الإمارات تغيث متضرري فيضانات باكستان.. مساعدات وجهود لا تتوقف
خلّفت الفيضانات والسيول التي ضربت باكستان مؤخراً مئات القتلى وعشرات آلاف النازحين إضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية بعد أن غمرت المياه ثلث مساحة البلاد.
ودمّرت السيول أكثر من 3450 كيلومتراً من الطرق الحيوية، وتعرضت قرى بأكملها للعزل.
وأمام هذه الكارثة، هبّت دولة الإمارات كعادتها لإغاثة المتضررين انسجاماً مع حرصها على مد يد العون الإنساني والإغاثي للمحتاجين والمتضررين من الكوارث الطبيعية والأزمات في مختلف أنحاء العالم.
محمد بن زايد يوجّه بإغاثة عاجلة
فور وقوع الكارثة، وجَّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى باكستان، تتضمن جميع الخدمات الإغاثية الإنسانية إلى النازحين من المناطق التي شهدت السيول والفيضانات، لتعزيز قدرتهم على التغلب على التحديات التي يواجهونها.
وتشمل المساعدات الإغاثية الإماراتية نحو 3 آلاف طن من الإمدادات الغذائية، فضلاً عن أطنان من المستلزمات الطبية والدوائية وخيم لإيواء المتضررين.
كما تقدم الفرق الإغاثية الإماراتية أيضاً جميع أنواع الدعم الإنساني إلى الكوادر والمؤسسات الباكستانية المعنية بجهود تأمين سلامة المتضررين واحتياجاتهم الغذائية والطبية واللوجستية.
جسر جوي
وبعد يومين، بدأت وزارة الدفاع الإماراتية، تسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية المقدمة من دولة الإمارات إلى باكستان.
وتشمل المساعدات الإغاثية، مواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية والطرود الغذائية والدوائية للمتضررين من السيول والفيضانات، بهدف المساهمة في دعم الجهود لإغاثة السكان المتضررين وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم.
وقال حينها حمد عبيد إبراهيم سالم الزعابي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية باكستان الإسلامية، إنه تم تسيير أول طائرة مساعدات إماراتية إغاثية صباح الإثنين إلى باكستان، وحملت على متنها المساعدات الغذائية والإيوائية المتنوعة، على أن يعقبها عدد من طائرات المساعدات الأخرى على مدار الأيام المقبلة لتقديم الدعم للتخفيف من حدة التداعيات التي خلفتها الفيضانات والسيول التي شهدتها باكستان مؤخرا.
وأضاف أن تقديم تلك المساعدات يؤكد قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، وأن دولة الامارات ساهمت على مدار السنوات الماضية في التخفيف من حدة العديد من الأزمات الإنسانية التي شهدتها باكستان خاصة ذات الصلة بالكوارث الطبيعية.
وأكد أن الدعم الإماراتي الإنساني يمتد لتقديم يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم انطلاقاً من الدور الإنساني العالمي لدولة الإمارات الذي أرسى مبادئه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
محمد بن راشد يوجّه بمساعدات عاجلة
واليوم الخميس، وجّه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتسيير مساعدات عاجلة لباكستان بقيمة 50 مليون درهم.
وتوفر المساعدات الإغاثية، التي تتولى "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" تقديمها دعماً مباشراً للمتضررين من الفيضانات الجارفة التي تأثر بها الملايين في باكستان.
وستكون المساعدات، التي تقدمها "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، بصيغة دعم غذائي مباشر للأفراد والأسر الذين تأثروا بتداعيات الفيضانات الواسعة التي اجتاحت باكستان.
إشادة
وأمام هذه الجهود الكبيرة، أشاد امتياز فيروز جوندل، القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة باكستان لدى الإمارات، بالمواقف الإنسانية للإمارات وقيادتها تجاه بلاده.
وقال "امتياز" خلال لقائه، الأربعاء، بمقر هيئة الهلال الأحمر، حمود عبد الله الجنيبي الأمين العام المكلف للهلال الأحمر بحضور عدد من المسؤولين، إن دولة الإمارات من أوائل الدول التي تفاعلت مع كارثة السيول والفيضانات التي ضربت بلاده، ولبت نداء الواجب الإنساني فور وقوعها، وكانت فرقها الإغاثية الأسرع وصولا إلى المناطق المتأثرة رغم التحديات الميدانية واللوجستية التي فرضتها الكارثة على أرض الواقع.
وأعرب "امتياز" عن تقدير بلاده للجهود التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بقيادة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، للتخفيف من وطأة المعاناة عن كاهل المنكوبين وتحسين ظروفهم الإنسانية.
وأضاف أن الهيئة تؤكد كل يوم أنها على قدر التحدي وعظم المسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتقها، مؤكدا أنها تقف حاليا موقفا مشرفا تجاه الضحايا والمتأثرين من السيول والفيضانات، وتعاملت بكل جد ومسؤولية مع حجم الكارثة التي هزت وجدان الباكستانيين والشعوب الشقيقة والصديقة والتي يأتي الشعب الإماراتي في مقدمتها عبر ما تقوم به الهيئة من جهود إنسانية وإغاثية فاعلة ومؤثرة على أرض الواقع.