إسرائيل وحزب الله.. انحسار آمال اتفاق غزة يقرب المواجهة الشاملة
مع استمرار العقبات في الوقوف أمام التوصل لاتفاق حول غزة، توقع مسؤولون إسرائيليون، قرب المواجهة الشاملة مع حزب الله.
وتواجه مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة عقبات إثر استمرار الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس.
وكانت تقديرات سادت بأن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة سيؤدي إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله، لا سيما وأن الجماعة اللبنانية أعلنت أنها ستلتزم بوقف إطلاق النار في غزة.
ويزيد مستوى تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مع منسوب التوقعات بتحرك إسرائيلي يعتقد أنه سيكون على شكل توغل بري في جنوب لبنان حتى نهر الليطاني.
ومنذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، طالبت إسرائيل بانسحاب قوات حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني واستبدالها بقوات الجيش اللبناني مع قوات «اليونفيل» الأممية.
وكانت مسيرة أطلقت من لبنان أصابت مبنى في مدينة نهاريا، اليوم الإثنين، رفع مستوى التهديدات الإسرائيلية بتحرك عسكري، ولاحقا أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة جنديين إسرائيليين بسقوط مسيرات في بلدة شلومي.
وفي بيان تلقته «العين الإخبارية»، قال الجيش الإسرائيلي: «خلال اليوم سقطت ثلاثة أهداف جوية (مسيرات) بالقرب من منطقة شلومي ما أسفر عن إصابة جندييْن بجروح طفيفة».
ودوت صفارات الإنذار في عدد كبير من البلدات الإسرائيلية مع إعلان رصد أكثر من 25 صاروخا من لبنان خلال ساعات نهار اليوم الإثنين.
وعلى إثر ذلك، عقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي تقييمًا للوضع على الساحة الشمالية مع أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة، وتطرق إلى حادث استهداف مسيّرة للبناية في مدينة نهاريا.
وفي بيان تلقته «العين الإخبارية»، قال هاليفي: «استهداف حزب الله لعمارة سكنية هذا الصباح يعتبر حادثا خطيرا، وهو ما ينطبق أيضًا على استهداف سكان المنطقة الشمالية. فيعمل الجيش بقوة على الساحة الشمالية، وهو على أهبة الاستعداد ولديه خطط عملياتية جاهزة، وهو مستعد لأداء كل مهمة سيكلف بها».
جاءت تصريحات هاليفي بعد ساعات من لقائه مع قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي (CENTCOM)، الجنرال مايكل إريك كوريلا، الذي وصل أمس الأحد إلى إسرائيل، والتقى مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي لإجراء تقييم للوضع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته «العين الإخبارية»: «تتناول زيارة الجنرال التهديدات القائمة، مع التركيز هذه المرة على الساحة الشمالية من لبنان وإيران».
وأضاف أن كوريلا «زار مقر قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي برفقة قائد المنطقة الشمالية في الجيش، الميجر أوري غوردين، وأجرى تقييمًا للوضع في غرفة العمليات الخاصة بالقيادة، حيث طُرحت عليه هناك الخطط العملياتية للجيش الإسرائيلي في لبنان».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن «طائرات سلاح الجو شنت غارات استهدفت عددًا من المباني العسكرية ومواقع الاستطلاع التي كان يستخدمها حزب الله في كفركلا جنوب لبنان».
وأضاف: «كما رصدت قوة عسكرية موقع استطلاع لحزب الله في كفر شوبا حيث قامت دبابة بقصف الموقع، وبالإضافة إلى ذلك هاجمت طائرة لسلاح الجو مسلحا في منطقة طلوسة».
رسائل إسرائيلية
من جهته، قال زعيم حزب «معسكر الدولة» بيني غانتس، إن إسرائيل يجب أن تحول تركيزها نحو حزب الله والحدود اللبنانية، مضيفًا في مؤتمر من واشنطن أن «إسرائيل تأخرت في هذا الأمر».
وتابع: «لدى الجيش الإسرائيلي القوات الكافية للتعامل مع غزة ويجب أن يركز على الجبهة الشمالية أي لبنان (..) إسرائيل ارتكبت خطأ بإخلاء جزء كبير من سكان شمال البلاد، مع اشتعال الأعمال العدائية مع حزب الله في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي».
إسرائيل تراقب
بدورها، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في تقرير تابعته «العين الإخبارية»: اكتشف مسؤولون في القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، استعدادات حزب الله لخوض قتال مطول مع إسرائيل، في حال انهيار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى مع حماس في غزة».
وأضافت: «ووفقاً للمسؤولين فإن الجماعة اللبنانية لم تحرك قواتها بعد نحو الحدود مع إسرائيل، لكن من المتوقع أن يستمر حزب الله في مهاجمة إسرائيل من الشمال طالما استمرت إسرائيل في عمليتها العسكرية في قطاع غزة».
وكشفت النقاب عن أن مسؤولين من القيادة الشمالية «وافقوا يوم الأحد على خطط للقتال في لبنان تتضمن عدداً من درجات التصعيد المحتملة، كما تم تقديم الخطط، التي يتم مراجعتها بشكل يومي تقريباً، إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وإلى مسؤولين حكوميين».
واستدركت: «لا توافق الحكومة على أي عمليات عسكرية في الشمال، ويرجع ذلك جزئياً إلى القلق من أن مثل هذه الخطوة قد يتم تفسيرها على أنها إعلان حرب من جانب إسرائيل».
وأشار إلى أن «حقيقة أن الحكومة لم تعلن حتى الآن الحدود الشمالية لإسرائيل كمنطقة قتال رئيسية تؤثر أيضاً على استعدادات الجيش للتصعيد المحتمل وتعيق قدرة الجيش الإسرائيلي على تحويل موارده الرئيسية إلى هناك».
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه «في غياب الموافقة على شن هجوم في الشمال، يحاول الجيش الإسرائيلي الإضرار بقدرات حزب الله إلى أقصى حد ممكن لتحقيق ميزة في حالة التصعيد».
ويعتقد المسؤولون العسكريون أن حزب الله يواجه صعوبة في تثبيت سلسلة القيادة العليا لديه وملء صفوفه المتوسطة بالقدر الكافي.
عملية كبرى في لبنان
من جهته، قال موقع «واينت» الإخباري الإسرائيلي في تقرير تابعته «العين الإخبارية»: «يبدو أن الغارات الجوية الليلية (بين الأحد والإثنين) في سوريا، المنسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي، مرتبطة باستعدادات الجيش الإسرائيلي لاحتمال شن حملة واسعة في لبنان».
وأضاف: «هذه الهجمات التي بدأت بعد الساعة 11 مساء بقليل واستمرت على أربع موجات حتى بعد الساعة 2 صباحا، كانت استثنائية بكل المقاييس، سواء في مدة الهجوم أو في العدد الكبير من الأهداف المنتشرة جغرافيا في وسط سوريا حول مدن حمص، حماة ومصيف».
وتابع: «وما هو غير عادي بشكل خاص هو أن هذا الهجوم، وفقا لوكالة الأنباء السورية، أسفر عن مقتل 18 شخصا وإصابة العشرات، بما في ذلك العديد منهم في حالة خطيرة، فعادة ما يتم تنفيذ الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في الليل، ووفقا لتقارير أجنبية، تم اختيار التوقيت حتى لا تتسبب في وقوع إصابات في سوريا لأن المنشآت فارغة».
وأشار إلى أن الهجوم ركز على المنشأة البحثية والصناعية العسكرية السورية المعروفة باسم CERS (الاسم السوري الرسمي هو "مركز البحث العلمي")، لكنها في الواقع صناعة التكنولوجيا الفائقة العسكرية في سوريا، والتي لها فروع في جميع أنحاء البلاد.
الخطة «ب»
وتعكف واشنطن على خطة «ب» لحل سياسي بين إسرائيل ولبنان، بعد فشل جهودها للتوصل إلى حل في غزة.
وكانت واشنطن أرجأت الحل السياسي لوقف النار بين إسرائيل ولبنان إلى ما بعد وقف إطلاق النار في غزة، لكن في غياب أي تقدم للحل في غزة فإن واشنطن عادت لمحاولة دفع خطة بين إسرائيل ولبنان.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الإثنين: «بدأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن العمل على خطة ب، للتوصل إلى حل دبلوماسي بشأن الحدود الإسرائيلية واللبنانية»، مضيفة: «يرجع ذلك إلى حقيقة أنه لا يوجد حاليا أي اتفاق في الأفق لإطلاق سراح المختطفين من غزة».
ومع ذلك، فقد أشارت إلى أنه قال مسؤولون إسرائيليون لمسؤولين أمريكيين كبار: «لا يمكننا الانتظار لفترة أطول قبل أن نحتاج إلى عمل عسكري (في لبنان)، لا نعرف كم من الوقت يمكننا انتظار حل دبلوماسي».
ولفتت إلى أنه «في وقت سابق اليوم، أعلن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعقد جلسة خاصة هذا المساء مخصصة للتفاوض على صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، في ظل المحادثات المتوقفة بين الجانبين».
وقالت: «أجرى مسؤولون كبار في البيت الأبيض عدة محادثات في الأيام الأخيرة مع مسؤولين كبار في قطر ودول أخرى من أجل ممارسة ضغوط إضافية على حماس».
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز