الإمارات ومكافحة المخدرات.. إنجازات نوعية واستراتيجية شاملة
جهود رائدة تبذلها دولة الإمارات لمكافحة المخدرات على الصعيدين المحلي والدولي، توجت بإنجازات نوعية وإشادات دولية.
تأتي تلك الجهود ضمن استراتيجية شاملة على مختلف الأصعدة الأمنية والتوعوية والصحية والتشريعية.
ضمن أحدث تلك الجهود، شاركت الإمارات في حفل توقيع برنامج إطار العمل الإقليمي للدول العربية (2023-2028)، وإطلاق الخطة العربية للوقاية والحد من أخطار المخدرات على المجتمع العربي، الذي عقد الأحد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
تأتي تلك المشاركة بعد 3 أيام من تحقيق "المركز الوطني للتأهيل" في أبوظبي إنجازاً علمياً للمرة الثانية على التوالي، وهو الأول من نوعه وغير مسبوق على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة الخليج، وذلك بحصوله على شهادة معتمدة من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا كمركز مشارك ومتعاون.
كما تأتي بعد أيام من تنظيم مؤتمر دبي الدولي لبحث قضايا المخدرات ضمن القمة الشرطية العالمية التي عقدت في الفترة من 7 إلى 9 مارس/آذار الجاري.
أيضا تأتي المشاركة بعد أقل من شهر من إلقاء شرطة أبوظبي القبض على شخص حاول تهريب 4.5 مليون قرص من مخدر "الكبتاغون" داخل مُعلبات مواد غذائية محفوظة، قبل شروعه في تهريبها لإحدى الدول الشقيقة، ضمن عمليات أمنية عدة لمكافحة الجريمة.
استبقتها عملية نوعية عابرة للحدود والقارات في يناير/كانون الثاني الماضي، بنجاح السلطات الكندية في ضبط أكبر كمية من مخدر الأفيون في تاريخها المُعاصر، بفضل المعلومات التي حصلت عليها من القيادة العامة لشرطة دبي، ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، حيث بلغت تلك الكمية الضخمة 2 طن و500 كيلوغرام من الأفيون بقيمة مادية تجاوزت الـ50 مليون دولار كندي، كانت مخبأه في 19 حاوية شحن بحرية.
نماذج من جهود رائدة تبذلها دولة الإمارات في مجال مكافحة المخدرات على الصعيدين المحلي والدولي، عبر تبني استراتيجيات عمل شاملة للتصدي لهذه الآفة ومعالجة آثارها الهدامة من مختلف الأبعاد الأمنية والاجتماعية والصحية، إلى جانب إطلاق العديد من البرامج الوطنية للوقاية من المخدرات والتحديث المستمر للقوانين والتشريعات الخاصة بمكافحة هذه الآفة.
خطة عربية بمشاركة إماراتية
ضمن أحدث تلك الجهود، شاركت دولة الإمارات في حفل توقيع برنامج إطار العمل الإقليمي للدول العربية (2023-2028)، وإطلاق الخطة العربية للوقاية والحد من أخطار المخدرات على المجتمع العربي، الذي عقد الأحد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث مثل الإمارات مريم خليفة الكعبي سفيرة الدولة لدى جمهورية مصر العربية مندوبة الدولة الدائم لدى الجامعة العربية.
حضر الحفل أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة، ومريم بنت علي المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة بدولة قطر رئيسة الدورة 42 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وغادة والي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وأعرب أبوالغيط -في كلمة خلال حفل التوقيع- عن سعادته بتحقيق إنجازين كبيرين، بالشراكة والتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أولهما التوقيع على برنامج إطار العمل الإقليمي للدول العربية (2023-2028) في مرحلته الثالثة، والثاني هو إطلاق الخطة العربية للوقاية والحد من أخطار المخدرات على المجتمع العربي، المُعدَّة تحت عنوان "نحو تعامل ناجع مع القضية من منظور اجتماعي"، والتي جاءت تنفيذاً لقرار مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب المنعقد في دورته الـ42.
جهود أمنية بارزة.. عمليات نوعية
تأتي مشاركة الإمارات فيما تتواصل جهودها الأمنية البارزة لمكافحة المخدرات على الصعيدين المحلي والدولي.
ضمن أحدث تلك الإنجازات، ألقت شرطة أبوظبي في فبراير/شباط الماضي القبض على شخص حاول تهريب 4.5 مليون قرص من مخدر "الكبتاغون" داخل مُعلبات مواد غذائية محفوظة، قبل شروعه في تهريبها لإحدى الدول الشقيقة.
وفي الشهر نفسه، أحبطت القيادة العامة لشرطة دبي ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، مخططاً لـ3 عصابات للترويج والاتجار بـ111 كيلوغراماً من المخدرات داخل الإمارات، بقيمة سوقية تقدر بنحو 32 مليون درهم، وألقت القبض على 28 متهماً من جنسيات مختلفة، بعد متابعة ومراقبة دقيقة من قبل رجال مكافحة المخدرات.
وتنوعت المخدرات المضبوطة بين 99 كيلوغراماً من مخدر الكبتاغون بعدد 621 ألفاً و634 قرصاً، و12 كيلوغراماً من مخدر الكريستال والهروين والحشيش.
وفي 9 يناير/كانون الثاني الماضي، تمكن رجال إدارة مكافحة المخدرات بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، وبالتعاون مع قيادة حرس السواحل بالإمارة، من ضبط عدد من مهربي المخدرات، بتهمة الإتجار بالمواد المخدرة، ومحاولة تهريب 103 كيلو غرامات من مخدّر الحشيش إلى الدولة، على متن قارب صيد، في أحد سواحل إمارة رأس الخيمة.
وفي الشهر نفسه، تمكنت فرق العمل في المختبر الجنائي بالقيادة العامة لشرطة الشارقة من رصد نوعين جديدين من مخدرات القنبيات المصنعة الحديثة تم إخفاؤها في عبوات مواد تجميلية وذلك في إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة إنجازات المختبر.
جاء هذا الإنجاز نتاج الجهود التي قام بها فريق العمل من التحاليل والتجارب والممارسات البحثية باستخدام أحدث الطرق العلمية والفنية والاستعانة بقاعدة البيانات المحدثة لمواكبة التطور السريع فيما يحدث في عالم صناعة وترويج المواد المخدرة بما يحقق أهداف القيادة المنسجمة مع الهدف الاستراتيجي لوزارة الداخلية الرامي إلى تعزيز الأمن والأمان.
عمليات نوعية عابرة للحدود
على صعيد جهودها الرائدة في مكافحة المخدرات على الصعيد الدولي، تمكنت السلطات الكندية من ضبط أكبر كمية من مخدر الأفيون في تاريخها المُعاصر، بفضل المعلومات التي حصلت عليها من القيادة العامة لشرطة دبي ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات.
وكشفت السلطات الكندية خلال مؤتمر صحفي في يناير/ كانون الثاني الماضي أن الكمية الضخمة بلغت 2 طن و500 كيلو غرام من الأفيون بقيمة مادية تجاوزت الـ50 مليون دولار كندي، كانت مخبأه في 19 حاوية شحن بحرية.
وتوجهت السلطات الكندية بالشكر إلى القيادة العامة لشرطة دبي على دعمهم الحاسم، وتعاونهم الدائم معها في مواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
أيضا من العمليات الأمنية البارزة في هذا الصدد عملية "ضوء الصحراء"، والتي أسفرت عن الإطاحة بأكبر تنظيم إجرامي متخصص في تهريب المخدرات حيث تم ضبط أكثر من 30 طنا من المخدرات و49 مشتبها منهم 6 زعماء يديرون شبكات وعمليات تهريب المخدرات وترويجها في قارة أوروبا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثمن الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات، الجهود الدولية المشتركة بين وزارة الداخلية ممثلة في القيادة العامة لشرطة دبي، ووكالة الشرطة الأوروبية "اليوروبول" ودول إسبانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، التي ساهمت في إنجاح عملية "ضوء الصحراء".
وأكد أن عملية "ضوء الصحراء" تأتي في إطار جهود التعاون الدولي المشتركة للمساهمة في مكافحة جرائم غسل الأموال والاتجار بالمخدرات العابرة للحدود الوطنية، مشدداً على حرص دولة الإمارات على تطوير العلاقات العميقة مع مختلف الأجهزة الشرطية على مستوى العالم من أجل التصدي للجريمة المنظمة في كل مكان، وجعل العالم مكاناً ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان.
أيضا في عملية نوعية أخرى في سبتمبر/أيلول الماضي، تمكنت السلطات الأسترالية من ضبط نحو طنين من مادة "الميثامفيتامين" المخدرة داخل حاويات شحن في ميناء سيدني وذلك بالتعاون مع جمارك دبي، وهي أكبر عملية ضبط مخدرات في أستراليا منذ عام 2019.
وفي الشهر نفسه، أحبطت إدارة مكافحة المخدرات بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، بالتنسيق والتعاون مع نظيرتيها في أبوظبي وأم القيوين مخططاً دولياً لتهريب 216 كيلوغراماً من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية عبر أحد المنافذ البحرية في الدولة بغرض الترويج والاتجار بها في عملية نوعية أُطلق عليها "الصيد الثمين".
تلك الجهود الأمنية عززتها الإمارات بإنشاء مجلس مكافحة المخدرات عام 2016، ليقوم بدور بارز في الحد من ترويج المخدرات وخفض الطلب عليها وضبط التجار والمروجين.
التأهيل والوقاية
وجنبا إلى جنب مع جهودها الأمنية، تؤمن الإمارات بأن العلاج وإعادة التأهيل يعتبران من المرتكزات الأساسية والمهمة في مكافحة المخدرات، وحماية المجتمع من منعكسات هذه الآفة الخطيرة، وهذا ما تجسده السياسة العقابية الجديدة التي تبناها المشرع الإماراتي، الذي أخذ بالاعتبار أن بعض المتعاطين مرضى وضحايا لتجار المخدرات، والاتجاه نحو إعطاء المتعاطي فرصة للتغيير نحو الأفضل، والبدء من جديد في المشاركة الإيجابية بالحياة، بالشكل الذي ينعكس على أسرهم ومجتمعهم.
وضمن جهودها في هذا الصدد بحثت النيابة العامة مع المركز الوطني للتأهيل في سبتمبر/أيلول الماضي سبل تنمية آفاق التعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين بما يسهم في تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة المخدرات، وترسيخ أهمية مفهوم التأهيل والوقاية من المخدرات وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الإدمان سعياً لتحقيق التكامل في مواجهة هذه الآفة.
وفي 23 مارس/آذار الجاري، حقق "المركز الوطني للتأهيل" في أبوظبي إنجازاً علمياً للمرة الثانية على التوالي وهو الأول من نوعه وغير مسبوق على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة الخليج وذلك بحصوله على شهادة معتمدة من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا كمركز مشارك ومتعاون.
خطوة مهمة تعزز المكانة الإقليمية والعالمية للمركز في تقديم خدمات الوقاية والعلاج والتأهيل من الإدمان.
كانت منظمة الصحة العالمية قد عينت في عام 2017 "المركز الوطني للتأهيل" مركزا متعاونا في مجالي الوقاية وعلاج الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المؤثرات العقلية ليكون بذلك أول مركز لعلاج الإدمان في دولة الإمارات وفي منطقة الشرق الأوسط يحصل على هذه الصفة.
وعززت تلك الخطوات من رصيد "المركز الوطني للتأهيل" كمركز رائد ومتميز في مجال الوقاية والعلاج والتأهيل من مرض الإدمان على المستويين الإقليمي والعالمي.
وتعزيزا لجهود الإمارات في هذا الصدد، ركز مؤتمر دبي الدولي لبحث قضايا المخدرات الذي عقد في ختام القمة الشرطية العالمية 9 مارس/آذار الجاري هذا العام، على موضوع التعاطي والإدمان والعلاج بحكم أن رحلة التعافي تلعب الدور الأكبر في عودة المتعاطي لحياته الطبيعية ومباشرة دوره في المجتمع.