الإمارات تستضيف وزراء زراعة الدول المنتجة للتمور بالعالم في مارس
يستهدف المؤتمر الذي ستنظمه جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي تكثيف الجهود الدولية المبذولة في مجال مكافحة آفات النخيل.
أعلنت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، الثلاثاء، عن استضافة دولة الإمارات مؤتمر وزراء الزراعة في الدول المنتجة والمصنعة للتمور بالعالم بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الجائزة، الثلاثاء، في ديوان وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية.
ويهدف المؤتمر إلى وضع استراتيجية إطارية لاستئصال سوسة النخيل الحمراء ودعم إنشاء صندوق ائتمان لتنفيذ الاستراتيجية "تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة".
ويستهدف المؤتمر الذي ستنظمه جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي تعزيز وتكثيف الجهود الدولية المبذولة في مجال مكافحة آفات النخيل وبالأخص آفة سوسة النخيل الحمراء عبر وضع واعتماد استراتيجية إطارية دولية وإنشاء صندوق تمويلي متخصص لضمان تنفيذ هذه الاستراتيجية بما يحقق استدامة زراعة نخيل التمر وكفاءة وجودة إنتاجه.
وسيشارك في المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي على مدار يومي 9 -10 مارس المقبل، وزراء الزراعة في الدول المنتجة والمصنعة للتمور بالعالم، إضافة إلى نخبة من مديري ورؤساء المنظمات الدولية المتخصصة في الزراعة وممثلين عن عدد من أهم مؤسسات القطاع الخاص العاملة بهذا المجال عالمياً.
وقال سيف الشرع، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة "إن دولة الإمارات منذ تأسيسها تضع تحقيق استدامة القطاع البيئي والزراعي في مقدمة أولوياتها وبالأخص زراعة النخيل التي تمثل قيمة تراثية أصيلة في المجتمع المحلي وعبر دعم واهتمام القيادة الرشيدة تستحوذ مساحة الأراضي المزروعة بنخيل التمر حالياً على ثلثي مساحة الأراضي الزراعية في الدولة، وتصل قيمتها الإنتاجية إلى نحو 60% من إجمالي قيمة المنتجات الزراعية، كما تحتل الدولة المركز الرابع ضمن أكبر مصدري التمور في العالم، بحصة سوقية تبلغ 8.5%".
وأوضح أن زراعة نخيل التمر عالمياً تواجه تحديات عدة تأتي في مقدمتها الآفات التي تتسبب في خفض الإنتاج والجودة وأهمها آفة سوسة النخيل الحمراء، الأمر الذي عملت على مكافحته وزارة التغير المناخي والبيئة عبر مبادرات وخطط عدة أهمها مبادرة "نخيلنا" التي تم إطلاقها في عام 2012، وتضم حزمة متكاملة من الإجراءات والخدمات التي تقدم لمزارعي النخيل ومن ضمنها مكافحة آفات النخيل باستخدام جميع الوسائل الممكنة، والتركيز على استخدام النظم الحديثة التي لا تؤثر في النظام البيئي والحيوي للدولة، وكذلك تقديم خدمات الإرشاد الزراعي وبناء قدرات المزارعين والعاملين في هذا القطاع، وشملت حتى الآن 7,755 مزرعة تضم 2 مليون و600 ألف شجرة، وتركز بشكل رئيس على مكافحة سوسة النخيل الحمراء، بالإضافة إلى مكافحة عدد من الآفات الأخرى.
وقال إن استضافة الدولة للمؤتمر تأتي تأكيداً على الدور الرائد الذي تلعبه الإمارات في دعم وتطوير أبحاث وتجارب زراعة نخيل التمر.. مشدداً على أهمية وجود استراتيجية إطارية بين الدول المنتجة والمصنعة للتمور بالعالم للتعاون وتنسيق الجهود على المستوى الإقليمي والدولي، من أجل دعم برامج الإدارة المتكاملة والمستدامة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، والحد من آثارها المدمرة على البيئة والأمن الغذائي وتأثيرها الاجتماعي والاقتصادي، وتزويد الأطراف ذوي العلاقة على المستويين الوطني والإقليمي بما يلزم من أجل مكافحة هذه الآفة على نحو مستدام من خلال زيادة الرصد ونهج إشراك المزارعين وقدرات التأهب والتخطيط وتوظيف أحدث التقنيات.
من جهته، ثمّن الدكتور عبدالسلام ولد أحمد، الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" الدور المهم الذي تلعبه دولة الإمارات في تحقيق التنمية المستدامة للقطاع الزراعي محلياً وإقليمياً وعالمياً وبالأخص في مجال زراعة نخيل التمر.
وقال "لطالما أولت منظمة الفاو اهتماماً خاصاً لإنتاج النخيل في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 100 مليون نخلة من التمور تغطي مليون هكتار في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ما يقرب من 90% من نخيل العالم".
وأوضح أن التأثير السلبي لآفة سوسة النخيل الحمراء يعد واحداً من أحد التحديات التي تواجه عمليات تنمية زراعة النخيل عالمياً، فحسب الإحصاءات تتسبب هذه الآفة في الإضرار بأكثر من 50 مليون مزارع، وتقدر قيمة الأضرار الناجمة عنها في دول حوض المتوسط فحسب بـ483.0 مليون يورو"، مشيراً إلى أن تفاقم إشكالية هذه الآفة يرجع إلى عدم كفاية التعاون الإقليمي والوعي المحدود بين المزارعين.
من جهته قال عبدالوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي والمستشار الزراعي لوزارة شؤون الرئاسة، إن مؤسسات دولة الإمارات وعلى رأسها وزارة التغير المناخي والبيئة وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومركز خدمات المزارعين بأبوظبي وجميع جهات الاختصاص على مستوى الدولة أدركت مبكراً حجم التهديد الذي تمثله آفة سوسة النخيل الحمراء لهذا القطاع الزراعي المهم وكونها آفة عابرة للحدود ولا بد من تطوير آليات مكافحتها وحجم التحدي الذي تسببه على المستوى الإقليمي والدولي، لذا حرصت على التعاون مع جميع الجهات والمنظمات الدولية المعنية بهدف التصدي لهذا الخطر المشترك مع بقية الدول المنتجة والمصنعة للتمور بالعالم.
وأوضح أنه انطلاقاً من حرص دولة الإمارات على خلق منظومة تعاون عالمي في هذا المجال، سعت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى تجميع جميع الجهود الدولية المتخصصة بسوسة النخيل الحمراء وحشد الطاقات والإمكانيات لعقد مؤتمر لوزراء الزراعة في الدول المنتجة والمصنعة للتمور بالعالم، من أجل إنشاء صندوق ائتماني دولي لتنفيذ استراتيجية إطارية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء.
وأضاف أن منظمة الفاو ستقوم بالتعاون مع الجائزة باستضافة الصندوق الاستثنائي متعدد المانحين المقترح وتسهيل حَوْكَمَتِهِ وإدارته مع عملهما أيضاً على الاستفادة من خبراتهما الفنية الواسعة وقاعدة خبرائهما العريضة، من أجل مساعدة الدول الأعضاء في بناء قدرات وطنية قوية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء.