لطاقة نظيفة.. شراكة بين الإمارات وألمانيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر
بحثت حكومتا الإمارات وألمانيا الاتحادية، استكمال "إعلان النوايا" للتعاون المشترك الذي وقعه البلدان في بداية عام 2017.
وتم الاتفاق على إطلاق برنامج موسع يشمل تشكيل فريق عمل بين الجانبين في مجال الهيدروجين والوقود الصناعي، وذلك بهدف تعزيز الطموحات الرامية إلى توسيع آفاق إنتاج الطاقة النظيفة، ودعم اتفاقية باريس للتغير المناخي.
وأشاد سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، خلال لقاء تشاوري عُقد في دبي، بالعلاقات الثنائية بين الإمارات وألمانيا منذ عام 1972، والتي تعززت بتوقيع اتفاقية تأسيس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين عام 2004، و"إعلان النوايا" للتعاون المشترك في مجالات الطاقة الذي وقعه البلدان الصديقان في بداية العام 2017.
وأكد أن تلك العلاقات شهدت تقدما كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل دعم القيادة الحكيمة للبلدين والثقة المتبادلة والاحترام والمصالح المشتركة.
ولفت إلى أهمية تشكيل فريق عمل الهيدروجين والوقود الصناعي، لما يمثله من خريطة طريق للعمل المشترك خلال المرحلة المقبلة برؤية واضحة ووفق برنامج متكامل للشراكة ولا سيما في قطاع الطاقة النظيفة والهيدروجين والوقود الصناعي، باعتبارها داعماً رئيسياً للاقتصادات الوطنية ومحركاً للتنمية المستدامة في البلدين.
وقال "إن مثل هذه الشراكات تساهم في بلورة التحول نحو الطاقة النظيفة المتجددة، وتدعم توجه البلدين في صياغة المشاريع والمبادرات الداعمة لتحقيق اتفاق باريس للتغير المناخي الذي تعتبر دولة الإمارات من أوائل الدول التي صادقت عليه.
كما تساهم في فتح آفاق رحبة للنمو والتطور ضمن جهود البلدين في تنويع مزيج الطاقة والاعتماد على النظيفة منها، وبناء المزيد من الشراكات وتعزيز التعاون للاستفادة من الفرص المرتبطة بالريادة العالمية للإمارات وألمانيا في مختلف المجالات، لا سيما المرتبطة بالابتكار والتكنولوجيا والاستدامة ذات الارتباط بقطاع الطاقة".
وأوضح أن ألمانيا تعد من الشركاء الاستراتيجيين في مجال الطاقة، وأن العلاقات بين البلدين واعدة وتتميز بإمكانات وفرص تنموية مستقبلية قادرة على تحقيق طموح الجانبين في الريادة العالمية بشتى المجالات، حيث تم الاتفاق أيضاً على إطلاق المبادرات والمشاريع الداعمة لمستهدفات مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وضرورة تعزيز التعاون عبر بحث فرص تبادل الخبرات في ذلك المجال، وتطوير صناعة الطاقة المستدامة والخضراء.
وذكر أنه استعرض أبرز المستجدات والإنجازات التي شهدتها دولة الإمارات في مجال الطاقة والمحافظة على البيئة والاستدامة، والمبادرات والمشاريع الرائدة ذات العلاقة التي أطلقتها ضمن جهودها للخمسين عاماً المقبلة، مؤكدا أن مساهمات الإمارات العالمية في مجال الطاقة النظيفة تتجاوز النطاق الجغرافي للدولة، حيث استثمرت أكثر من 17 مليار دولار أمريكي في 6 قارات، من ضمنها مشاريع في 27 دولة جزرية مهددة مناخيا.
وأضاف أن التعاون الثنائي الوثيق بين البلدين سوف يتعزز في مجال الهيدروجين الأخضر والوقود الصناعي، لما تمتلكه الإمارات من طاقة شمسية بأسعار تنافسية قادرة على أن تصبح مصدراً مهماً للهيدروجين الأخضر، وما تتمتع به ألمانيا من إمكانيات عالية لواردات الطاقة المتجددة والمحايدة لثاني أكسيد الكربون، فضلاً عما تمتلكه الشركات الألمانية من تقنيات مبتكرة ستدعم مساعي الإمارات نحو التنويع الاقتصادي.
بدوره قال أندرياس فيشت وزير الدولة للاقتصاد والطاقة الألماني: "الهدف من هذه اللقاءات تكثيف التعاون بين البلدين الصديقين في مجال الهيدروجين الأخضر للوصول إلى الهدف المناخي 2030، وأن الحكومة الألمانية حددت حاجة البلاد السنوية من الهيدروجين بواقع 110 تيراوات/ ساعة بحلول عام 2030، وهي كميات غير متوفرة محلياً، لذلك يتعين علينا استيراد معظمها، وبالنظر إلى الظروف المتميزة للطاقة المتجددة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإنها في وضع جيد لتصبح مصدرا رئيسيا للهيدروجين الأخضر، ومساعدتنا في هذا المجال".
وأضاف: "تعد العلاقات الألمانية الإماراتية مثالاً يحتذى به عالمياً في كافة المجالات، ونحرص على تنميتها وتطويرها على كافة الصعد، وشراكتنا مع الإمارات في مجال الهيدروجين والوقود الصناعي تقربنا أكثر من أهدافنا الطموحة لإزالة الكربون، ولدينا العديد من مجالات التعاون مع الإمارات وخاصة في قطاع الطاقة المتجددة".
من جانبه قال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، إن إطلاق الشراكة الإماراتية الألمانية في قطاع الطاقة بشأن وقود الهيدروجين والوقود الصناعي خطوة مهمة تدعم مبادرة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأوضح أن الهيئة نفذت مشروعاً للهيدروجين الأخضر بالتعاون مع إكسبو 2020 دبي وسيمنس للطاقة، في مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ويعد المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA== جزيرة ام اند امز