نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بدأ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، زيارته الرسمية إلى البرازيل لحضور أعمال قمة مجموعة العشرين.
القمة تنعقد في نسختها الـ19، وتعقد يومي 18-19 نوفمبر/تشرين الثاني بمدينة ريو دي جانيرو.
وعلى هامش قمة العشرين سيلتقي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان برئيس البرازيل لويس إيناسو لولا دا سيلفا، لبحث سبل التعاون وتوطيد العلاقات في مختلف القطاعات بين البلدين.
وسيشهد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والشركات الاستراتيجية بين مؤسسات وشركات إماراتية وبرازيلية في مختلف المجالات الحيوية .
وتربط دولة الإمارات والبرازيل علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية ومتنوعة تمتد لعدة عقود، وقد تطورت تلك العلاقات في الآونة الأخيرة، لا سيما مع الجهود المبذولة من كلتا الدولتين في تطوير الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية في مختلف القطاعات الحيوية التي تهم البلدين.
فقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والبرازيل في عام 1974 أي بعد فترة قصيرة من تأسيس دولة الإمارات في عام 1971.
وتعد دولة الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للبرازيل في منطقة الشرق الأوسط، فهناك اهتمام متزايد من قبل الشركات الإماراتية بالاستثمار في البرازيل، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والزراعة المستدامة والخدمات اللوجستية والتمويل والسياحة وغيرها.
وهناك تعاون بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة، حيث تشارك دولة الإمارات من خلال شركاتها الكبرى، مثل "مصدر"، في مشاريع الطاقة المتجددة في البرازيل.
وتعد دولة الإمارات مركزاً رئيسياً للنقل الجوي بين البرازيل والشرق الأوسط وآسيا، حيث تسير شركة «طيران الإمارات» رحلات مباشرة بين دبي وساو باولو وريو دي جانيرو.
ويتزايد الاهتمام بالتبادل الثقافي والسياحي بين البلدين وتستقطب الإمارات العديد من السياح البرازيليين، كما أن هناك اهتماماً متزايداً بالثقافة البرازيلية في الإمارات.
كما تعتبر كرة القدم جسراً مهماً بين البلدين، حيث إن دولة الإمارات تستضيف العديد من البطولات الرياضية الدولية التي يشارك فيها فرق برازيلية، كما أن العديد من اللاعبين البرازيليين يلعبون في الأندية الإماراتية.
وتتعاون دولة الإمارات والبرازيل في العديد من المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة، ومنظمات التجارة العالمية. كما أن هناك تنسيقاً بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
إن العلاقات بين دولة الإمارات والبرازيل قوية ومتعددة الأبعاد، وتستمر في النمو مع مرور الوقت، مدعومة بالاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في العديد من المجالات.
يذكر أن مشاركة دولة الإمارات في أعمال مجموعة العشرين تعكس الشراكة المستدامة التي تم إرساؤها بين دولة الإمارات ومجموعة العشرين، وتجسد العلاقات المتنامية والاستراتيجية بين البلدين.
حيث تجسد هذه المشاركة لدولة الإمارات في أعمال المجموعة كدولة ضيف عمق العلاقات بين البلدين وانعكاساً لدور دولة الإمارات الراسخ على الصعيدين الدولي والإقليمي في القضايا الاقتصادية والسياسية المهمة المطروحة في الأجندة الدولية.
إن هذه المشاركة ستضفى أهمية ودورا كبيرا في المشاركة في حل الأزمات العالمية وبالأخص أن دولة الإمارات تتمتع بثقل سياسي واقتصادي ودبلوماسي، وجهودها واضحة في حفظ السلم والأمن والمساهمة في حل الصراعات والأزمات العالمية عبر الطرق الدبلوماسية .
فقد شاركت الإمارات في اجتماعات القمة العشرين التي استضافتها البرازيل، وأبرزها اجتماع وزراء الخارجية خلال فبراير/شباط الماضي الذي ناقش دور المجموعة في التعامل مع التوترات الدولية المستمرة.
واجتماع وزراء الطاقة الذي عقد خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في دعم التوجهات المستقبلية لقطاع الطاقة والعمل المناخي.
واجتماع الصحة الذي عقد في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني لبحث التحديات الصحية العالمية وتحديد الأولويات الاستراتيجية ووضع خطط لبناء أنظمة صحية مرنة وقادرة على مواجهة المستقبل بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 .
لقد سجلت دولة الإمارات إسهامات كبيرة وكثيرة ومتعددة في اجتماعات قمم المجموعات الدولية سواء في فرنسا عام 2011 أو السعودية 2020، أو إندونيسيا عام 2022، أو الهند 2023.
حيث تلعب دوراً كبيراً في مجالات نشر السلام ومحاولات التوصل إلى حلول سلمية للصراعات على مستوى العالم ودعوة الإمارات لحضور اجتماعات وقمة العشرين تعد مسألة ضرورية للاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتاحة لدى القيادة السياسية الإماراتية.
إن مشاركة دولة الإمارات في القمة 19 لمجموعة العشرين سوف يعمل على تعزيز التعاون الدولي ومناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية العالمية حيث تمثل قمة العشرين منصة مهمة تجمع بين الدول الكبرى لمناقشة التحديات العالمية، مثل التغير المناخي، والأمن الغذائي، والتنمية المستدامة وغيرها.
إن لدولة الإمارات دورا كبيرا في تعزيز الشراكات الدولية لمواجهة التحديات الاقتصادية الناتجة عن الأزمات العالمية. حيث تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
إن مشاركة دولة الإمارات في قمة العشرين والتزامها بالتعاون الدولي والمساهمة الفعالة في مواجهة التحديات العالمية يعزز من دورها كلاعب رئيسي في الساحة الدولية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة