الدبلوماسية الإنسانية للإمارات.. جهود تتواصل وإشادات دولية تتزايد
إشادات دولية تتواصل بجهود الإمارات الإنسانية للتخفيف من تداعيات أزمات وحروب وصراعات يشهدها العالم في عدة مناطق.
تأتي تلك الإشادات، في وقت يسجّل فيه تاريخ الإنسانية بأحرف من نور، مبادرات وجهود الإمارات لإغاثة المحتاجين حول العالم، التي تعد ثمار الدبلوماسية الإنسانية التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويواصلها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
جهود أثمرت 3 مبادرات بارزة في 3 ملفات خلال ساعات معدودة، تتوج بها الإمارات دبلوماسية الخير وترسّخ مكانتها كعاصمة للإنسانية.
وخلال الساعات القليلة الماضية، وجهت منظمة الصحة العالمية الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على تقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة لتطعيم 640,000 طفل ضد شلل الأطفال.
شكر أعقب إشادة من شارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي بدور الإمارات الإنساني المؤثر في قطاع غزة ومواقفها لمصلحة الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
شكر وإشادة تزامن مع جهود إماراتية متواصلة على أكثر من صعيد لدعم العمل الإنساني حول العالم.
وإضافة إلى مبادرتها في غزة، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن توقيع اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لتقديم 7 ملايين دولار أمريكي لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان.
ومن فلسطين والسودان إلى أفغانستان، حيث ناقشت الإمارات وأمريكا خلال اجتماع مشترك أهمية تقديم المساعدات الإنسانية لشعب أفغانستان من خلال مشاريع التنمية ودعم مشاريع إعادة الإعمار.
مكافحة شلل الأطفال بغزة
وضمن أحدث جهودها لدعم غزة، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مساء أمس الجمعة، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس داخل القطاع.
وستوفر الحملة التي تنفذ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والأونروا، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل من غزة دون سن 10 سنوات، لوقف انتشار الفيروس ومنع تفشي المرض في القطاع.
وتنطلق الحملة غدا الأحد وستنفذ بشكل تدريجي حيث ستبدأ في وسط غزة ثم تنتقل إلى جنوب وشمال غزة.
وستستمر كل مرحلة لمدة ثلاثة أيام خلال فترات الهدنة الإنسانية الخاصة بكل منطقة، مما سيتيح للأسر والأطفال الوصول إلى المنشآت الصحية، وسيتيح للطواقم الطبية المجتمعية الوصول إلى الأطفال.
وقد وصلت حوالي 1.26 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة تمهيداً لإطلاق الحملة، ومن المقرر وصول 400 ألف جرعة أخرى خلال الأيام المقبلة. وسيشارك في مرحلتي الحملة أكثر من 2,100 عامل صحي، بما يشمل الفرق الصحية المتنقلة.
وتواصل الإمارات جهودها الإنسانية لدعم غزة عبر عملية "الفارس الشهم 3"، التي انطلقت بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حيث قدمت أكثر من 40 ألف طن من الإمدادات العاجلة، بما في ذلك المواد الغذائية والطبية ومواد الإيواء.
وقد أقامت دولة الإمارات العربية المتحدة مستشفى ميدانياً في جنوب غزة، إلى جانب مستشفى عائم في ميناء العريش المصري، قدمت الرعاية الطبية لأكثر من 27 ألف جريح فلسطيني.
كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعلاج ألف طفل فلسطيني مصاب، وألف مريض سرطان بمستشفيات الدولة.
وفي إطار سعيها لضمان الأمن المائي والغذائي، أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار مبادرة "الفارس الشهم 3" ست محطات لتحلية المياه في مدينة رفح المصرية بطاقة إجمالية تبلغ مليوناً و600 ألف جالون يومياً، يستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة من سكان غزة بإجمالي 130 مليون جالون حتى الآن.
شكر وتقدير
جهود كانت محل تقدير وإشادة من أهل فلسطين والمجتمع الدولي على الدوام.
وعقب المبادرة الإماراتية الجديدة، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن عميق شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة لتطعيم 640,000 طفل ضد شلل الأطفال.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عبر حسابه الرسمي في منصة “إكس”، أهمية دعم دولة الإمارات للجهود العالمية لمكافحة شلل الأطفال، مشيرا إلى أن مثل هذه المساهمات حيوية في تقريب العالم من القضاء التام على هذا المرض المُدمّر.. مثمنا الدعم المتواصل من دولة الإمارات لجهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة الأوبئة على مستوى العالم.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أيضا عن عظيم شكره في هذا الصدد لمبادرة بلوغ الميل الأخير، المبادرة الصحية العالمية التي يدعمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
على صعيد ذي صلة، أشاد شارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي بدور الإمارات الإنساني المؤثر في قطاع غزة ومواقفها لمصلحة الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون والتنسيق مع الإمارات في مختلف القضايا المشتركة.
جاء هذا خلال مباحثات أجراها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الشاطئ بأبوظبي، الجمعة، تناولت مختلف أوجه العلاقات بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، وسبل تنمية هذه العلاقات.
واستعرض الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها المستجدات في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين في هذا الإطار أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن وقف عاجل لإطلاق النار في قطاع غزة ما يتيح تقديم الدعم الإنساني الكافي لسكان القطاع وتخفيف معاناتهم، إضافة إلى ضرورة العمل على خفض التوتر في الضفة الغربية والدفع في اتجاه مسار للسلام الدائم والمستقر الذي يقوم على حل الدولتين.
وشدد الجانبان على خطورة تصاعد التوترات في المنطقة وأهمية العمل الدولي على احتوائها ومنع توسع الصراع بما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، دعم دولة الإمارات لكل الجهود الهادفة إلى وضع حد للحرب في قطاع غزة وتعزيز أسباب الاستقرار والسلام في المنطقة، وحرصها على التعاون مع الاتحاد الأوروبي وغيره من الأطراف المعنية في تعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ودعم أسباب الاستقرار الإقليمي.
دعم السودان
ومن فلسطين إلى السودان، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن توقيع اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لتقديم 7 ملايين دولار أمريكي لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان.
وتخصص الاتفاقية 6 ملايين دولار أمريكي لعمليات اليونيسيف في السودان ومليون دولار أمريكي لأنشطتها في جنوب السودان، ما يعزز التزام الإمارات العربية المتحدة بالتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الشديدة في البلدين.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" معارك لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلف آلاف القتلى، أغلبهم من المدنيين، ودفع ستة ملايين شخص - أكثر من نصفهم من الأطفال - على الفرار من منازلهم، مما جعل السودان مقرا لأكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.
وتصاعد الصراع الدائر في السودان إلى أزمة مروعة تؤثر على الأطفال، حيث يقدر عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل بنحو 13.6 مليون طفل.
وستدعم هذه المساهمة المقدمة من الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر جهود اليونيسف لضمان حصول الأطفال والنساء في السودان وجنوب السودان على الرعاية الصحية الأولية والمياه الجيدة الكافية والتعليم من خلال القنوات الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك برامج التعلم المبكر.
وقالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي: "إن الإمارات العربية المتحدة ملتزمة التزامًا تاما بدعم الفئات الأكثر ضعفًا المتضررة من الصراع، وخاصة الأطفال الذين يتحملون وطأة الأزمة في السودان وجنوب السودان. ومن خلال هذه الاتفاقية مع اليونيسف، فإننا نعزز التزامنا بتقديم المساعدة المنقذة للحياة وضمان حصول الأطفال على الخدمات الأساسية التي يحتاجون إليها بشدة".
وأكدت أن "الإمارات العربية المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني الشقيق في أوقات الحاجة، والعمل مع الشركاء الدوليين لمعالجة التحديات الإنسانية العاجلة".
وتواصل الإمارات حراكا سياسيا وإنسانيا متواصلا لإنهاء الأزمة.
وضمن أحدث جهودها في هذا الصدد شاركت الإمارات في المحادثات بشأن السودان في سويسرا، التي جرت خلال الفترة من 14 إلى 23 أغسطس/آب الجاري، والتي عقدت بدعوة من الولايات المتحدة واستضافتها كل من المملكة العربية السعودية والاتحاد السويسري.
وقد عقدت المحادثات ضمن منصة ALPS الجديدة (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي تم إنشاؤها حديثا وتضم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وجمهورية مصر العربية والاتحاد السويسري والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وتوجت تلك المحادثات بالاتفاق على خطوات عملية بشأن وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ويشمل ذلك السماح للأمم المتحدة باستخدام معبر أدري الحدودي إلى السودان، وتسهيل وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يعانون المجاعة في مخيم زمزم وأماكن أخرى في إقليم دارفور غربي البلاد.
ومجددا، اجتمعت مجموعة العمل من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان (ALPS ) افتراضيًا في 29 أغسطس/ آب الجاري لمواصلة جهود إنهاء معاناة الشعب السوداني.
ودعا أعضاء ALPS إلى فتح معابر حدودية إضافية لمرور المساعدات عبر الطرق الأكثر مباشرة وفعالة، بما في ذلك معبر أويل من جنوب السودان.
وأكدت مجموعة ALPS التزامها المشترك بالعمل مع الشركاء الدوليين الآخرين لتخفيف معاناة الشعب السوداني والتوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية.
ومنذ بداية الأزمة بالسودان وحتى اليوم لم تتوقف جهود الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة بالحوار والطرق السلمية.
ومنذ اندلاع الصراع في عام 2023، قدمت دولة الإمارات 230 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية وأرسلت 159 طائرة إغاثة، حيث سلمت أكثر من 10 آلاف طن من المواد الغذائية والطبية وإمدادات الإغاثة بالإضافة إلى ذلك، قامت دولة الإمارات ببناء مستشفيين ميدانيين في تشاد، قدما العلاج الطبي لأكثر من 45 ألف شخص.
وقدمت الإمارات العربية المتحدة خلال العقد الماضي، أكثر من 3.5 مليار دولار أمريكي كمساعدات للشعب السوداني، مما يؤكد التزامها بمساعدة المحتاجين في أوقات الأزمات.
نساء أفغانستان
على صعيد ملف آخر، التقت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتية للشؤون السياسية، رينا أميري مبعوثة الولايات المتحدة الخاصة المعنية بالمرأة والفتاة الأفغانية وحقوق الإنسان، في دولة الإمارات، مساء الجمعة، لمناقشة وضع النساء والفتيات في أفغانستان.
وجددت دولة الإمارات والولايات المتحدة التزامهما بتعزيز وحماية حقوق النساء والفتيات، مؤكدتين أن هذه القضايا حاسمة من أجل أفغانستان مستدامة ومستقرة اقتصاديًا.
واتفق الجانبان أيضا على الحاجة الماسة إلى الدعم الجماعي وتوفير الموارد لتحسين حياة النساء والأطفال الأفغان، ولا سيما دعم التعليم والخدمات الصحية وسبل العيش وفرص ريادة الأعمال.
كما ناقش الجانبان أهمية تقديم المساعدات الإنسانية لشعب أفغانستان من خلال مشاريع التنمية ودعم مشاريع إعادة الإعمار.
جهود إنسانية تتزايد وإشادات دولية تتواصل لترسخ الإمارات مكانتها كعاصمة إنسانية وحضارية بإنجازات ومبادرات نوعية، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA==
جزيرة ام اند امز