الإمارات تغيث السودان.. دعم متواصل لمتضرري السيول
مساعدات إماراتية إغاثية وإنسانية تتدفق على السودان، في موقف متجدد من مواقف العطاء ترسّخ بها الإمارات مكانتها كعاصمة للإنسانية.
مساعدات لتخفيف معاناة الأسر النازحة بسبب السيول والفيضانات، التي ضربت ولايات عدة في السودان، تدشن محطة إغاثية جديدة في تاريخ الإمارات، في إطار جهودها التي لا تتوقف ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الدولة وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
تجسّد تلك المساعدات حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة وتؤكد نهج العمل الإنساني الراسخ الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة للشعوب كافة التي تمر بظروف صعبة سواء كان بسبب كوارث طبيعية أو حروب وأزمات سياسية أو صحية.
تأتي تلك المساعدات تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان، وللمساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا.
كما تأتي ترجمة لدبلوماسية الإمارات الإنسانية التي وضع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خارطة طريق لتعزيزها عبر كلمات مؤثرة وجهها في 13 يوليو/تموز الماضي ضمن أول خطاب شامل يتناول فيه رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في خطابه: "على نهج زايد الخير.. سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.. والاستمرار في مد يد العون إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون".
كلمات رسم من خلالها خارطة طريق لتعزيز ريادة الإمارات في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، سيراً على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير.
ومع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاضرا دائما لتقديم يد العون والمساعدة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية.
وشهد السودان الفترة الماضية أمطارا غزيرة أدت إلى حدوث سيول وفيضانات شملت ولايات نهر النيل وشمال كردفان وسنار والجزيرة والنيل الأبيض وكسلا والقضارف.
رسائل إنسانية
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات قبل أيام بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان، وللمساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا.
تهدف المساعدات الإغاثية إلى دعم الجهود السودانية وقدرات المؤسسات المعنية في احتواء التداعيات الإنسانية الناجمة عن السيول والفيضانات التي تعرضت لها مناطق واسعة في السودان.
توجيهات جاءت محملة برسائل إنسانية راقية ومبادئ سامية، تعكس تضامن دولة الإمارات وشعبها إلى جانب الشعب السوداني الشقيق في هذه الظروف الراهنة. كما تؤكد هذه المساعدات عمق وقوة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين.
وتندرج، كذلك، في إطار سياسة دولة الإمارات ورسالتها الإنسانية الحضارية، القائمة على مد يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معاناة تلك المجتمعات وتعزز تنميتها.
إغاثة عاجلة
وعلى الفور، أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حملة إغاثة عاجلة للولايات المتضررة من السيول والأمطار في السودان.
ووصل إلى الخرطوم وفد من الهيئة برئاسة محمد خميس الكعبي مدير إدارة الكوارث بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبدأ التحرك الفوري على أكثر من مسار لتنفيذ توجيهات القيادة، ودعم وإغاثة الأشقاء.
ولسرعة إعانة المتضررين، قام الوفد عقب وصوله بتوقيع عقود مع شركات سودانية لتوريد أكثر من 150 طنا من المواد الغذائية ومواد الإيواء "خيام وأغطية ومشمعات" بجانب مواد طبية وصحية لإصحاح البيئة.
وبدأت الهيئة توزيع المساعدات في أكثر المناطق تضرراً من السيول والأمطار، حيث تم توزيع مساعدات في (4) مواقع بمحلية الخرطوم شملت كميات من الخيام والمواد الغذائية.
كما زار من وفد الهلال الأحمر الإماراتي ولاية نهر النيل لتقديم المساعدات للمتضررين، قبل أن يتوجه لولاية الجزيرة في حراك متسارع لدعم وإغاثة الأشقاء في السودان.
وأوضح محمد خميس الكعبي رئيس وفد الهلال الأحمر الإماراتي أن قافلة ولاية الجزيرة تتضمن حوالي (600) سلة غذائية وعددا كبيرا من الخيام ومواد الإيواء.
وثمن إسماعيل عوض الله العاقب والي ولاية الجزيرة المكلف جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لاستجابتها الفورية وإرسال المساعدات الإنسانية للمتضررين من السيول والأمطار بالولاية.
وأعلن الوالي لدى استقباله قبل يومين قافلة الإغاثة المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي أن الولاية في حاجة فعلية لمواد الإيواء لمقابلة احتياجات الأعداد الكبيرة من المتأثرين بالسيول والأمطار، مشيرا إلى انهيار أكثر من (3) آلاف منزل انهياراً كليا .
سباق في الخير
وجنبا إلى جنب مع جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أطلقت هيئة الأعمال الخيرية العالمية الإماراتية حملة إغاثية مستمرة حتى الآن لمساعدة الشعب السوداني.
وأعلن الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي، رئيس مجلس أمناء هيئة الأعمال الخيرية العالمية الإماراتية، عن تقديم الهيئة مساعدات إنسانية للأسر النازحة في السودان بسبب السيول والفيضانات، بقيمة مليون درهم منذ بداية شهر أغسطس/ آب.
وأكد النعيمي أن الهيئة كانت من أوائل الجهات الخيرية التي وصلت إلى المناطق المتضررة والمنكوبة، وأطلقت حملة إغاثية مستمرة حتى الآن لمساعدة الشعب السوداني الشقيق في مواجهة هذه الكارثة، ونفذت العديد من البرامج الإنسانية والعمليات الإغاثية، كتوفير الخيم والبطانيات وتوزيع الطرود الغذائية وتأمين المستلزمات الطبية الأساسية.
وبين أن الهيئة مستمرة في تقديم الاحتياجات الراهنة للمتضررين والتي تخفف من تداعيات الكارثة.
وزار وفد الهيئة السودان في العاشر من أغسطس/ آب الجاري، برئاسة الدكتور خالد عبدالوهاب الخاجة، الأمين العام للهيئة، وذلك بالتنسيق مع مكاتبها في الخرطوم وكسلا؛ حيث تم إطلاق حملة إغاثية شاملة، لاقت دعماً كبيراً من المحسنين والمحسنات على أرض الإمارات.
عطاء إماراتي مستدام
نجاح دولة الإمارات في تعزيز ريادتها واستدامة عطائها الإنساني لم يأت من فراغ، فهناك 6 أسباب تجعل تجربة العمل الإنساني في الإمارات متميزة وفريدة، أولها وجود قاعدة أساسية لذلك العمل ممثلة في إرث ومبادئ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه.
السبب الثاني وجود قائد ملهم مثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، داعم بمبادراته وجهوده وتوجيهاته العمل الإنساني والخيري والتنموي في الإمارات والعالم.
السبب الثالث وجود حكومة داعمة للخير يقودها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي رسمت أطراً تشريعية وتنفيذية لترسيخ دور الإمارات كعاصمة إقليمية وعالمية للعمل الإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في مجتمعنا.
أما السبب الرابع فهو شعب الإمارات المعطاء المحب للخير والعطاء والذي يعد قيمة إنسانية مستدامة تتجاوز حدود الجغرافيا لتمد يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
السبب الخامس هو تميز العمل الإنساني في الإمارات بأنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به عشرات من الجهات الرسمية والأهلية.
والسبب الأخير هو وجود خارطة طريق لتعزيز ريادة الإمارات إنسانيا تظهر في توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان و"مبادئ الخمسين" التي تعد خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات، للخمسين سنة المقبلة.