اليوم الدولي للعمل الخيري.. مبادرات إماراتية ملهمة لمد جسور التواصل بين الشعوب
تحتفي دولة الإمارات بـ"اليوم الدولي للعمل الخيري"، في وقت تتواصل فيها مبادراتها الإنسانية والخيرية التي ترسخ مكانتها كعاصمة عالمية لعمل الخير.
فأينما يممت وجهك بالعالم، ستجد أيادي الإمارات البيضاء حاضرة في كل مكان، تشهد ويشهد معها تاريخ الإنسانية على عطاء لا ينضب ومسيرة خير مستدامة تجسد مفهوم الأخوة الإنسانية كما ينبغي أن يكون، وتبعث الأمل في نفوس العالم بغد أفضل.
مبادرات تُرجمت على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
بلغة الأرقام، بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وحتى منتصف عام 2024، ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار أمريكي)، بمتوسط 6.8 مليار درهم سنويا على مدار 53 عاما متواصلة.
أرقام كبيرة تبرز حرص الإمارات على عمل الخير واستدامته منذ مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي غرس في شعبه حب العطاء والبذل وصولا للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي يحرص على السير على خطى المؤسس والاقتداء بنهجه، والعلم على تنمية إرث والده الخيري والإنساني عبر مبادرات ملهمة وحملات عطاء مستمرة، حتى أضحت الإمارات في عهده عاصمة عالمية للعطاء وعمل الخير.
مبادرات عابرة للحدود
وتشارك دولة الإمارات، الخميس، العالم احتفاله بـ"اليوم الدولي للعمل الخيري"، الذي يحل 5 سبتمبر/ أيلول من كل عام، في وقت يجني فيه العالم ثمار مبادراتها الخيرية والإنسانية عابرة للحدود والقارات التي تتواصل على مدار الساعة.
مبادرات تعزز روح التضامن العالمي من أجل رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات، وتدعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان، وحماية أفراد المجتمعات التي تعاني ظروفا صعبة.
ضمن أحدث تلك الجهود على صعيد القطاع الصحي، تتواصل حاليا في قطاع غزة حملة تطعيم طارئة بدأتها الإمارات، في خطوة استراتيجية لحماية أكثر من 640 ألف طفل من خطر شلل الأطفال.
وانطلقت الحملة، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات بتقديم 5 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة شلل الأطفال في غزة.
تأتي تلك المبادرة ضمن جهود إماراتية متتالية لدعم قطاع الصحة في غزة، ضمن مبادرة الفارس الشهم 3.
وغداة هذا التوجيه، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإرسال لقاحات إلى 5 دول أفريقية هي الكونغو الديمقراطية، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون لمواجهة تفشي فيروس جدري القرود.
بالتزامن مع تلك المبادرات، أعلنت دولة الإمارات توقيع اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لتقديم 7 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان بشكل يضمن حصول الأطفال والنساء على الرعاية الصحية الأولية.
يأتي هذا فيما يواصل مجلس الشؤون الإنسانية الدولية جهوده الرائدة للقيام بمهامه الإنسانية التي تعزز ريادة دولة الإمارات كعاصمة عالمية للخير والعمل الإنساني.
وضمن أحدث مبادراته، يمضي المجلس قدما في تنفيذ مبادرة "برنامج مستشفيات الإمارات العالمية"، التي أطلقتها الإمارات يوليو/ تموز الماضي بهدف تحسين الرعاية الصحية حول العالم.
يأتي إطلاق البرنامج في إطار مبادرة "إرث زايد الإنساني" التي تهدف خلال العقد المقبل إلى بناء 10 مستشفيات، مخصصة لتلبية الاحتياجات الصحية المتخصصة للمجتمعات المستفيدة بدعم مالي يبلغ حوالي 550 مليون درهم.
وتعد أولى ثمار هذا البرنامج مستشفى الإمارات - إندونيسيا لأمراض القلب الجاري تنفيذها حاليا.
ومن العمل الخيري والإنساني في القطاع الصحي إلى العمل الخيري في قطاع التعليم، حيث واكبت الإمارات بدء العام الدراسي 2025/2024 في مناطق الحكومة اليمنية، بإطلاق حزمة مشاريع تعليمية عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذراع الإنسانية لدار زايد لفتح باب الأمل أمام الأجيال نحو مستقبل واعد.
ومع توجه أكثر من 2 مليون و500 طالب وطالبة نحو مقاعد الدراسة في المناطق المحررة، حضرت الإمارات بتوزيع الحقائب المدرسية وتشييد المجمعات التعليمية في بصمات استثنائية ظهرت هذا العام في بلدات ومدن الساحل الغربي ومحافظة الضالع بعد أن امتدت الأعوام الماضية لحضرموت وشبوة وعدن وشتى مناطق البلاد.
وكان أبرز هذه المشاريع تدشين هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذراع الإنسانية للإمارات مجمع "الشيخ محمد بن زايد"، كمنشأة تعليمية حديثة مخصصة لأجيال محافظة الضالع، معقل قادة أبرز وجوه جنوب اليمن.
أيضا يحل اليوم الدولي للعمل الخيري فيما تتدفق المساعدات الإماراتية كأنهار عطاء جارية لمد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وتتواصل حاليا مساعدات الإمارات لضحايا الحروب والنزاعات، للتخفيف من وطأة الأزمة عليهم، حيث تتدفق المساعدات الإماراتية على فلسطين والسودان واليمن وأوكرانيا.
على صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل، كانت الإمارات حاضرة دائماً لمد يد العون والمساعدة ودعم المتضررين والمنكوبين، الأمر الذي ساهم في إنقاذ حياة الملايين من البشر والتخفيف من معاناتهم.
وبرز حضور المؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية في عدد من الدول والمناطق التي تعرضت للأزمات والطوارئ خلال العام الجاري مثل البرازيل والفلبين وإثيوبيا وغيرها من الدول.
بلغة الأرقام
- قدمت دولة الإمارات لقطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما يزيد على 40000 طن مساعدات ملحّة، تشتمل على المواد الغذائية والإغاثية والطبية عبر 8 بواخر و337 رحلة جوية و50 عملية إسقاط جوي و1,271 شاحنة.
- قدمت الإمارات مساعدات للسودان منذ بدء الأزمة الحالية في أبريل/ نيسان 2023 بقيمة أكثر من 230 مليون دولار، لترتفع قيمة المساهمات الكلية المقدمة من دولة الإمارات إلى السودان، خلال الأعوام العشرة الماضية إلى ما يزيد على 3.5 مليار دولار.
- خصصت الإمارات 105 ملايين دولار كمساعدات إنسانية لأوكرانيا منذ بدء أزمتها فبراير/ شباط 2022، تشمل الغذاء والمستلزمات الطبية وسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية والحواسيب المحمولة ومستلزمات التعليم لتقديم الدعم للمدنيين في أوكرانيا ولا سيما الأطفال.
- أرسلت دولة الإمارات إلى الفلبين مطلع أغسطس/ آب الماضي، طائرة محملة بالمساعدات الإغاثية، عقب الانهيارات الأرضية والفيضانات التي تسبب بها الإعصار كارينا.
- أرسلت دولة الإمارات إلى كينيا مايو /أيار الماضي 5 طائرات تحمل على متنها 200 طن من المساعدات الإغاثية.
- أرسلت دولة الإمارات طائرتي مساعدات إغاثية تحملان 200 طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية لمساعدة المتضررين من الفيضانات وتداعيات الأمطار الغزيرة التي اجتاحت البرازيل مؤخراً.
- دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في مايو /أيار أيضا مرحلة جديدة من مشاريعها التنموية للمتأثرين من الزلزال في محافظة اللاذقية السورية، تضمنت افتتاح عدد من المشاريع الخاصة بتمكين الأسر المتضررة وتعزيز القدرات، ضمن جهودها لبلوغ مرحلة التعافي من التداعيات الإنسانية للزلزال الذي ضرب سوريا في فبراير/ شباط 2023.
- قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مايو/أيار الماضي مساعدات طبية متنوعة لدعم القطاع الصحي في لبنان، وذلك ضمن مبادراتها الإنسانية المستمرة على الساحة اللبنانية.
مبادرات تتوالى حققت من خلالها الإمارات نقلة مهمة في مسار العمل الخيري والإنساني.
استدامة الريادة.. 7 أسباب
7 أسباب تجعل تجربة العمل الخيري الإنساني في الإمارات متميزة وفريدة ومستدامة، وهي:
1- وجود قاعدة أساسية للعمل الخيري والإنساني ممثلة في إرث ومبادئ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه.
2- وجود قائد ملهم مثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، داعم بمبادراته وجهوده وتوجيهاته العمل الإنساني والخيري والتنموي في الإمارات والعالم.
جهود توجت بمنح برلمان البحر الأبيض المتوسط منتصف مايو/أيار الماضي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" تقديراً لدوره وإسهاماته المستمرة على مدى عقود في جهود الإغاثة الإنسانية حول العالم.
3- وجود حكومة داعمة للخير يقودها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي رسمت أطراً تشريعية وتنفيذية لترسيخ دور الإمارات كعاصمة عالمية للعمل الخيري والإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في مجتمعنا.
4- شعب الإمارات المعطاء المحب للخير والعطاء والذي يعد قيمة إنسانية مستدامة تتجاوز حدود الجغرافيا لتمد يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
5- تميز العمل الإنساني في الإمارات بأنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به عشرات من الجهات الرسمية والأهلية.
وضمن أحدث جهود الإمارات في هذا الصدد، أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، 4 يناير/كانون الثاني الماضي مرسوماً اتحادياً، بشأن تشكيل "مجلس الشؤون الإنسانية الدولية"، برئاسة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، على أن يتبع رئيس ديوان الرئاسة، ويختص بالإشراف على جميع القضايا والمسائل المتعلقة بالشؤون الإنسانية الدولية.
6- وجود خارطة طريق لتعزيز ريادة الإمارات إنسانيا تظهر في توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان و"مبادئ الخمسين" التي تعد خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات، للخمسين سنة المقبلة.
ويؤكد المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين، لدولة الإمارات، أن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات، هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظا ولا ترتبط بدين، أو عرق، أو لون، أو ثقافة، كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة، لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.
7- الإبداع في عمل الخير عبر مبادرات خيرية وإنسانية تتكامل مع بعضها البعض.
وشهدت السنوات الماضية، إطلاق دولة الإمارات للعديد من المبادرات الإنسانية والخيرية، لمد يد العون إلى الأشقاء والأصدقاء والوقوف إلى جانبهم في أوقات الأزمات والكوارث، فإلى جانب مبادرة "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم قطاع غزة، برزت أيضا الحملة الشعبية "تراحم من أجل غزة" التي أطلقتها الإمارات لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتضررين من الحرب في قطاع غزة.
أيضا إلى جانب مبادرة الفارس الشهم 2 ، التي أطلقتها الإمارات لنجدة المتأثرين من الزلزال في سوريا وتركيا فبراير/ شباط 2023، تم إطلاق الحملة الخيرية "جسور الخير" .
أيضا شهدت السنوات الماضية إطلاق حملات من قبيل "عونك يا يمن" في عام 2015، وحملة "لأجلك يا صومال" في عام 2017، وحملة الإمارات إلى أطفال ونساء الروهينغا عام 2019، وحملة "لنجعل شتاءهم أدفأ" في عام 2022، الموجهة لدعم اللاجئين والنازحين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وغيرها من الحملات التي جسدت نهج الخير المتأصل في دولة الإمارات.
وإضافة لتلك المبادرات، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات قد في 29 مارس/آذار الماضي، بإطلاق مبادرة "إرث زايد الإنساني" بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم، وذلك تزامناً مع "يوم زايد للعمل الإنساني" وفي الذكرى العشرين لرحيل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتكون مبادرة مستدامة تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي للشعوب الأكثر حاجة في مختلف أنحاء العالم.