الإمارات تعبر أزمة كورونا بخير.. إنجازات وأرقام عالمية في رحلة التعافي
بشرى سارة زفتها الإمارات لمواطنيها والعالم أجمع، الأربعاء، بإعلان تخطي الدولة جائحة كورونا والخروج من الأزمة وعودة الحياة لطبيعتها.
الخبر المبهج أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، عبر حسابه الرسمي على تطبيق "أنستقرام".
وكتب: "أبشركم، الأمور طيبة والوضع الصحي في دولة الإمارات طيب، خرجنا من أزمة كورونا بخير وتعلمنا منها دروساً وتجارب عديدة، ونحمد الله على بداية عودة الحياة إلى طبيعتها في دولة الإمارات".
سياسة الإمارات الناجحة في مواجهة أزمة "كوفيد19" بدأت قبل عام ونصف العام تقريبا، بالتحديد بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية في مارس 2020 فيروس كورونا "جائحة".
"العين الإخبارية" تستعرض سياسة الإمارات في مواجهة كورونا، التي تضمنت العديد من الإجراءات الصحية المشددة والعلمية والتكنولوجية المتطورة، مع تكاتف كل الإدارات لتخطي الأزمة.
إجراءات وقائية عالمية
مع اجتياح فيروس كورونا المستجد العالم، أصدرت حكومة الإمارات مجموعة من الإجراءات الوقائية المشددة؛ لحماية مواطنيها من الوباء وتوفير أقصى درجات الأمان للجميع.
التعليمات الصحية الوقائية تضمنتها العديد من البروتوكولات التي غطت كل نواحي الحياة لتقليل احتمالية العدوى في كافة المجالات، بينها: أدلة العودة إلى مقرات العمل، والسفر، وأدلة الحجر الصحي والتعامل مع المخالطين.
كما تضمنت الزيارات والمناسبات الاجتماعية، وزيارة المساجد ودور العبادة الأخرى، وأدلة الجاهزية لاستمرارية الأعمال، والتنظيف والتعقيم البيئي.
من جهود الحكومة الإماراتية لاحتواء فيروس كورونا إطلاق برنامج التعقيم الوطني وتطبيق نظامي التعليم عن بُعد والعمل عن بُعد، وتعليق الصلاة في دور العبادة، وتوزيع المطبوعات الورقية.
أيضا تضمنت إغلاق مراكز التسوق، وتأجيل الفعاليات الرياضية، ودعوة الأفراد للبقاء في المنازل، وإغلاق الوجهات الترفيهية مؤقتاً، وتعليق إصدار التأشيرات ورحلات الطيران مؤقتا.
بشكل عام، تبنت الإمارات إجراءات استثنائية سخرت فيها كافة الموارد والأدوات اللازمة لتخطي المرحلة الأصعب، من بينها إطلاق برنامج "التطبيب عن بعد" للحصول على استشارات صحية رقميا، وشملت العديد من الفروع على رأسها "الدكتور الافتراضي لكوفيد-19"، والاستشارة الطبية عن بعد مع أطباء خارج الدولة.
أيضا وظفت الإمارات الكلاب البوليسية في مختلف مطارات الدولة؛ للكشف عن المصابين المحتلمين بالفيروس التاجي.
تعد الإمارات الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والخامسة عالميا التي طبقت اختبار فيروس كورونا من داخل المركبة، الذي يتم إجراؤه عبر مراكز موزعة في جميع إمارات الدولة وبزمن قياسي لا يتجاوز 5 دقائق.
وجاءت الإمارات في المركز الأول شرق أوسطيا والثالث عالميا من حيث رضا الجمهور عن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة فيما يتعلق بمكافحة الوباء، وفقا لتقرير أصدرته "مؤسسة تولونا الدولية" لمسح المستهلكين.
إجمالا، أثمرت الجهود الإماراتية المبذولة وتكثيف إجراءات التقصي وتوسيع نطاق الفحوصات في الكشف عن حالات الإصابات عن الانخفاض الملحوظ في أعداد الإصابات المسجلة؛ لتحرز الدولة تقدما سريعا في عملية التعافي بعد الجائحة.
وطبقا لأحدث الأرقام المعلنة من وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، فإن إجمالي الإصابات الجديدة بفيروس كورونا بلغت، الأربعاء، 156 حالة فقط، في مؤشر بالغ الأهمية على مدى التفوق الإماراتي في احتواء الجائحة.
بشكل عام، بلغت عدد الإصابات بـ"كوفيد-19" منذ تفشي الفيروس 737229 حالة، أما الوفيات فبلغت 2107 حالات على مدار عام ونصف، وهي أرقام منخفضة كثيرا مقارنة بضحايا الوباء في باقي دول العالم.
حالات الشفاء من الفيروس في الإمارات بلغت 730309 حالات بينها 216 حالة مسجلة، الأربعاء.
وعلقت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الإمارات، خلال أحدث إحاطة إعلامية: "جاءت الإمارات في المرتبة الخامسة عالميا من حيث قلة عدد الوفيات من الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، بحسب أرقام موقع Our World in Data حتى تاريخ 12 سبتمبر/أيلول الماضي".
اختبارات الكشف عن كورونا
حصدت دولة الإمارات خلال الأشهر الأخيرة نتائج سياساتها الناجحة والمتوازنة لمواجهة أزمة كورونا، التي تضمنت خطوات وإجراءات محكمة أمنت استمرارية المنظومة التعليمية والصحية، واستعادة القطاع الاقتصادي والتجاري عافيته، وحددت تلك الخطوات والإجراءات ملامح الحياة بعد الأزمة.
ومنذ بدء الأزمة، تتابع الإمارات منهجيتها الخاصة بالفحوصات الهادفة للتقصي والحد من انتشار الوباء عبر إجراء فحوصات مكثفة لمختلف فئات المجتمع.
الإمارات تأتي في مقدمة دول العالم التي أجرت فحوصات لفيروس كورونا المستجد منذ تفشيه، نسبة إلى إجمالي عدد السكان.
وقد تجاوز إجمالي عدد الفحوصات 85511413 اختبارا بواقع 364265 فحوصات يومية، طبقا لأحدث أرقارم أعلنتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ الأزمات والكوارث عبر موقع المجلس الأعلى للأمن الوطني الإماراتي.
وأعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، الأربعاء، إجراء 298,908 فحوصات جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية على فئات مختلفة بالمجتمع باستخدام أفضل وأحدث تقنيات الفحص الطبي.
وكشفت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الإمارات، أن الدولة حققت المرتبة الثالثة عالمياً في عدد فحوصات الكشف عن "كوفيد-19" التي تم إجراؤها لكل 1000 من السكان للبلدان التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة، بحسب موقع Our World in Data ومنذ بداية الجائحة وحتى تاريخ 12 سبتمبر/أيلول الماضي.
حملات تطعيم موسعة
السياسية الإماراتية المتوازنة أفرزت أحد أنجح نماذج التعايش مع الأوضاع الجديدة أو ما بات يعرف بـ"الواقع الجديد"، وكانت اللقاحات والتطعيمات أحد أدواتها الناجعة في ذلك.
وبمجرد إعلان شركات الأدوية العالمية عن إنجاز أمصال مضادة لفيروس كورونا، حرصت دولة الإمارات على توفير اللقاحات بشكل واسع وبأنواع مختلفة لضمان صحة وسلامة المجتمع.
وأعلنت حكومة الإمارات، في أحدث إحاطة إعلامية حول مستجدات "كوفيد-19" الثلاثاء، أن نسبة الحاصلين على الجرعة الأولى من إجمالي السكان وصلت إلى 94.78%، في حين بلغت نسبة متلقي جرعتي لقاح 84.39% من إجمالي السكان.
وأشادت الدكتورة نورة الغيثي بالدور المجتمعي الذي ساهم في نجاح الحملة الوطنية للتطعيم، إذ قدمت دولة الإمارات أكثر من 20 مليون جرعة لقاح "كوفيد-19"، معربة عن شكرها وتقديرها للاستجابة المجتمعية والثقة العالية في القطاع الصحي وجهوده.
الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ الأزمات والكوارث أعلنت أحدث الأرقام في هذا الإطار، موضحة أن مجموع جرعات اللقاح بلغ 20273265 بواقع 44793 جرعة يومية.
وذكرت أن نسبة متلقي الجرعة الأولى من اللقاح من إجمالي السكان بلغ 94.78 %، بينما قدرت نسبة متلقي جرعتين من اللقاح من إجمالي السكان بـ84.39%.
وأثمرت الجهود والشراكات العالمية الفاعلة التي أبرمتها الإمارات في تحقيق الوفرة والتنوع للقاحات، وحتى الآن اعتمدت 4 أنواع من اللقاحات للتطعيم ضد "كوفيد-19"، هي: سينوفارم، فايزر-بيونتك، سبوتنيك في، ولقاح أكسفورد-أسترازينيكا.
جهود الفريق الطبي
القطاع الصحي لعب دورا فاعلا في تعزيز الاستجابة الوطنية لمواجهة جائحة "كوفيد-19"، وتكاتفت الفرق الطبية وبذلت مجهودات جبارة للمساعدة في احتواء تداعيات الأزمة العالمية.
ووفقا لآخر إحاطة إعلامية لحكومة الإمارات حول مستجدات "كوفيد-19"، أسهم الفريق الصحي مع بقية القطاعات الحيوية في توفير جميع الإمكانيات والموارد اللازمة للتصدي لتحديات الجائحة الصحية والوصول إلى التعافي.
وعلقت الدكتورة نورة الغيثي، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في دولة الإمارات: "هذا النهج الاستباقي نعتز به ونفتخر بأننا من أوائل الدول التي حولت تحديات كوفيد-19 إلى فرص سانحة والاستفادة من التجارب كافة التي مررنا بها لنصبح نموذجا عالميا يحتذى".
وأشارت الغيثي، خلال الإحاطة الإعلامية الثلاثاء، إلى أن القطاع الصحي استثمر إمكانياته في المجال البحثي من أجل الوصول إلى المستهدفات التي نشهدها اليوم ومن أبرزها اللقاحات الآمنة إلى جانب بروتوكول العلاج الآمن في مستشفيات دولة الإمارات.
وأضافت: "يواصل القطاع الصحي جهوده بهدف الوصول إلى المناعة المجتمعية من خلال توفير اللقاحات للفئات المؤهلة لأخذ التطعيم".
بينما أكدت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الإمارات، أن الدولة نجحت في التعامل مع جائحة "كوفيد - 19" بكل المقاييس، وتكللت كافة الجهود التي بذلتها مختلف الفرق العاملة في مكافحة الجائحة بالتوفيق والنجاح.
وقالت الحوسني، خلال أحدث إحاطة إعلامية: نشهد ذلك في القطاع الصحي الذي أثبت متانة وجاهزية بنيته التحتية بما يضم من كوادر مؤهلة وبما يضمن التأهب والجاهزية على كافة المستويات لمواجهة مختلف أنواع الطوارئ والأزمات، وهو ما جعل الإمارات تتبوأ المراكز الأولى في التعامل مع جائحة كوفيد-19 عالميا".
دراسات وأبحاث متطورة
منذ تفشي الجائحة، تصدرت الإمارات قائمة الدول التي سخرت فريقها العلمي وأحدث ما توصل له العالم من تكنولوجيا للكشف عن ماهية الفيروس واستخلاص طرق للتصدي له.
ونجحت الجهود الإماراتية المبكرة في تسجيل تسلسل الجينوم الخاص بفيروس كورونا المستجد من مريض في دبي في أبريل 2020.
تم ذلك على يد فريق بحثي من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وساعد تسجيل التسلسل الجينوم للفيروس في تتبع أصل العدوى في المرضى، وانتقال الوباء وكيفية تطوره وانتشاره.
كذلك، طورت الإمارات علاجاً داعماً لالتهابات فيروس كورونا بواسطة الخلايا الجذعية في مايو 2020، تضمن استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها.
إطلاق مرحلة التجارب السريرية الثالثة للقاح ضد فيروس كورونا في يونيو 2020، كان أحد الإنجازات العلمية لدولة الإمارات خلال الجائحة.
ويمثل هذا اللقاح ثمرة تعاون بين شركة "تشاينا ناشونال بيوتك جروب" الصينية، ومجموعة "جي 42" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها.
سجل الأبحاث الوطني لدعم مكافحة فيروس كورونا من ضمن الإنجازات العلمية الإماراتية في الحرب على الوباء، وأطلقته دائرة الصحة- أبوظبي بالتنسيق مع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة.
الهدف من "سجل الأبحاث الوطني" أن يكون منصة موحدة لدعم الأبحاث العلمية المبذولة لمواجهة "كوفيد-19"، وفهم الجائحة وطبيعة الفيروس، وتحديد أفضل السبل لتخفيف الأعراض الجانبية الناجمة عن المرض وعلاجاته
ليس هذا فحسب، بل في أبريل 2020 أطلقت حكومة دبي مبادرة الوقف الوطني لتمويل أبحاث الأمراض والأوبئة، بهدف الإسهام في مواجهة تحدي وباء "كوفيد-19"، ودعم الدراسات والأبحاث في مجال الصحة والأمراض المُعدية والأوبئة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية.
أيضا تم افتتاح "مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية"، أول مركز أبحاث طبية حيوية مستقل في الإمارات أغسطس 2020، بقيمة إجمالية 300 مليون درهم، ويعنى بأبحاث الأمراض السائدة في الدولة إلى جانب أبحاث طبية حول كورونا.
إعلام وطني ومسؤولية مجتمعية
حرفية الإمارات في التعامل مع الجائحة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية والوصول إلى التعافي يكمن في كفاءة وفاعلية أدوار ومسؤوليات القطاعات المعنية كافة في إدارة الجائحة، بما في ذلك الإعلام الوطني الذي لعب دورا فاعلا.
وأشاد الدكتور سيف الظاهري، المتحدث الرسمي عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، في الإحاطة الإعلامية بتاريخ 7 سبتمبر/أيلول 2021، بدور الإعلام الوطني الذي تعامل مع الجائحة بنزاهة وشفافية مطلقة.
وقال الظاهري: "عكس إعلامنا الوطني الرسائل الاستراتيجية للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي، الأمر الذي أبرز النموذج الإماراتي بكفاءة واحترافية عالية".
كما نفذت الإمارات انفتاحا تدريجيا ناجحا برزت خلاله المسؤولية المجتمعية للمواطنين، كأحد أدوات الدولة في احتواء الجائحة والمضي قدما نحو مستقبل أكثر إشراقا.
وعلق الظاهري: "انخفاض الإصابات بكورونا إنجاز نفتخر به ويبرز مدى توافق وتناغم القطاع الصحي مع القطاعات الحيوية في إدارة الجائحة واحتوائها، إلى جانب المسؤولية المجتمعية التي ساهمت في خفض أرقام الإصابة".
وشدد على أهمية الوعي الجمعي للمواطنين في تخطي الأزمة والحفاظ على المكتسبات التي حققتها الدولة، قائلا: "ندرك أن الدور المجتمعي ومدى وعيه والتزامه بتطبيقه الإجراءات الوقائية والاحترازية كافة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على جميع ما حققته الدولة على الصعيدين المحلي والدولي".
وأضاف: "من المهم أن نعي أن الانفتاح التدريجي والعودة للحياة الطبيعية الجديدة يتطلب منا جميعا مشاركة المسؤولية للحفاظ على صحة الجميع وتعزيز ما حققته الدولة من منجزات لاحتواء الجائحة والوصول إلى التعافي".
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA= جزيرة ام اند امز