مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية: 130 مليون دولار حجم المساعدات الإماراتية للاجئين والنازحين السودانيين
في السودان كما في غيره من بلدان أخرى حول العالم، تضمد دولة الإمارات العربية المتحدة ندوب النَفْس والجسد، وتقدم جرعات حياة لأشخاص فروا من جحيم الموت.
هذا ما هي عليه دولة الإمارات اليوم في السودان، حيث فرّ الملايين من أهله من نيران المعارك التي قاربت على عامها الأول، إلى جيرانه في تشاد وجنوب السودان ودول أخرى.
تشاد.. المستشفى الثاني
إلى تشاد هذه المرة تكتب الإمارات قصة أمل جديدة، عبر افتتاح "مستشفى الإمارات-تشاد الميداني" المتكامل في مدينة أبشي، لتقديم خدماته العلاجية والرعاية الطبية إلى اللاجئين السودانيين هناك.
وحول هذا المستشفى الثاني الذي تفتتحه الإمارات في الأراضي التشادية، منذ اندلاع الصراع في السودان، منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي، قال سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، إن هذا الصرح الطبي يأتي في إطار حرص دولة الإمارات على تقديم الدعم الإنساني والإغاثي المستمر للاجئين السودانيين والتخفيف من الأعباء المعيشية التي فرضتها عليهم الحرب.
وأكد سلطان الشامسي في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن افتتاح المستشفى يأتي استكمالا للعديد من المبادرات التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ بداية الأزمة في السودان، في قطاعات مختلفة شملت المجالات الإنسانية والإغاثية والتنموية، لتوفير الاحتياجات الأساسية للاجئين السودانيين في تشاد وكذلك للمجتمعات المضيفة لهم.
بتكلفة 20 مليون دولار وأقسام مختلفة
والمستشفى الجديد الذي يأتي بناؤه من دولة الإمارات، بلغت تكلفته أكثر من 20 مليون دولار، ويتضمن أقساما للأطفال وأمراض النساء والتوليد، إضافة إلى جراحة العظام والجراحة العامة والطب الباطني.
كما يشمل غرفة العمليات وطب الطوارئ ومختبرا وصيدلية وأقسام الأشعة بأنواعها، إلى جانب 10 أسرة لغرف العناية المركزة و50 سريرا للمرضى الداخليين وغيرها من التخصصات الطبية الأخرى.
ويعمل في "مستشفى الإمارات-تشاد الميداني" الذي يتم تشغيله من قبل مستشفى "برجيل أبوظبي"، 22 طبيبا و92 ممرضا وممرضة، بالإضافة إلى 12 عاملا بالدعم الطبي و41 عاملا بالدعم غير الطبي.
وهذا هو المستشفى الميداني الثاني الذي تشيده دولة الإمارات للنازحين السودانيين في تشاد، بعد الأول الذي أقامته في مدينة أمدجراس، في يوليو/تموز الماضي.
وجاء تشييد ذلك المستشفى في إطار الدعم الإنساني والإغاثي والطبي المقدم للاجئين السودانيين، ولدعم تشاد في ظل استجابتها للتخفيف من آثار الوضع الإنساني الناتج عن توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين بسبب الأوضاع الراهنة في بلدهم.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بالسودان، استقبلت تشاد آلاف اللاجئين وبلغهم عددهم حتى الآن قرابة 600 ألف سوداني، يتركز معظمهم في منطقة أبشي.
وذكر مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون التنمية والمنظمات الدولية أنه منذ بداية الأزمة في السودان حركت دولة الإمارات 148 طائرة وباخرة إلى بورتسودان بالسودان وتشاد وجنوب السودان، حملت 9500 طن من المساعدات الغذائية والإيوائية والطبية.
وللنازحين في جنوب السودان أيضا
وعن هذه المساعدات المقدمة للاجئين السودانيين أوضح مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون التنمية والمنظمات الدولية أن الإمارات سيّرت عددا من الطائرات المحملة بـ100 طن من المساعدات الغذائية لهؤلاء النازحين في دولتي جنوب السودان، حيث تم تقديم المساعدات الغذائية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي.
ولفت سلطان الشامسي إلى أن المساعدات في تشاد شملت مواد غذائية وإيوائية وطبية، إلى جانب حفر آبار مياه، وطاقة متجددة للإنارة، وتأهيل بعض المناطق في المجتمع المضيف، وإعادة تأهيل 3 مدارس.
وأوضح أن المساعدات المقدمة للاجئين السودانيين في تشاد شملت مناطق أبشي التي تعتبر الأكبر من حيث الكثافة السكانية وأقرب نقطة لمدينة الجنينة داخل السودان، ومنطقة كاري ياري الحدودية مع السودان، بالإضافة إلى مساعدات غذائية وطبية إلى داخل السودان.
بلغة الأرقام.. أكثر من 130 مليون دولار
وبلغة الأرقام تجاوز إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للاجئين والنازحين السودانيين، حسب سلطان الشامسي، الـ130 مليون دولار، منذ بداية الأزمة.
قضية إنسانية مركبة
وأمام جملة من التحديات التي تواجه النازحين السودانيين، في مقدمتها الجفاف والتغير المناخي والحرب المستمرة، أكد مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون التنمية والمنظمات الدولية ضرورة توفير المساعدات الرئيسية لهؤلاء، لا سيما في قطاعات الغذاء والصحة والمياه والإيواء والحماية.
وفي هذا السياق أكد استمرارية دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم المساعدات، ومد يد العون للاجئين السودانيين المتأثرين من الأوضاع الصعبة التي تسبب بها الصراع.