لا شك أن الاهتمام الكبير، الذي توليه دولة الإمارات للثقافة والكتاب، يزيد اهتمام القراء بهما.
كما يربي أجيالاً على أهمية القراءة والاطلاع وتوسيع المدارك الثقافية ويؤسس أجيالاً ومؤسسات تقوم بنشر الكتاب ونشر الثقافة، ما يزيد من رأس مال الإمارات الثقافي والذي لا يقل أهمية عن رأسمالها الاقتصادي.
ورأس المال الثقافي يعني؛ مجموعة المهارات والتعليم والخبرات الفنية والأدبية والفلسفية التي يمتلكها فرد أو مجتمع، والتي تؤثر على تفعيل المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي على مدي ازدهار المجتمع، كما تؤثر على تطوير الفرد من خلال تطوير قدراته على التفكير النقدي والنجاح في المجتمع والمساهمة في انجاح المجتمع.
في هذا السياق تحتفي الدولة بمعارض الكتب ومن أهمها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، والذي يحظى بكل اهتمام من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
ويعد معرض الشارقة من أقدم المعارض في دولة الإمارات والذي أسدل الستار على فعاليات دورته الـ43 بعد 12 يوماً حافلة بالفعاليات الثقافية والفكرية، والذي شارك فيه أكثر من 2500 ناشر وعارضً من 112 دولة، وزاره 1.82 مليون زائر من أكثر من 200 جنسية.
ومن أهم الأدوار التي تلعبها معارض الكتب أنها تبني جسورا ثقافية مع العالم للاتصال والتواصل فيما بين المثقفين والأدباء وبين الثقافات المختلفة.
كما تمثل المعارض فرصة ثمينة لمحبي الفكر والثقافة والإبداع في الإمارات وفي دول الخليج، للاستفادة من كنوز الفن والأدب والفكر الإنساني التي تعرضها.
ومن أهم ما حققته معارض الكتب في الإمارات أنها قد أسست لمكتبات كبيرة في الدولة، كما أسست لأجيال قارئة وقدمت ثقافة متنوعة بناءة منذ بدايتها.
المؤكد أن معارض الكتب، وما يقوم حولها من أنشطة وفعاليات ثقافية، وما تتيحه من تواصل مع عقول من ثقافات وتجارب متنوعة أخرى يصقل رأس مال الإمارات الثقافي وينميه ويعده للمستقبل بكل تحدياته.
كما استطاعت معارض الكتب أن تكون مجتمعاً للأطفال، الذين باتوا يسجلون حضوراً كبيراً فيها، وهو ما يعكس اهتماما فائقا توليه إدارات هذه المعارض للأسرة، وسد احتياجاتها في مجال الثقافة. ما يجعل من معارض الكتاب مشروعاً ثقافياً شاملاً وبيئة متكاملة تجمع صناع الكتاب من جانب والقراء من مختلف شرائحهم وأعمارهم من جانب آخر.
خلاصة الأمر، إن معارض الكتب هي احتفاء بالقراءة وبالكتاب وبالكاتب وبالقارئ وبالتواصل بين المثقفين والمفكرين، ورافد مهم في قوة رأس المال الثقافي للدولة، وذلك من خلال تراكم التجارب وإتاحة التلاقي والتشابك الإيجابي مع الثقافات الأخرى، من خلال استضافتها لكبار الكتاب والمؤثرين في العالم. كما أن معارض الكتب فرصة ثمينة تحكي من خلالها دولة الإمارات حكايتها ومسيرتها من خلال المعايشة والحوار والتلاقي على أرض واقعها التي تباهي به العالم، ما يدعم رأس مال الإمارات الثقافي وقوتها الناعمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة