الإمارات وألمانيا.. التزام مشترك وتعاون وثيق بمكافحة الإرهاب
وفق الخارجية الألمانية فإن البلدين يؤكدان دائما على التزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط.
يعد ملف مكافحة الإرهاب محورا أساسيا في العلاقات بين الإمارات وألمانيا، وينسق الطرفان على أعلى مستوى لمواجهة هذه الظاهرة التي تمثل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
ووفق الخارجية الألمانية، فإن البلدين يؤكدان دائما على التزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط، وعلى المستوى الدولي، لما تمثله الظاهرة من تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وذكرت الوزارة في تقرير عن التنسيق بين البلدين نشرته على موقعها الإلكتروني أن "الإمارات وألمانيا تتفقان على توحيد الجهود بشأن قضايا مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات والخبرات في هذا الإطار".
كما يتفق البلدان على أهمية تفعيل القرارات الأممية وخاصة القرار 2462 والذي كان برعاية الإمارات وألمانيا وتمت الموافقة عليه بالإجماع.
ويطالب الدول الأعضاء باتخاذ المزيد من الخطوات لمنع ومكافحة تمويل الإرهاب ومحاسبة الدول الراعية له.
ويطالب القرار الذي صدر في مارس/آذار 2019 الدول الأعضاء بمكافحة وتجريم تمويل الإرهاب وأنشطته.
ووفق وزارة الخارجية الألمانية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد لاعبا إقليميا رئيسيا وتملك علاقات قوية جدا في العالمين العربي والإسلامي، وكذلك مع الدول الغربية، ما يضعها في قلب جهود مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي.
وتعد مكافحة التطرف والإرهاب هدفا مشتركا للإمارات وألمانيا، حسب الخارجية الألمانية، التي لفتت إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الخليجية وفي مقدمتها الإمارات، ضد قطر في يونيو/حزيران 2017، تأتي كجزء من السياسة الإماراتية الرامية لمكافحة التطرف والإرهاب.
ومنذ سبتمبر/أيلول 2014، تلعب الإمارات دورا بارزا جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة وألمانيا وغيرها من الدول الغربية والعربية، في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش". وجنبا إلى جنب مع ألمانيا، تترأس الإمارات مجموعة العمل الدولية من أجل الاستقرار الذي تعد جزءا أساسيا من التحالف.
وكان ملف مكافحة الإرهاب محورا أساسيا في مباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين في مايو/أيار 2016.
وأكد الجانبان حينها على مواصلة جهود البلدين وتعاونهما في مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف والعمل على إحياء السلام وقيم التعايش والتفاهم والتسامح في الشرق الأوسط.
وفي مارس/آذار 2019، نشرت صحف ألمانية عدة رؤية الإمارات لمكافحة الإرهاب، ممثلة في كلمة محمد صالح الشامسي، سكرتير ثان في البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمام الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان.
وركزت الصحف على قول الشامسي إن "الإمارات تضطلع بدور فاعل في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وتدرك أهمية تعزيز التنسيق والتعاون الفاعل على المستوى الدولي لمكافحة الخطاب الإرهابي وتعزيز تبادل المعلومات والمشاركة بأفضل الممارسات المعمول بها بين الدول لتحسين جهود مكافحته".
وحسب مؤسسة "كونراد اديناور" الألمانية (غير حكومية)، فإن التعاون الألماني الإماراتي في مكافحة الإرهاب ليس وليد السنوات الماضية، أو وليد التحالف ضد "داعش" الإرهابي، وإنما يعود بجذوره للعقد الأول من الألفية الحالية.
وكتبت المؤسسة على موقعها الإلكتروني أن "الملفات الأمنية، وفي قلبها مكافحة خطر الإرهاب الدولي، محل اهتمام وتنسيق مشترك بين الإمارات وألمانيا منذ السنوات الأولى في الألفية الحالية".
واستعانت بتصريحات إيكارت فون كلادين، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي (يمين وسط) الذي تنحدر منه المستشارة أنجيلا ميركل في 2009، التي قال فيها "مواقف وسياسة دولة الإمارات أثبتت أن مكافحة الإرهاب ليست صراعا بين المسلمين والغرب، وإنما مهمة جماعية لكل الدول".
وفي الداخل الألماني، كانت تحذيرات السفير الإماراتي في برلين، على عبد الله الأحمد، من الأئمة المتطرفين في البلد الأووربي، مايو/أيار 2017، محل اهتمام وسائل الإعلام الألمانية، وأعيد نشرها أكثر من مرة، كواحدة من أوائل التحذيرات التي تلقتها برلين من التطرف في مساجدها.
وحينها قال السفير الإماراتي "من المهم منح مزيد من الانتباه إلى الرسائل التي يروج لها الأئمة في المساجد"، محذرا من "خطر الأئمة المتطرفين في الأراضي الألمانية"، حسب ما نقلته صحيفة دي فيلت الخاصة.
ومنذ ذلك التحذير، كثفت ألمانيا جهودها الرامية لمراقبة ورصد الرسائل المتطرفة داخل مساجدها، ووضعت مئات المساجد التابعة للإخوان الإرهابية والسلفيين المتطرفين والجماعات الموالية للنظام التركي، تحت رقابة هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، وفق "دي فيلت".
aXA6IDEzLjU5LjczLjI0OCA= جزيرة ام اند امز