مئوية تركيا بعيون الإمارات.. ازدهار مشترك في ميادين التجارة والاستثمار
تُشارك دولة الإمارات في احتفال تركيا يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
وتعكس هذه المشاركة الصداقة الراسخة والعلاقات الإيجابية والشراكة البناءة التي تجمع البلدين الصديقين.
وتَعتَبِر دولة الإمارات الجمهورية التركية شريكاً أساسياً، ولديها توجه استراتيجي لدفع العلاقات معها إلى مستويات أعلى، خاصة في مجالات التجارة والتكنولوجيا والطاقة والأمن الغذائي وغيرها، بحسب ما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتُمهد العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية تركيا الطريق لمزيد من التقارب الإيجابي على مستوى جميع المسارات، وتحفّز علاقة الصداقة القائمة على اكتشاف قنوات فعالة لتضافر الجهود الرامية إلى تحقيق الخير والرفاه للشعبين وخدمة تطلعاتهما وتطلعات جميع شعوب المنطقة لمستقبل يعمه الاستقرار والرخاء والازدهار، وهي مقولة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وترتكز العلاقات بين دولة الإمارات والجمهورية التركية الصديقة على التفاهم والاحترام المتبادل، وتهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، حيث تحظى العلاقات الإماراتية التركية بدعم كبير من قيادتي البلدين بهدف ترسيخها وتنميتها لتشمل مختلف المجالات، وتسهم في تحقيق السلام والاستقرار لشعبيهما.
- تركيا والإمارات.. صفحة من التقارب تنعكس على المنطقة
- تركيا والإمارات.. نموذج عالمي للشراكة الاستثمارية
ازدهار اقتصادي مشترك
يُشكل الجانب الاقتصادي أحد أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين، حيث تعود نشأة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا إلى فترة تأسيس الاتحاد، وهي علاقات استمرت في النمو والتطور عبر مراحل متتالية، وصولا إلى المرحلة الحالية التي شهدت توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، والتي تسهم بدور كبير في تحفيز النمو الاقتصادي في البلدين الصديقين.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس التركي رجب طيب أردوغان تبادل اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبروتوكولات بين عدة جهات في دولة الإمارات ونظيرتها في تركيا تهدف إلى تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين البلدين.
وقعت الدولتان في يوليو/تموز 2023 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تبلغ قيمتها 50.7 مليار دولار. وفي سبتمبر/أيلول 2023، دخلت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية حيز التنفيذ.
وتقود الشراكة الاقتصادية الإماراتية التركية إلى إلغاء أو خفض الرسوم الجمركية على نحو 82% من السلع والمنتجات والتي تمثل ما يفوق 93% من مكونات التجارة البينية غير النفطية بين البلدين.
وتُحسن الاتفاقية الوصول إلى السوق التركي أمام الصادرات الإماراتية، بما يشمل القطاعات الرئيسية مثل المقاولات والمعادن ومنتجاتها والبوليمرات والمنتجات التصنيعية الأخرى.
وتُسهم الاتفاقية التاريخية بين البلدين بشكل فاعل في زيادة التجارة البينية غير النفطية إلى 40 مليار دولار في غضون خمسة أعوام. وزيادة الصادرات الإماراتية إلى تركيا بنسبة 21.7%.
وقد تبادل البلدان في 14 فبراير/شباط 2022، 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم وبروتوكولات تهدف إلى تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بينهما؛ شملت مجالات الاستثمار والصحة والزراعة، بجانب النقل والصناعات والتقنيات المتقدمة والعمل المناخي، إضافة إلى الثقافة والشباب وغيرهما.
وفي عام 2022، ارتفعت التجارة البينية غير النفطية بين البلدين بنسبة %40 لتبلغ قيمتها 18.9 مليار دولار، ما يجعل الجمهورية التركية إحدى أكبر 10 شركاء تجاريين لدولة الإمارات حول العالم بحصة تبلغ أكثر من 3% من التجارة الخارجية غير النفطية للدولة.
وقد وصل إجمالي حجم الاستثمارات الإماراتية في تركيا إلى نحو 7.8 مليار دولار في نهاية عام 2021 في قطاعات متنوعة شملت الخدمات المالية والعقارات والنقل والمواصلات والطاقة المتجددة والموانئ والخدمات اللوجستية.
وقد عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس رجب طيب أردوغان في مارس/آذار الماضي قمة عبر تقنية الاتصال المرئي، شهدا خلالها مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والجمهورية التركية، ومثلت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جمهورية تركيا الصديقة محطة جديدة في مسيرة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
استقرار واستثمار
يرسخ التعاون الإماراتي-التركي أسس الأمن والاستقرار في المنطقة ويسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات ومنح مجتمعات الأعمال والمستثمرين الثقة اللازمة لتوسيع نطاق أعمالهم في المنطقة.
وتتوافق دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية تركيا بوجهات النظر حول أهمية إيجاد البدائل السلمية الكفيلة بتعزيز أمن واستقرار المنطقة وترسيخ السلام والتعاون.
وقد جسدت عملية "الفارس الشهم 2" التي أطلقتها دولة الإمارات عقب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط الماضي، عمق ومتانة العلاقات الإماراتية التركية، حيث أرسلت الإمارات المستلزمات الطبية والإغاثية والغذائية وفرق البحث وآليات مجهزة بالمعدات الخاصة بإزالة الأنقاض، والفرق الطبية، وشيدت مستشفى ميدانياً لعلاج المصابين في منطقة إصلاحية بغازي وآخر في "هاتاي".
ومنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 27 أبريل/نيسان الماضي فريق عملية الفارس الشهم 2 وسام الدولة للتضحية، تكريماً وتقديراً لجهود دولة الإمارات في أعمال البحث والإنقاذ في مناطق الزلزال.
وتستمد العلاقات الثقافية بين الإمارات وتركيا قوتها نظراً لما تتمتعان به من تاريخ ثقافي وتقاليد أدبية غنية وملهمة. وتعزيزاً لهذه العلاقات وقع الجانبان في فبراير/شباط 2022 مذكرة تفاهم بشأن التعاون في المجال الثقافي.
وشهد البلدان مؤخراً تعاوناً ثقافياً متنامياً عبرت عنه مشاركة تركيا كضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، والحضور التركي اللافت خلال فعاليات إكسبو دبي 2020.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز