حصاد جولة محمد بن زايد الآسيوية.. الإمارات تعزز شراكاتها الاستراتيجية
حصاد مثمر للجولة الآسيوية الذي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وزار خلالها كلا من كوريا الجنوبية والصين.
واليوم الجمعة، غادر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العاصمة الصينية بكين، مختتما "زيارة دولة" استمرت يومين، استبقها بزيارة مماثلة إلى كوريا الجنوبية يومي الثلاثاء والأربعاء.
زيارتان أجرى خلالهما مباحثات مع قادة ومسؤولي الدولتين، وشهد توقيع العديد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون بين الإمارات وكلا البلدين.
الزيارة الأرفع والحفاوة الأكبر
وتعد "زيارة الدولة" التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لكل من كوريا الجنوبية والصين هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها.
ويُعد هذا النوع من الزيارات، أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي، الأمر الذي يعبر عن حجم المكانة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى الدولتين قيادة وشعبا.
ظهر ذلك جليا في الحفاوة البالغة والترحاب الكبير الذي قوبل بهما الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارة الدولتين سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.
كما ظهر ذلك في إشادة قاة البلدين بجهود الإمارات وقيادتها في مواجهة أبرز تحديات البشرية وعلى رأسها تغير المناخ، ودورها في دعم الأمن والاستقرار والازدهار في العالم.
مباحثات واجتماعات
وخلال الجولة التي استمرت 4 أيام خلال الفترة من 28 إلى 31 مايو/أيار الجاري، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات ولقاءات مع كل من:
- رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول
- رئيس كوريا الجنوبية السابق لي ميونغ باك
- الرئيس الصيني شي جين بينغ
- لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني
- تشاو له جي رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني
- لقاء وفدي الشركات الكبرى وريادة الأعمال الكورية
- المشاركة في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني
- لقاء الطلبة الإماراتيين الدارسين في كوريا الجنوبية
لقاء الطلبة الإماراتيين الدارسين في الصين
أبرز النتائج
على أرض الواقع حققت تلك الزيارة العديد من النتائج المهمة من أبرزها:
- توقيع نحو 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين الإمارات والصين في عدة مجالات.
- توقيع عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون بين الإمارات وكوريا الجنوبية في عدة مجالات، بينها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، الأمر الذي من شأنه تعزيز النمو المستدام طويل الأجل بين البلدين، من خلال التجارة والاستثمار والتنويع الاقتصادي بين البلدين.
- الاتفاق على تعزيز الشراكات الاستراتيجية التي تربط كلا من الإمارات من جانب وكوريا الجنوبية والصين من جانب آخر، ووضع خارطة طريق من خلال المباحثات والاتفاقيات لتحقيق هذا الأمر ودفع تلك الشراكات إلى آفاق أرحب.
ترحيب وإشادة
استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارة الدولتين بحفاوة بالغة وترحيب كبير، ظهرت ملامحها في مشاهد عديدة من أبرزها:
- جرت لرئيس دولة الإمارات مراسم استقبال رسمية لدى وصوله مكتب الرئاسة في سول، الأربعاء، إذ قدمت طائرات كورية استعراضات ترحيبية.
- فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له.. وعُزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وكوريا الجنوبية.
- وقدمت مجموعات من الأطفال أغنية إماراتية باللهجة المحلية، بينما لوح آخرون بأعلام البلدين مرددين عبارات ترحيبية به.
- كما حظيت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باحتفاء شعبي، إذ تزينت شوارع العاصمة سول بأعلام دولة الإمارات وأضاءت معالمها بألوان علم الدولة.
- وفي الصين جرت للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدى وصوله إلى قاعة الشعب الكبرى في بكين الخميس، مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلام الوطني للبلدين، واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له، إضافة إلى مجموعات من الأطفال يلوحون بأعلام البلدين ويرددون عبارات ترحيبية.
- حرص زعيما البلدين على إقامة مأدبة تكريما للشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق.
- حرص زعيما البلدين والمسؤولين في كلا البلدين على الترحاب الكبير برئيس دولة الإمارات والتأكيد على أهمية زيارته.
الإشادات المتتالية بجهود الإمارات وقيادتها في مواجهة أبرز تحديات البشرية ومن أبرزها:
- أشاد رئيس كوريا الجنوبية بالدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تلتزم بالحياد المناخي (الانبعاثات الصفرية) من خلال «استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050» التي أعلنتها دولة الإمارات في عام 2023.
- كما هنأ يون سوك يول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على نجاح رئاسة دولة الإمارات لـ"COP28"، و«اتفاق الإمارات» التاريخي للعمل المناخي، الذي حظي «بالإجماع»، والذي يعد بمثابة حقبة جديدة من العمل المناخي.
- كذلك أشاد رئيس كوريا الجنوبية بقيادة دولة الإمارات لتحالف المانغروف من أجل المناخ (MAC)، وهو تحالف حكومي دولي يروّج لأشجار المانغروف باعتبارها أقوى الحلول القائمة على الطبيعة للتصدي لتغير المناخ.
- ومن خلال الانضمام إلى تحالف المانغروف من أجل المناخ، أبدت جمهورية كوريا استعدادها للتعاون مع دولة الإمارات لتعزيز الجهود العالمية للحفاظ على أشجار المانغروف وزراعتها.
رسائل مهمة
تضمنت لقاءات ومباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الصين على وجه الخصوص رسائل مهمة على صعيد القضايا الدولية والإقليمية من أبرزها:
-أهمية العمل على ترسيخ السلام والاستقرار في العالم وتسوية الصراعات من خلال الحوار والقنوات الدبلوماسية
- أهمية العمل الجماعي الدولي في مواجهة التحديات العالمية المشتركة.
-أهمية تعزيز التعاون والتنسيق ضمن أُطر العمل الدولي المشتركة التي تجمع البلدين، بما يعزز مصالحهما المتبادلة ويدعم السلام والتنمية والازدهار في العالم.
- ضرورة العمل من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان الحماية للمدنيين فيه وتوفير المساعدات الإنسانية الكافية والآمنة والمستدامة لهم، إضافة إلى منع توسع الصراع في المنطقة بما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الدائم والشامل القائم على "حل الدولتين" وقرارات الشرعية الدولية، كونه السبيل لتحقيق مصلحة الجميع.
-دعم لكل الجهود والتحركات الإقليمية والدولية الهادفة إلى تحقيق التهدئة في المنطقة، وتفادي المزيد من التوتر والصراع فيها.
لفتات أبوية
أيضا التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع عدد من طلبة دولة الإمارات الدارسين في الجامعات والمعاهد في الصين وكوريا الجنوبية، وقام بتوجيه العديد من الرسائل الأبوية المهمة للطلبة من أبرزها:
- دعوة الطلبة إلى المثابرة وبذل أقصى جهد في تحصيل العلوم حتى يعودوا إلى الوطن بحصيلة من المعارف والخبرات التي ينفعون بها أنفسهم وبلادهم.
- الإمارات حريصة على الاستفادة من تجارب التنمية المتميزة في العالم، منها التجربتان الصينية والكورية.
- دعوة الطلبة على أن يقدموا صورة طيبة لبلادهم ويجسدوا أخلاقها وقيمها ومبادئها في سلوكياتهم وتصرفاتهم.
- جميع طلبة الإمارات داخل الدولة وخارجها هم محل اهتمام قيادة الدولة التي لا تدخر جهداً في توفير مختلف الإمكانات التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم في اكتساب المعرفة العلمية، ونيل المستويات الدراسية العالية، وتحقيق تطلعات بلدهم من خلاله.
- الطلبة الإماراتيون الدارسون في الخارج جزء مهم من مستقبل العلاقات بين الإمارات والدول التي يدرسون بها، وعليهم التعرف على ثقافتها حتى يكونوا جسراً ثقافياً بين الإمارات وشعوبها.
- أهمية أن ينخرط الطلبة في مجالات العلوم الحديثة بمختلف أنواعها، كونها السبيل لتحقيق طموحات الدولة التنموية، وتعزيز تنافسية العالمية، وفي الوقت نفسه يحافظون على هويتهم وتقاليدهم وعاداتهم.