الإمارات تسخر الذكاء الاصطناعي لتحقق التنمية المستدامة لأجيال المستقبل
الإمارات تؤمن من خلال استشرافها للمستقبل أن الذكاء الاصطناعي يمثل ركيزة أساسية ستعتمد عليها القطاعات الخدمية والبنى التحتية المستقبلية.
نجحت دولة الإمارات في تبني استراتيجية مستدامة للذكاء الاصطناعي، بفضل اعتمادها على التكنولوجيا الرقمية والشباب خلال العقدين الماضيين، وشرعت مبكراً في التخطيط للتحول إلى مدن ذكية وخضراء، تحقق التنمية المستدامة لأجيال المستقبل.
وتؤمن دولة الإمارات، من خلال استشرافها للمستقبل، بأن الذكاء الاصطناعي يمثل ركيزة أساسية ستعتمد عليها القطاعات الخدمية والبنى التحتية المستقبلية، كونه سيصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية في العقد القادم، وذلك في ظل سعي القطاعات الاقتصادية نحو التحول بهدف تحقيق التنمية المستدامة، وبناء اقتصاد المعرفة.
وتركز "قمة المستقبل"، إحدى الفعاليات الرئيسية للقمة العالمية لطاقة المستقبل ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، على الذكاء الاصطناعي في التعامل مع التغير المناخي بطرق مبتكرة وتطوير المراكز الحضرية المستدامة والمؤمنة لمواردها من خلال تقنيات جديدة وصديقة للبيئة.
كما تناقش "قمة المستقبل" على مدار يومي 15 و16 يناير/كانون الثاني الحالي، مدى قدرة التقنيات الإحلالية والمبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي، على تعزيز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ورسم آفاق عمل الشركات المستدامة في المستقبل، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالاستدامة والطاقة المتجددة، مع التركيز على التلاقي والتناغم بين أحد الاستكشافات التي يضطلع بها المبتكرون والتقنيون ضمن عدة قطاعات.
ويشير تقرير جديد، صدر خلال المنتدى الاقتصادي العالمي تحت عنوان "تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالح الأرض"، إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وصلت إلى مفترق طرق تاريخي من ناحية تطبيقات الاستدامة، وهذا ما سيؤدي إلى تطورات سريعة في مجالات مثل البيانات الضخمة والتجهيزات والخوارزميات المعقدة، وزيادة الاستفادة من تلك الأدوات لمنفعة القطاع والشركات الناشئة العاملة فيه.
ووفقا للمتغيرات المسارعة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا الرقمية، فقد كان أحد أهم العوامل في هذه التغييرات هو إدراك القيمة المتأتية في قطاع الأعمال من الذكاء الاصطناعي، ضمن تقنيات عديدة ومتنوعة مثل المركبات ذاتية القيادة، وشبكات الطاقة الموزعة، وأساليب الزراعة والمنظومات الغذائية الذكية، والتقنيات الحديثة في التنبؤ بالطقس والمناخ، والاستجابة الذكية للكوارث والمدن الذكية.
وتسلط "قمة المستقبل" الضوء على النتائج الملموسة لهذه التطورات على الجيل الجديد من رواد الأعمال العاملين في قطاع الاستدامة، حيث تشمل جلسات القمة ندوات حوارية ومناظرات ومقابلات وجلسات لمبتكرين شباب، وعروضاً حية ومباشرة للروبوتات المتطورة، خلال جلسة "الروبوتات المنقذة".
وتؤكد "قمة المستقبل" ريادة الإمارات في مجال التنمية المستدامة، وتحقيق أهداف الأمم المتحدة في هذا الشأن، كونها أول دولة تفتح المجال للحكومات وصانعي القرار والمستثمرين للتعرف على كيفية تحقيق التقارب بين العالمين المادي والرقمي، لتحقيق النمو المستدام في مختلف القطاعات.
وتقدم "قمة المستقبل" فرصة مثالية لكل من يتطلع إلى استكشاف تقنيات الذكاء الاصطناعي وآثارها، لكي يتعرف على أحدث المستجدات من قادة القطاع، فضلاً عن الاستفادة من فرصة غير مسبوقة للتواصل مع أهم اللاعبين في قطاع الاستدامة، وذلك من خلال توفير منصة فعالة للشركات للتواصل وتسريع وتيرة الابتكارات التي تؤتي ثمار تجارية واقتصادية.
ونظراً إلى القدرات غير المحدودة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه عاصمة الإمارات التي تعد أول دولة في العالم تعين وزيراً للذكاء الاصطناعي، وتطلق استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، يمثل منصة عالمية تسهم في تحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا الرقمية لتعزيز النمو المستدام، كونه يمثل أهم تجمع من نوعه في المنطقة يوفر الفرصة للتعرف إلى أهم المتغيرات، وأفضل الممارسات في العالم المتعلقة بالتنمية المستدامة.
ويمثل أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، فعالية سنوية وفكرية رائدة، تغطي أهم جوانب الطاقة، والتغير المناخي، والمياه، ومستقبل التنقل، والفضاء، والتكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا من أجل المستقبل والشباب، من خلال توفير حوارات عالمية لاتخاذ خطوات عملية إزاء التنمية المستدامة والطاقة المتجددة.
وتعد مدينة مصدر إحدى أكثر مدن العالم استدامة من أوائل المدن الذكية عالمياً، التي شرعت أبوظبي في إنشائها عام 2008، لتكون نواة أولى تهدف لاستيعاب التوسع الحضاري السريع، والحد من التلوث، بالاعتماد على الطاقة النظيفة، وإعادة تدوير المخلفات بالطرق التقنية الحديثة، وكذلك تحولت دبي خلال العقدين الأخيرين إلى مركز اقتصادي عالمي يستند إلى التحول الرقمي.
وفي هذا الصدد، قال ناجي حداد، مدير المشاريع في شركة ريد للمعارض المنظمة للقمة العالمية لطاقة المستقبل، إن قدرات الذكاء الاصطناعي من بين المواضيع المتعددة التي ستتم مناقشتها في "قمة المستقبل"، التي تجمع كل المهتمين بالتعرف على آخر المستجدات والأفكار، وتعميق العلاقات مع أبرز رواد الأعمال والعاملين في القطاع التكنولوجي، مشيراً إلى أن الحضور والمشاركين سيحظون بفرص عديدة لتعزيز شبكات العلاقات، واستكشاف فرص الأعمال المحتملة مع ممثلين من أبرز المنظمات العالمية.
يذكر أن استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي تستهدف قطاعات حيوية، منها الطاقة المتجددة، والمياه، والبيئة، والنقل، والصحة، والفضاء، والتعليم، والتكنولوجيا، والمرور، والاقتصاد، بحيث تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية ودعم مبادرات القطاع الخاص وزيادة الإنتاجية.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز