بالصور.. عيد الإمارات بين الماضي والحاضر.. فرحة واحدة ومظاهر مختلفة
مظاهر الاحتفال بالعيد تتعدد وتختلف من وقت لآخر متأثرة بتطور الحياة البشرية، لكن الشيء الوحيد الذي ليس فيه اختلاف هو الفرحة بهذه المناسبة.
تتعدد مظاهر الاحتفال بالعيد وتختلف من وقت لآخر متأثرة بتطور الحياة البشرية فنجدها في الماضي مختلفة بشكل كبير عنها في الوقت الحالي، ولكن الشيء الوحيد الذي ليس فيه اختلاف هو الفرحة بمجيء هذه المناسبة.
وتحتفل دولة الإمارات بهذه المناسبة فتتزين الميادين والشوارع وتطغى أجواء الاحتفالات العارمة جميع المدن والتي تشهد سنويا إقبالا جماهيريا كبيرا حيث يفد إليها الزائرون من جميع أقطار العالم للاستمتاع بمظاهر الاحتفال بالعيد مع المواطنين والمقيمين.
ويأتي العيد هذا العام والإمارات تنعم بالأمن والاستقرار في ظل قيادتها الرشيدة التي تضع أمن الوطن والمواطنين على قمة أولوياتها وتوجه الجهود الجبارة من أجل استتباب الأمن وترسيخه وقد نجحت في ذلك بفضل التفاف الشعب المخلص حول قيادته ودعمه وتأييده الدائم لخطواتها المباركة.
ويستذكر الإماراتيون والمقيمون في هذه المناسبة السعيدة مرحلة التأسيس والبناء وتلك البدايات الصعبة التي كانت أقرب إلى الحلم والمعجزة فقد كانت مرحلة البناء الشاقة لنهضة دولة الإمارات قد انطلقت مع قيام اتحادها الشامخ بملحمة أشبه بالمعجزة قادها بحكمة وصبر واقتدار وسخاء في العطاء وتفان وإخلاص في العمل مؤسس الدولة وباني نهضتها وعزتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي نذر نفسه وسخر كل الإمكانيات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها وتوفير الحياة الكريمة والعزة للمواطنين والمقيمين فيها بتعاون صادق وعزيمة قوية من إخوانه الرواد المؤسسين والتفاف حميم وتلاحم صادق من المواطنين كافة الذين وثقوا في قيادته الحكيمة وإخلاصه ورؤاه الثاقبة.
ويحتفل شعب الإمارات بهذه المناسبة مع مقيمين وزائرين ينتمون إلى أكثر من 200 جنسية من مختلف أرجاء العالم وهو أكبر تجمع بشري مختلط في العالم حيث يقدر بحوالي 9 ملايين شخص يتعايشون ويعملون معا بانسجام لذا تعد "المستضيف" الأكبر والأهم في العالم.
وفي هذا الصدد يقول المواطن عبدالله المزروعي (80 عاما) إنه "قبل نحو 70 عاما كنا نحتفل بالعيد وعدد سكان أبوظبي حوالي 150 ألف نسمة فقط أما اليوم فتشهد العاصمة وحدها احتفال ما لا يقل عن 2 مليون و500 شخص من مواطن ومقيم وقس ذلك على مدن الدولة الأخرى حيث تشهد الإمارات احتفال حوالي 9 ملايين شخص بالعيد بعد أن كان العدد لا يتجاوز نصف مليون شخص في ذلك الوقت".
ويضيف: "أيامنا الخوالي تفتقد الكثير من مظاهر الترف التي يعيشها جيل اليوم من الشباب فنحن منذ ثمانين عاما نلهو ونمرح فوق التراب في مناطق رملية تعد على أصابع اليد الواحدة والتي تحولت اليوم إلى إطلالة تستثير مشاعر جيلنا بأجمل الذكريات لأن الدولة أصبحت بوابة تربط الشرق بالغرب والالق يلف شوارعها وهي تعج بالبشر من أرجاء المعمورة وحركة السيارات لا تتوقف حيث الشوارع الفسيحة والنظيفة والحدائق والمتنزهات ودور السينما ومراكز التسوق الأحدث في العالم".
من جانبه، يقول المواطن محمد بن شميل (75 عاما): "اختلفت العادات بتقدم الزمن ولكن قبل أن يهل هلال العيد تنتهي الاستعدادات وتبدأ تحضيرات أخرى لإعداد برامج العيد وفق تواقيت لا يمكن السهو عنها وتناسيها شأنها شأن صور كثيرة لا تفارق الذهن عن أيام ليست قديمة جدا يمارس فيها أهالي الإمارات طقوسهم في أيام العيد حيث يبدأ العيد في الإمارات بعد الصلاة التي تقام بالمصليات في صباح أول يوم من شهر شوال يأتي بعدها عيد الفطر السعيد".
ويستذكر العيد في الماضي قائلا: "في الصغر كنا نلعب في أزقة منازلنا وكانت لدينا ألعابنا البسيطة التي نحصل عليها كما أن بعض الأطفال يفترشون الأرض ويبيعون بعض الحلويات كنوع من التقليد للكبار والشعور بأنهم تجار".
ويتابع: "للعيد في أيام زمان نكهته ولعيد الحاضر أيضا نكهته ولكن كلما تقدم بنا الزمن نستذكر الماضي الجميل ونغوص في بحر الذكريات ويتبادر إلى أذهاننا طقوس العيد في تلك الأيام الخوالي وما كان لها من نكهة وأثر طيب على النفس".
ويؤكد أن للعيد في الماضي طعما خاصا فكان الناس مثلا لا يلبسون الملابس أو الأحذية الجديدة إلا في مناسبات الأعياد، مشيرا إلى أن أقمشة ملابس الرجال يستوردها التجار من الهند وتزين "بالزري والبريسم" وعادة يلبس الرجال يوم العيد "الشال" على الكتف أو "البشت" بينما تستورد النعلة (الأحذية) من مسقط.
من جانبها، تقول المواطنة عائشة بنت سيف إبراهيم (75 عاما): "حتى منتصف القرن الماضي لا نعرف "العيدية" التي هي اليوم ضرورة لا مفر من تقديمها للأطفال حيث لا تجدي الاعذار والظروف نفعا امام إلحاحهم او دموعهم المنسكبة".
وتضيف: "صغار اليوم في العيد أوفر حظا من جيلنا حيث يتلقون "العيدية" وهي عبارة عن هدايا مالية من أقاربهم وإخوانهم ويحرص الكبار على تجهيز العيدية من خلال زيارة البنوك وطلب الخردة "النقود" الجديدة ووضعها في أظرف جميلة الشكل وتكون المبالغ بداخلها خيالية تتعدى المئات وربما تصل الألوف في كثير من الأحيان."
وأشارت إلى الأكلات المعروفة أيام العيد والتي يحرص الأهالي في كل منزل على أعدادها أشهرها الخبيص واللقيمات والخنفروش والهريس (كان قديما يتم تحضيره مع البيض وأحيانا مع الدجاج نظرا لعدم توفر اللحم آنذاك)، ومن أشهر حلويات العيد الحلوى والزلابيا والبشمك الذي يصنع من الطحين والسكر وحل الحلو.