ريادة إماراتية في صناعة الاتصالات الفضائية
أهمية صناعة الاتصالات الفضائية العسكرية لا تقتصر على كونها أحد مظاهر التقدم الصناعي والتقني فقط، بل تعد ركيزة حيوية للسيادة الوطنية.
شهدت عملية تصميم وتصنيع الاتصالات الفضائية الإماراتية تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، ودخلت في منافسة حقيقية مع نظيراتها على المستوى العالمي.
وأنتجت "الياه سات"، المملوكة بالكامل لشركة مبادلة للتنمية، الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي، أحدث منظومة ذكية متكاملة إقليمياً للاتصالات العسكرية والأمنية، ولحالات الطوارئ والأزمات.
ولا تقتصر أهمية صناعة الاتصالات الفضائية العسكرية على كونها أحد مظاهر التقدم الصناعي والتقني فقط، بل تعد أيضاً ركيزة حيوية للسيادة الوطنية، من خلال توفير الاحتياجات المطلوبة للقوات المسلحة، مع توفير هامش مناورة مناسب لاستقلالية القرار السياسي والتخطيط الاستراتيجي لدولة الإمارات، فضلاً عن ما يمكن أن تمثله من إضافة نوعية لاقتصاداتها، من خلال توسيع قاعدة التصدير، وبناء شبكات التعاون مع الدول.
ووفقاً لهذا المنظور، تكتسب قاعدة تصنيع الاتصالات العسكرية التي تنمو وفق خطط مدروسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، تطوراً بالغ الأهمية، تسعى "العين الإخبارية" إلى تسليط الضوء عليه في هذا الملف، راصدة أبرز معالم هذا المشروع الاستراتيجي وأهدافه وأبعاده.
الدقة والكفاءة
نجحت الإمارات في بناء منظومة لتعزيز خدمات قواتها المسلحة، من خلال شركات وصلت للعالمية مثل "الياه سات" التي تغطي منظومتها الفضائية أكثر من 100 دولة، ولديها الآن 5 أقمار صناعية توفر حلولاً متعددة الأغراض للقطاعات التجارية والحكومية، تشمل خدمات البرودباند، والبث التلفزيوني، والاتصالات للقطاعات الحكومية والتجارية، وذلك عبر مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط وجنوب غرب آسيا وأوروبا.
وكشف سليمان آل علي، نائب الرئيس التنفيذي في "الياه سات" للاتصالات وتطوير الأقمار الصناعية، المملوكة بالكامل لشركة مبادلة للتنمية، الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي، في تصريحات صحفية على هامش معرضي الدفاع "أيدكس 2019، ونافديكس 2019" عن جهاز اتصال جديد يعمل بالأقمار الصناعية، يتمتع بقدرات فائقة الذكاء، ومزود بتكنولوجيا حديثة وذات وزن خفيف، ويحتوي كذلك على ترددات أكبر من محطات الاتصالات الأخرى.
وأوضح أن الجهاز الجديد قادر على تزويد القطاع العسكري بكل خدمات الاتصالات على مستوى عالٍ من الدقة والكفاءة، إلى جانب قدرته على خدمة القضايا التجارية في عمليات الاتصالات والتواصل عبر الإنترنت، مؤكداً أن الشركة تخطط لإطلاق القمر الصناعي المكعب صغير الحجم "ماي سات -2"، في العام الجاري 2019.
وأشار إلى أن الشركة نجحت في بناء منظومة لتعزيز خدماتها للقوات المسلحة الإماراتية، كاشفاً عن جهاز اتصال جديد يعمل بالأقمار الصناعية، يتمتع بقدرات فائقة الذكاء، ومزود بتكنولوجيا حديثة؛ حيث يحتوي على ترددات أكبر من محطات الاتصالات الأخرى.
وذكر "آل علي" أن الجهاز الجديد قادر على تزويد القطاع العسكري بجميع خدمات الاتصالات، على مستوى عال من الدقة والكفاءة، إلى جانب قدرته على خدمة القضايا التجارية في عمليات الاتصالات والتواصل عبر الإنترنت.
وأكد التزام الشركة بدعم طموحات دولة الإمارات في تحقيق مستوى ريادي في قطاع الفضاء، من خلال ممارسة دورها في بناء الجيل القادم من علماء الفضاء، مبيناً أن الإطلاق الناجح لـ"ماي سات-1" إلى محطة الفضاء الدولية، يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز قطاع الفضاء في دولة الإمارات.
تكنولوجيا الاتصال
تحرص دولة الإمارات بشكل دؤوب على تطوير إمكانياتها في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتتبنى بشكل مستمر الخطوات والتدابير اللازمة لتحقيق هذا الغرض، لذلك عرضت 1310 شركات محلية وعالمية، خلال فعاليات معرضي الدفاع الدولي "أيدكس 2019"، والدفاع البحري "نافدكس 2019"، التي تستمر حتى 21 من شهر فبراير/شباط الجاري، أحدث ما توصل إليه قطاع الصناعات الدفاعية من تكنولوجيا الاتصال ومعدات متطورة، وكذلك عقد شراكات ضخمة بين مختلف الجهات المشاركة، وكبرى الشركات العالمية المتخصصة في القطاع.
وقال محمد هلال الكعبي، رئيس مجلس إدارة مجموعة إنترناشيونال جولدن جروب، إن مشاركة 170 شركة محلية متخصصة في قطاع الصناعات الدفاعية والاتصالات الفضائية في المعرض، يؤكد أن دولة الإمارات من الدول الرئدة في صناعة الاتصالات الفضائية الدفاعية، ومن المنافسين الصاعدين بقوة، مشيراً إلى أنه يتوقع أن تشهد الدورة الحالية زيادة ملحوظة في عدد وقيمة الصفقات التي تفوز بها الشركات الوطنية.
وتابع: "عرضت شركات وطنية عدة أحدث ابتكاراتها في مجال التقنية العسكرية، وحملت علامة (صنع في الإمارات)؛ حيث قامت على إنتاجها كوادر وطنية تتمتع بالكفاءة العالية والقدرة على التطوير والابتكار، وتهدف الصناعة إلى إنتاج أجهزة تأمين لمختلف أنواع الاتصالات التكتيكية، ومقاومة تهديدات الحرب الإلكترونية".
وأكد أن التحديات في القرن الـ21 بشكل عام تتسم بقدر هائل من التشابك والتداخل والتعقيد، وذلك انعكاساً لمستوى تعقد العلاقات الدولية، وشبكات المصالح الثنائية والمتعددة بين الدول، والتكتلات الأمنية والسياسية، لذلك هناك تحديات تواجه الجيوش، ولهذا تمتعت رؤية الامارات بنظرة ثاقبة، ودخلت صناعة الاتصالات الفضائية، وأصبحت تنافس كبرى الشركات العالمية.