التنمية المستدامة ليست عملاً سهلاً بل هي معركة، أداتها الأساسية الإنسان وهدفها الإنسان، والبناء فيها أصعب.
صحيح أنه طريق حيوي لربط مناطق الدولة وفق معايير ومواصفات فنية ذات جودة عالية، وهي المعايير التي تعتمدها شبكة الطرق في دولة الإمارات وجعلتها تتصدر العالم في الجودة وفق المؤشرات الدولية، إلا أنه يختلف عن غيره من الطرق.
الإمارات تمضي قدماً نحو التنمية المستدامة التي توفر الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لمواطنيها والمقيمين فيها، والشارقة تضيف بهذه المشاريع الحيوية لبنات في مسيرة الاتحاد نحو آفاق جديدة تحمل الفرح والسعادة للجميع، وتعزز تنافسيتها إقليمياً وعالمياً.
إنه طريق الشارقة - خورفكان الذي دشنه أمس رسمياً صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فاختلافه عن غيره من الطرق يأتي لصعوبة شقه نتيجة التضاريس التي يمر بها، ولقسوة الصخور والجبال التي يخترقها.
نتحدث هنا عن 32 كيلومتراً من الأراضي الوعرة والخطرة، التي دفعت القائمين على المشروع بإشراف مباشر ومتابعة دورية من حاكم الشارقة لحفر أنفاق بطول 6.5 كيلومتر مخترقة الجبال للوصول إلى مدينة خورفكان.
89 كيلومتراً هو طول الطريق الجديد الذي يختصر المسافة على مستخدمي الطرق بين مدينة الشارقة وخورفكان بواقع 45 دقيقة، من ساعتين سابقاً، واستغرق تنفيذه قرابة العشر سنوات، في عمل حمل الكثير من الصعوبات التقنية واللوجستية لكن الإرادة والتصميم كانا ثابتين.
التنمية المستدامة ليست عملاً سهلاً بل هي معركة، أداتها الأساسية الإنسان وهدفها الإنسان، والبناء فيها أصعب.
عندما قرر سلطان المضي قدماً في هذا المشروع الاستراتيجي الذي يعزز الترابط الأسري والاجتماعي ويوصل المدن ببعضها بسلاسة، وينمي السياحة والتجارة والعمران، إنما كان مدركاً أنه مشروع صعب ومكلف ويحتاج إلى زمن طويل، لكن سموه مؤمن بأنه طريق المستقبل الذي ينظر إليه بكل تفاؤل خدمة للمواطن والوطن.
هذا الطريق الحيوي كانت له قصة تحدٍ مع صاحب السمو حاكم الشارقة رواها بنفسه في أبريل 2018 عندما دشن المرحلة الأخيرة للطريق، إذ قال سموه يومها: «كان المهندسون مترددين في تنفيذ الطريق، ويقولون إن المشروع مستحيل، كل شيء ممكن إلا هذا الجبل، فقلت لهم: هذا الجبل أعرفه جيداً، يتحداني من الأرض ويتحداني من السماء، فخلال زياراتي السابقة، كنت آتي بطائرة مروحية تابعة لوزارة الداخلية، حتى إذا وصلنا إلى هذا الجبل، كان يمنعني من العبور، وتأتي رياح قوية تدفع الطائرة إلى الأعلى، هذا الجبل بيني وبينه تحدٍّ».
قصة تحدٍ انتهت أمس بعد أكثر من عقد من الزمن، واحتفلت خورفكان عروس الساحل الشرقي بهذا الإنجاز التاريخي يوم أطلق عليه سموه «عيد خورفكان»، فباتت خورفكان وجاراتها أقرب إلى مدن الإمارات كافة، وأصبحت الآن بهذا المشروع أكثر تلاحماً، وستبني مستقبلاً أكثر إشراقاً مع سلسلة المشاريع الحيوية التي دشنها حاكم الشارقة في احتفالات جماهيرية.
الإمارات تمضي قدماً نحو التنمية المستدامة التي توفر الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لمواطنيها والمقيمين فيها. والشارقة تضيف بهذه المشاريع الحيوية لبنات في مسيرة الاتحاد نحو آفاق جديدة تحمل الفرح والسعادة للجميع، وتعزز تنافسيتها إقليمياً وعالمياً.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة