كيف تستعد ألمانيا لـ"COP28" في الإمارات؟

بدأ العد العكسي لمؤتمر الأمم المتحدة للأطراف "COP28" في دولة الإمارات، وتستعد كل دولة بشكل منفصل، وفي إطار التكتلات، لمفاوضات شاقة.

وأظهر المسار الصعب في مفاوضات مؤتمر بون للمناخ في النصف الأول من يونيو/حزيران الماضي، وتعدد المواضيع على الأجندة المناخية، أن العالم ينتظر أهم "كوب" منذ سنوات طويلة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وفي هذا الإطار، تكثف الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لمكافحة تغير المناخ، الاستعدادات لـ"COP28" المقبل في دولة الإمارات، على المستوى المحلي ومتعدد الأطراف.

• بمنتدى أممي رفيع.. الإمارات تبحث أفضل ممارسات الاستدامة وCOP28
• اجتماعات العشرين.. سلطان الجابر يدعو العالم للانضمام إلى "تعهد التبريد" قبيل COP28

وبين هذه الدول ألمانيا، إذ قال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد والمناخ لـ"العين الإخبارية": "نحن في تبادل بناء مع دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الاستعدادات لـCOP28، وعملنا بشكل مشترك على التحضير لحوار بيترسبرغ حول المناخ في برلين الذي عقد قبل أسابيع، ومثل بداية المشاورات غير الرسمية للتحضير لمؤتمر COP28".

وتابع "يواجه COP28 تحديات كبيرة.. من المهم الآن التوصل إلى اتفاقيات طموحة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبالتالي الحفاظ على الخسائر والأضرار في مستوى يمكن السيطرة عليه".

المتحدث قال أيضا، "يجب على جميع الاقتصادات الكبرى تنفيذ خطط حماية المناخ والانتقال الضروري للطاقة بشكل أكثر اتساقًا وسرعة وزيادة طموحها في هذه المجالات.. لا توجد طريقة أخرى للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية".

ولفت إلى أن "تمويل المناخ وإصلاح البنيان المالي هو محور تركيز آخر خلال الاستعدادات لمؤتمر COP28".

المتحدث باسم وزارة المناخ والاقتصاد الألمانية قال أيضا إن المهمة الرئيسية المنوطة بـ COP28 هي التقييم العالمي الأول (Global Stocktake)، وهو جزء أساسي من آلية اتفاق باريس":

وأوضح أن التقييم العالمي يحدث كل خمس سنوات، ويقيم ما وصل إليه العالم في تنفيذ اتفاق باريس (وقف ارتفاع درجات الحرارة، والتكيف مع تغير المناخ، وجعل التدفقات المالية العالمية صديقة للمناخ".

 وحول دور ألمانيا في هذه النقطة، قال "تلتزم ألمانيا بضمان أن يكون لتقييم (Global Stocktake) التأثير السياسي المطلوب".

ومضى قائلا "من الجيد أن يكون القرار السياسي التاريخي بشأن تقييم (Global Stocktake) في بؤرة اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة.. يتعلق هذا التقييم بتعزيز التكيف، والخسائر والأضرار، وتمويل التكيف، والمزيد من حماية المناخ. وهذا يشمل أيضًا قرارات عملية للغاية مثل توسيع الطاقات المتجددة".

فيما أوضحت مصادر لـ"العين الإخبارية"، أن عملية الاستعدادات لكوب 28، في ألمانيا، تسير على مستويين؛ الأول هو إعداد ورقة موقف وطنية في القضايا الرئيسية المنتظرة في المفاوضات، مثل التمويل والخسائر والأضرار والتخفيف والتكيف. 

ووفق المصادر، فإن العمل على هذه الورقة يجري بشكل مشترك في أروقة وزارتي الاقتصاد والمناخ، والخارجية، وبالتشاور مع المستشارية الاتحادية. 

بالإضافة إلى ذلك، تشارك ألمانيا في مشاورات أولية في أروقة الاتحاد الأوروبي، ينتظر أن تفضي، وفق آليات العمل في التكتل، إلى تبني ورقة موقف أوروبية حول القضايا الرئيسية في COP28، قبل وقت قصير من انطلاق المؤتمر. 

وتكون ورقتا الموقف الألمانية والأوروبية هي الإطار الذي يحكم تحركات وتصرفات الوفد الألماني في مؤتمر COP28 المقبل. 

وقبل أسابيع، قال المستشار الألماني، أولاف شولتز، إنه من المهم الآن الانتقال من الأقوال إلى الأفعال في مجال حماية المناخ، مضيفا أن هناك حاجة إلى ازدهار الاستثمار الخاص في التقنيات الصديقة للمناخ، بمساعدة أدوات الاستثمار والتمويل الوطنية والدولية.

وتابع "لذلك، ندعم هدفًا للتوسع العالمي في الطاقات المتجددة"، واستشهد بمضاعفة التوسع في الطاقة المتجددة في ألمانيا بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030 كمثال.

المستشار قال أيضا، إن الأمر يتعلق أيضًا بتمويل التحول الكبير نحو الحياد المناخي، موضحا "هذا ممكن فقط من خلال الاستثمارات العامة والخاصة".

وأعلن أن ألمانيا ستدعم تجديد صندوق المناخ الأخضر بملياري يورو. 

فيما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في وقت سابق أيضا، أنها تريد العمل من أجل هدف عالمي للطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة.