وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة.. أولوية مصرية - أوروبية
جهود مصرية وأوروبية تلاقت عند التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة لإنهاء الحرب التي قاربت على إتمام عامها الأول.
فقد استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، حيث بحثا الأوضاع في غزة والشرق الأوسط، بالإضافة إلى استعراض جهود التوصل لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، فضلاً عن تمهيد الطريق لإنفاذ حل الدولتين، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
وشدد الرئيس السيسي على خطورة خطوات التصعيد المستمر، التي تدفع في اتجاه توسيع دائرة الصراع، مشيرا إلى المسؤوليات التي تقع على عاتق المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي، للضغط المكثف في اتجاه التوصل لاتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بما في ذلك العنف والتصعيد الذي تشهده الضفة الغربية، وعلى النحو الذي ينزع فتيل التوتر بالمنطقة ويستعيد الأمن والاستقرار الإقليميين.
- أمريكا وإسرائيل والسلطة.. محادثات ثلاثية سرية لفتح معبر رفح
- «لحظة الحقيقة» في رفح.. نتنياهو والجيش بين فكي الأرض والسياسة
بوريل أمام معبر رفح
وعقب لقائه بالرئيس المصري، توجه بوريل إلى معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، حيث دعا للسماح بإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع.
وطالب بوريل في تصريحات من أمام المعبر، الاتحاد الأوروبي إلى بذل جهود كبيرة على صعيد التمويل والإمدادات، لا سيما وأن هناك نحو 1400 شاحنة عالقة على الحدود.
المسؤول الأوروبي قال إن "الأزمة الحالية في قطاع غزة ليست من صنع الطبيعة أو ناجمة عن زلزال لكنها من صنع الإنسان ولا سبيل إلى حلها سوى بالتوصل لاتفاق سياسي".
ويتوجه بوريل في وقت لاحق من الأسبوع الجاري إلى لبنان، حيث تتزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع، بين إسرائيل والدول المحيطة مع قرب مرور العام على بدء الحرب في غزة، بحسب رويترز.
تدمير الأنفاق
في سياق مواز، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الدنماركي لارس لوكا راسموسن، أن مصر "دولة كبيرة تعي تماما مسئولياتها، وأنها ستستمر في بذل الجهد الممكن في قيادة العملية التفاوضية، ولن تتوقف حتى يتم الوقف الفوري للعدوان على الفلسطينيين، في الضفة الغربية، وغزة والقدس الشرقية".
وقال عبدالعاطي إن "موقف مصر واضح وتم التعبير عنه في بيان رسمي، وهو الرفض الكامل للأكاذيب التي يتم ترديدها، والجميع يعلم حقيقة الجهد التي تقوم به مصر لمحاربة الإرهاب، وتدمير الأنفاق التي كانت قائمة في عهود سابقة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أطلق اتهامات بأن حركة حماس تحصل على السلاح من مصر عبر محور فيلادلفيا، في محاولة لتبرير تواجد القوات الإسرائيلية في المحور.
و«محور فيلادلفيا» هو شريط حدودي أنشأته إسرائيل خلال سيطرته على قطاع غزة بين عامي 1967 و2005، يبلغ عرضه في بعض الأجزاء 100 متر، ويمتد لمسافة 14 كيلومتراً على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة. ويعدّ منطقة عازلة بموجب «اتفاقية كامب ديفيد» الموّقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979.
عبدالعاطي، قال إن "الهدف من ترديد مثل هذه الأكاذيب، هو تشتيت الانتباه عما يحدث من جرائم وعمليات قتل للمدنيين في غزة، والآن تمتد إلى الضفة الغربية وقبل ذلك في القدس الشرقية".
وأضاف أن "هذه السياسات الممنهجة تستهدف في النهاية لفت الانتباه عن الهدف الأهم، الذي يتمثل في التوصل إلى صفقة تضمن الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات دون أي عوائق، وأيضا إطلاق سراح الرهائن، وجانب من السجناء الفلسطينيين".
مصادر الأسلحة
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن بلاده استثمرت أموالا ضخمة، لإقامة سياج أمني لضمان التدمير الكامل للأنفاق التي كانت موجودة منذ الاحتلال الإسرائيلي لغزة،.
وقال "دمرنا عدة آلاف من الأنفاق تماما، ونقلت منازل وبعض القرى إلى مناطق أخرى، حيث كانت تستخدم كفتحات للأنفاق".
وتساءل عبدالعاطي قائلا: "ماذا عن الأسلحة في الضفة الغربية؟ هل وصلت أيضاً من مصر؟.. كل ما يقال في هذا الإطار كلام غير منطقي، وهم يعرفون مصادر الأسلحة من الطرف الآخر ونحن لدينا معلومات كاملة عن مصادر التهريب ولا نريد الحديث عنها".
واختتم وزير الخارجية تصريحاته بلهجة حاسمة "لا أحد يزايد على مصر في موضوع منع التهريب ومكافحة الإرهاب، فمصر لديها موقف واضح، وكل الأكاذيب لا علاقة لها بالواقع".