.

ويؤكد بالدوين "جيس أفضل من أي شيء آخر باللغة العربية، وفي اللغة الإنجليزية تظهر المقارنات أننا قادرون على المنافسة أو حتى أفضل قليلاً في المهام المختلفة مقارنة بالنماذج الحالية".

وقال أندرو جاكسون، الرئيس التنفيذي لمركز "إنسيبشن": "إننا ننظر إلى هذا باعتباره سباقاً عالمياً.. تركز معظم برامج LLM على اللغة الإنجليزية. مع أن اللغة العربية هي واحدة من أكبر اللغات في العالم. لماذا لا يحصل المجتمع الناطق باللغة العربية على نموذجه الخاص؟".