مبادرات إنسانية لا تتوقف.. الإمارات تعزز التعاون الدولي لدعم غزة
حرص إماراتي على تعزيز التعاون مع مختلف الأطراف في المنطقة والعالم لتقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة.
رسالة واضحة أكدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خلال مباحثاته مع نيكوس خريستودوليدس رئيس جمهورية قبرص في أبوظبي الأربعاء.
رسالة تجسد نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، وهو ما تترجمه الإمارات على أرض الواقع عبر مبادرات متواصلة لدعم فلسطين بشكل عام وأهل غزة بشكل خاص.
إجلاء مصابي غزة
ضمن أحدث تلك المبادرات نفّذت دولة الإمارات، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، مساء الأربعاء، مبادرة إنسانية طارئة لإجلاء 97 مصابا ومريضا في حالة حرجة من قطاع غزة، من ضمنهم مرضى سرطان في حاجة إلى علاج مكثف، برفقة 155 من أفراد عائلاتهم، حيث يوجد ضمن المرضى والمرافقين عدد 142 طفلا، وذلك إلى أبوظبي انطلاقا من مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبوسالم لتلقي الرعاية الطبية الفائقة.
وتعد تلك هي ثاني عملية إجلاء تنفذها دولة الإمارات من مطار رامون للتغلب على عوائق وتحديات نقل المصابين في قطاع غزة للعلاج، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه.
وكانت دولة الإمارات نفذت بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية في 30 يوليو/تموز الماضي مبادرة طارئة لإجلاء 85 مريضاً ومصاباً في حالة حرجة، من ضمنهم مرضى سرطان في حاجة إلى علاج مكثف، برفقة 63 من أفراد عائلاتهم إلى أبوظبي انطلاقاً من مطار رامون في إسرائيل عبر معبر كرم أبوسالم لتلقي الرعاية الطبية في مستشفيات دولة الإمارات.
وفي تصريح لها بمناسبة عملية الإجلاء الجديدة قالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي: "هذه المهمة الجديدة لإجلاء الجرحى والمرضى الفلسطينيين، تؤكد التزام دولة الإمارات الراسخ لدعم الشعب الفلسطيني خلال الأوضاع الكارثية التي يتعرض لها القطاع".
وأضافت "سنستمر في العمل الحثيث مع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة، والقيام بدور قيادي لمضاعفة ودعم المساعي المبذولة لتخفيف هذه الكارثة الإنسانية".
من جانبه، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "نعرب عن تقديرنا مجددا لدولة الإمارات لدعمها إجلاء المرضى والمصابين من قطاع غزة لتلقي الرعاية العاجلة التي يحتاجون إليها، كما نأمل أن تعزز هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الإمكانيات المتاحة، التي من الممكن أن تفضي إلى المزيد من عمليات الإجلاء لعدد أكبر من الأفراد، كما تدعو منظمة الصحة العالمية مجدداً إلى وقف إطلاق النار".
مكافحة شلل الأطفال
بالتزامن مع تلك الجهود الإنسانية تتواصل حاليا في قطاع غزة حملة تطعيم طارئة بدأتها دولة الإمارات، في خطوة استراتيجية لحماية أكثر من 640 ألف طفل من خطر شلل الأطفال.
وانطلقت الحملة، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة شلل الأطفال في غزة.
تأتي تلك المبادرة ضمن جهود إماراتية متتالية لدعم قطاع الصحة في غزة، ضمن مبادرة "الفارس الشهم 3".
وأعلنت دولة الإمارات، الأحد، الانتهاء من تطعيم أكثر من 460 ألف طفل للوقاية من مرض شلل الأطفال بعد 8 أيام من انطلاق حملة تطعيم طارئة في قطاع غزة تستهدف أكثر من 640 ألف طفل.
وانطلقت الحملة مطلع الشهر الجاري بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و"اليونيسف" و"الأونروا"، في 150 نقطة ومركز تطعيم بغزة، بتنظيم متطوعي عملية "الفارس الشهم 3" ومساعدة الطواقم الطبية، مما أسهم بشكل كبير في تسهيل عمليات التطعيم على الأسر والأطفال.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت في أغسطس/آب الماضي تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال في القطاع منذ 25 عاما، مما زاد من أهمية هذه الحملة وباتت تدخلا حاسما لحماية أطفال غزة.
مباحثات القيادة
جنبا إلى جنب مع جهودها الإنسانية لدعم قطاع غزة، تتصدر تطورات الأوضاع في غزة وبحث سبل دعمها مباحثات القيادة الإماراتية.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ونيكوس خريستودوليدس رئيس جمهورية قبرص في أبوظبي التعاون في مجال إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر مبادرة الممر البحري "أمالثيا".
وشدد الجانبان على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع لتوفير الظروف الملائمة لتقديم مزيد من الدعم الإنساني الكافي والآمن والمستدام إلى سكانه.
وعبر رئيس دولة الإمارات في هذا السياق عن تقديره لجهود قبرص ومبادراتها في مجال الدعم الإنساني لقطاع غزة، خاصة عبر الممر البحري بين قبرص والقطاع، مشيرا إلى حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون معها ومع مختلف الأطراف في المنطقة والعالم في هذا الشأن.
وفي سابقة تاريخية، نجحت الإمارات خلال شهر مارس/آذار في حشد الجهود الدولية لتدشين ممر إغاثي بحري ينقل المساعدات من قبرص إلي غزة.
وأعلنت الإمارات آنذاك تخصيص 15 مليون دولار أمريكي ضمن صندوق "أمالثيا" لدعم تدفقات المساعدات في غزة.
وتم تدشين الممر البحري إلى غزة عن طريق البحر من قبل مؤسسة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشين" ومنظمة أوبن آرمز، بالشراكة الوثيقة مع دولة الإمارات.
ملحمة إنسانية
مبادرات إنسانية متتالية تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، وتحاول عبرها مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في القطاع الذي يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورسمت دولة الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام، التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
وفي إطار الجهود الإغاثية التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع غزة واصلت عملية "الفارس الشهم 3" -الذي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات- حملة تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف محافظات قطاع غزة، لإغاثة الأسر الفلسطينية المنكوبة وتوفير الطعام وخيام الإيواء والمستلزمات الأساسية لهم في ظل الأوضاع الكارثية الصعبة التي يمر بها القطاع منذ عدة شهور.
بلغة الأرقام
- قدمت دولة الإمارات لقطاع غزة ما يزيد على 40000 طن من المساعدات الملحّة، تشتمل على المواد الغذائية والإغاثية والطبية.- افتتحت دولة الإمارات مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة بطاقة أكثر من 200 سرير بإشراف فريق طبي إماراتي يضم أكثر من 100 طبيب وممرض وصيدلي وفني معمل، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية بطاقة 100 سرير.
- أقامت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه (تعمل بقدرة إجمالية تبلغ 1.2 مليون غالون من المياه)، يستفيد منها ما يصل إلى 600 ألف شخص يوميا لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب.
- كذلك أقامت 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية من الخبز لأكثر من 72 ألف شخص، وتوفير الدقيق لـ8 مخابز قائمة بالفعل في غزة لتوفير الخبز لأكثر من 17 ألفا آخرين.
- أيضا أعلنت دولة الإمارات استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات.
إضافة إلى استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وقامت الإمارات بإجلاء 1665 مريضا ومرافقا على دفعات عدة ليصل عدد المرضى والمرافقين إلى 1917 مريضا ومرافقا مع عملية الإجلاء الأخيرة.
- أطلقت الإمارات حملة تطعيم طارئة، في خطوة استراتيجية لحماية أكثر من 640 ألف طفل من خطر شلل الأطفال.
تجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.