تتواصل عملية تدفق المساعدات الإنسانية الإماراتية إلى السودان، لتخفيف معاناة الأسر النازحة بسبب السيول والفيضانات، التي ضربت ولايات عدة.
وتأتي هذه المساعدات تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قبل أيام، بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان.
وتهدف المساعدات الإغاثية الإماراتية إلى دعم الجهود السودانية وقدرات المؤسسات المعنية في احتواء التداعيات الإنسانية الناجمة عن السيول والفيضانات التي تعرضت لها مناطق واسعة في السودان الشقيق.
وفي هذا السياق، أعلن الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي، رئيس مجلس أمناء هيئة الأعمال الخيرية العالمية الإماراتية، عن تقديم الهيئة مساعدات إنسانية للأسر النازحة في السودان بسبب السيول والفيضانات، بقيمة مليون درهم منذ بداية شهر أغسطس/ آب.
وأكد النعيمي أن الهيئة كانت من أوائل الجهات الخيرية التي وصلت إلى المناطق المتضررة والمنكوبة، وأطلقت حملة إغاثية مستمرة حتى الآن لمساعدة الشعب السوداني الشقيق في مواجهة هذه الكارثة، ونفذت العديد من البرامج الإنسانية والعمليات الإغاثية، كتوفير الخيم والبطانيات وتوزيع الطرود الغذائية وتأمين المستلزمات الطبية الأساسية، لافتاً أن الهيئة مستمرة في تقديم الاحتياجات الراهنة للمتضررين والتي تخفف من تداعيات الكارثة.
وزار وفد الهيئة السودان في العاشر من أغسطس/ آب الجاري، برئاسة الدكتور خالد عبدالوهاب الخاجة، الأمين العام للهيئة، وذلك بالتنسيق مع مكاتبها في الخرطوم وكسلا؛ حيث تم إطلاق حملة إغاثية شاملة، لاقت دعماً كبيراً من المحسنين والمحسنات على أرض الإمارات.
بدورها أرسلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قافلة مساعدات إنسانية إلى السودان، تضمنت مواد إغاثية وغذائية وصحية إضافة إلى الخيام ومواد الإيواء.
واستهدفت القافلة عدداً من المناطق المتضررة منها 4 مواقع في ولاية الخرطوم وكذلك ولاية نهر النيل وولاية الجزيرة.
وفي محلية أم درمان بالخرطوم استهدفت المساعدات نحو 1000 شخص يعانون أوضاعاً معيشية صعبة جرّاء السيول. كما وقع وفد من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برئاسة محمد خميس الكعبي مدير إدارة الكوارث، عقودا مع شركات سودانية لتوريد أكثر من (150) طن من المواد الغذائية ومواد الإيواء.
وثمّن إسماعيل عوض الله العاقب، والي ولاية الجزيرة المكلف، جهود دولة الإمارات؛ لاستجابتها الفورية وإرسال المساعدات الإنسانية للمتضررين بالسيول والأمطار بالولاية.
وأعلن الوالي لدى استقباله، الثلاثاء، قافلة الإغاثة للمتضررين المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي أن الولاية في حاجة فعلية لمواد الإيواء لمقابلة احتياجات الأعداد الكبيرة من المتأثرين بالسيول والأمطار، مشيراً إلى انهيار أكثر من 3 آلاف منزل انهياراً كلياً.
وقال محمد خميس الكعبي، رئيس وفد الهلال الأحمر الإماراتي لولاية الجزيرة، إن القافلة تتضمن حوالي 600 سلة غذائية وعدداً كبيراً من الخيام ومواد الإيواء. وأضاف أن الهلال الأحمر الإماراتي رصد مبلغ 25 مليون درهم لتوفير المساعدات للمتضررين من السيول والأمطار في السودان.
وتكتسب المساعدات الإماراتية المتواصلة والمكثفة للسودان، أهمية إنسانية مضاعفة، خاصة أن الخرطوم من أكثر المجتمعات تأثراً بالتداعيات الصحية لجائحة كورونا، ثم جاءت الفيضانات لتزيد من معاناة بعض الولايات، وهو الأمر الذي قابلته الإمارات بنهج استباقي في مد يد العون لضمان قدرة الشعب السوداني على تجاوز هذه التحديات.
وتستهدف المساعدات المساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا، كما تعكس تضامن دولة الإمارات وشعبها إلى جانب الشعب السوداني الشقيق في هذه الظروف الراهنة.
وتؤكد هذه المساعدات عمق وقوة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، وتندرج، كذلك، في إطار سياسة دولة الإمارات ورسالتها الإنسانية الحضارية، القائمة على مد يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معاناة تلك المجتمعات وتعزز تنميتها.