كعهده دائماً، أصابت القرارات التي اتخذها قبل أيام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات - حفظه الله - مكانها الصحيح.
وأعني هنا تلك التعيينات والتكليفات التي أولاها، الأسبوع الماضي، لكل من: الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان في ولاية عهد أبوظبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائباً لرئيس دولة الإمارات إلى جانب أخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، نائبين لحاكم أبوظبي.
وأقل ما يمكن به وصف تلك الاختيارات أنها قرارات في محلها، وتفويضات للقادرين على تحقيق رؤية القيادة الإماراتية. فكما هي دفعة قوية لوتيرة التقدم الإماراتية بتوزيعات لمناصب عن جدارة واستحقاق، فهي أيضاً نقلة جديدة في مواجهة استحقاقات المستقبل في أي تكليفات وواجبات قادمة، وهذا ناتج من الإنجازات التي حققتها تلك القيادات خلال الفترات الماضية في ملفات حساسة ومهمة.
وحيث قامت المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام المختلفة بنشر السيرة الذاتية وتاريخ العمل العام لكل الشيوخ الذي تم تكليفهم بمناصب جديدة، والتي أكدت في تفاصيلها ما تحمله هذه القيادات من عمق في التأهيل الأكاديمي الذي حصل كل منهم عليه. ثم حجم التجارب العملية والخبرة الميدانية التي جرى اكتسابها في الحياة العملية في مناصب ومجالات متنوعة ومتكاملة ويُثري بعضها البعض. وبالتالي جاء اختيار كل منهم في مجاله وداخل دائرة تميزه، ما يؤكد أن الطموحات الإماراتية ستجد نقلة نوعية وقيمة مضافة.
السياسة الإماراتية معروفة بصفتين غاية في التميز؛ الصفة الأولى: اتخاذ الكفاءة والقدرة أساساً ومعياراً في تولية المناصب والوظائف على كل المستويات. أما الصفة الثانية: فهي النظرة الاستباقية بعيدة المدى؛ إذ ترمي الدولة برؤيتها نحو المستقبل بمتطلباته وفرصه وتحدياته. فتستعد له مبكراً وتمتلك زمام المبادرة تجاهه.
ولهذا نجد دائماً القيادات المسؤولة في الإمارات، على أي مستوى، تحظى بتأييد ومساندة جميع شرائح المجتمع الإماراتي سواءً في المستويات القيادية العليا أو في النطاق العام من جانب المواطنين الذي يثقون دائماً وأبداً ثقة كاملة ومفتوحة في قرارات واختيارات القائد الذي يقود المسيرة، وهذا ما تم ملاحظته خلال هذه القرارات الأخيرة.
ولمن يعرف طبيعة العلاقة بين القيادة الإماراتية فإنه سيجد فيما حدث من حالة الفرحة والسعادة أنه كان طبيعياً ذلك القدر الهائل والدافئ من الترحاب والحفاوة والدعم الذي حظيت به اختيارات رئيس الدولة، من جانب إخوانه الشيوخ حكام الإمارات الذين عبرت كلماتهم عن صدق المشاعر الأخوية نحو إخوتهم الشيوخ: خالد ومنصور وهزاع وطحنون. وبالإضافة إلى هذا الجانب الإنساني الأخوي، استند إجماع حكام الإمارات إلى الثقة الكاملة في حسن الاختيار وصواب رؤية رئيس الدولة في تخصيص المهام والأدوار المناسبة إلى الأحق والأجدر بكل منها.
لقد أثبتت تجربة نصف قرن من النجاح والازدهار والتميز لدولة الإمارات، ليس فقط الرشادة والتوازن والموضوعية في السياسات والتوجهات الداخلية والخارجية، لكن أيضاً مدى الحكمة وحسن التقدير في توزيع الاختصاصات وتفويض الصلاحيات، فضلاً عن التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى وتفعيل مبادئ الإدارة الحديثة، خصوصاً ما بات يعرف مؤخراً باسم "الحوكمة". أي أن دولة الإمارات تباشر وتطبق الحوكمة في مختلف المجالات وعلى كل المستويات الإدارية والعامة، حتى من قبل أن تتبلور مفاهيم الحوكمة بصورتها الحالية.
واستمراراً لاستباق دولة الإمارات للمستقبل، فإن الشيوخ المختارين بصدد الانتقال بأدوارهم وإنجازاتهم من مساهمين أساسيين في مسيرة التطوير والتحديث في الإمارات، إلى قيادات لها قرار ورؤية نحو المستقبل بآفاقه وفرصه الواعدة. في ظل "العهد الواعد" للقائد الحكيم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة