الإمارات في السودان.. جهود متكاملة تقدم نموذج إغاثة فريد
"وصول رابع طائرات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي... إنشاء 3 معسكرات جديدة لإيواء المتضررين من سيول السودان.. تواصل توزيع المساعدات".
نماذج من جهود إماراتية إنسانية عديدة شهدتها السودان، الخميس، ضمن مساعٍ متواصلة على مدار الساعة لمد يد العون للشعب السوداني، وتخفيف معاناة المتضررين من السيول.
جهود متواصلة بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تؤكد من خلالها الإمارات أنها لن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية وستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام للعالم في العمل الإنساني.
صورة مثالية
تتميز الجهود الإماراتية الإغاثية بالشمولية والتكامل والتنظيم الدقيق لضمان تحقيق نتائج إغاثية سريعة تخفف من معاناة المتضررين من السيول وتضمد أوجاع الأسر المنكوبة جراء السيول والفيضانات التي تشهدها السودان.
ظهر ذلك جلياً اليوم الخميس، ففيما كان فريق يستقبل رابع طائرات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي الذي أمر بتسييره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كانت فرق ثانية تعمل بالتوازي في مكان آخر بإنشاء 3 معسكرات في عدد من القرى المتضررة التابعة لمحلية وحدة غرب بربر بولاية نهر النيل السودانية لإيواء وتسكين الأسر المنكوبة جراء السيول، وفرق ثالثة تتولي توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية لمساعدة الأشقاء في السودان في تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
على أرض السودان تعمل فرق الهلال الأحمر الإماراتي في كل مكان لمد يد العون والمساعدة، وفي الإمارات تتكامل جهود المؤسسات الخيرية وعلى رأسها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مع جهود الهلال الأحمر لإرسال المساعدات الإنسانية.
سباق إنساني يجسد صورة مثالية لإمارات الخير من خلال قيادتها ومؤسساتها وشعبها المعطاء، ويقدم نموذجاً متفرداً في الإغاثة الإنسانية كما يجب أن تكون، ويترجم مفهوم الأخوة الإنسانية، على مختلف الأصعدة السياسية والإنسانية والإغاثية والصحية.
3 معسكرات جديدة
وتفصيلاً، أنشأت فرق ميدانية تابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي 3 معسكرات إيواء جديدة في عدد من القرى المتضررة التابعة لمحلية وحدة غرب بربر بولاية نهر النيل السودانية، إضافة إلى الوقوف على عملية الإجلاء والتسكين وفق أعلى معايير الأمن والسلامة وتقديم والمواد الغذائية للأسر المنكوبة.
وتم إنشاء معسكر إيواء في قرية الفحلاب يضم أكثر من 50 خيمة، ومعسكر آخر يضم 75 خيمة في قرية أبوخصوص، إضافة إلى معسكر في قرية المسيد التابعة لمحلية وحدة غرب بربر بولاية نهر النيل ليصل إجمالي الخيام في ولاية غرب بربر إلى 200 خيمة تضم أكثر من ألف شخص من الأسر المتأثرة من تلك الكارثة الإنسانية.
وحظي وفد الهلال الأحمر الإماراتي باستقبال حافل من أهالي القرى المنكوبة الذين يعولون عليهم في التخفيف معاناتهم جراء هذه المحنة الطارئة.
وقال محمد خميس الكعبي، رئيس وفد الهلال إلى جمهورية السودان - في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات - إن الفرق الميدانية لهلال الأحمر الإماراتي تعمل بشكل مستمر بالتعاون مع الجهات السودانية المعنية للتخفيف من حدة آثار الأزمة الإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب السوداني.
وأشار إلى أن الجهود الإنسانية مستمرة في ظل التقييم المتواصل للوضع الإنساني للوقوف على الاحتياجات الإنسانية الأساسية ودعم المتضررين سواء بخيام الإيواء والغذاء والدواء حتى تنجلي هذه المحنة وتعود الحياة إلى طبيعتها.
وكانت الإمارات قد أنشأت قبل 3 أيام أول مخيم لإيواء متضرري السيول والأمطار بولاية الجزيرة السودانية.
وتم إنشاء معسكرات الإيواء في عدد من القرى المتضررة التابعة لمحلية المناقل بولاية الجزيرة السودانية إضافة إلى الوقوف على عملية الإجلاء والتسكين وفق أعلى معايير الأمن والسلامة وتقديم الدعم النفسي للمتضررين والمواد الإغاثية المختلفة.
وجرى إنشاء أكثر من 120 خيمة في موقع واحد وتوزيع أكثر من 450 خيمة علي بقية قري محلية المناقل والتي استقبلها الأهالي بفرحة كبيرة أدخلت الطمأنينة على قلوب الأسر المنكوبة و الأطفال.
وصول رابع طائرة
يأتي هذا فيما وصلت الطائرة الرابعة من الجسر الجوي الإماراتي لدعم المتضررين من السيول والفيضانات في السودان.
تأتي تلك الطائرة ضمن جسر جوي إغاثي أمر بتسييره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات وبمتابعة من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وقام الجسر الجوي الإماراتي بنقل كميات كبيرة من المساعدات ومواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية للمتضررين من السيول والفيضانات في السودان.
وتشرف هيئة الهلال الأحمر على نقل هذه المساعدات التي يستفيد منها أكثر من 140 الف مستفيد من المتأثرين والنازحين في عدد من الولايات السودانية الأشد تأثرا من تداعيات الكارثة مثل ولاية نهر النيل وولاية الخرطوم وولاية الجزيرة.
وتتضمن المساعدات حوالي 10 آلاف خيمة و28 ألفا من الطرود الغذائية والصحية و120 طنا من المواد الإيوائية المتنوعة بجانب مواد إغاثية عاجلة بهدف المساهمة في دعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا وتحسين ظروفهم المعيشية ومساندة الجهود السودانية والمؤسسات المعنية في احتواء والتخفيف من الأزمة.
ويواصل وفد الهلال الأحمر الإماراتي الموجود حاليا في السودان تقديم الدعم والمساندة للمتأثرين والإشراف على برنامج الهيئة الإغاثي المستمر منذ عدة أيام حيث تم توزيع كميات كبيرة من الاحتياجات الإنسانية التي تم توفيرها من الأسواق المحلية هناك.
وغادرت الإمارات السبت 27 أغسطس/آب الماضي أولى طائرات الجسر الجوي حاملة 30 طنا من المواد الإيوائية المتنوعة أعقبها تباعا وصول 3 طائرات.
وضمن الجسر الجوي الإماراتي، أرسلت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية طائرتي مساعدات إغاثية وطبية وإنسانية.
وقالت المؤسسة إن الاستمرار في تسيير المساعدات الغذائية والطبية إلى السودان، يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة العليا بدولة الإمارات العربية المتحدة ويؤكد على العلاقات القوية والمتميزة بين البلدين والوقوف الى جانب الأشقاء وتقديم يد العون والمساعدة للشعب السوداني الشقيق.
وشهد السودان الفترة الماضية أمطارا غزيرة أدت إلى حدوث سيول وفيضانات شملت ولايات نهر النيل وشمال كردفان وسنار والجزيرة والنيل الأبيض وكسلا والقضارف.
ريادة إنسانية
وكانت الإمارات أولى الدول التي استجابت للوضع الإنساني في السودان وأعلنت بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان وللمساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا وذلك في إطار تضامن دولة الإمارات وشعبها إلى جانب الشعب السوداني الشقيق في هذه الظروف الراهنة.
وتؤكد هذه المساعدات عمق وقوة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين وتندرج كذلك في إطار سياسة دولة الإمارات ورسالتها الإنسانية الحضارية القائمة على مد يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معاناة تلك المجتمعات وتعزز تنميتها.
إشادات متتالية
جهود إماراتية متواصلة لإغاثة المتضررين من السيول، قوبلت بحملات إشادة وامتنان وشكر وتقدير شمي وشعبي للإمارات وقيادتها.
إشادات جاءت عبر بيانات وتصريحات وتغريدات ورسائل شكر صادقة محملة بمشاعر الامتنان والعرفان والتقدير للإمارات قيادة وشعبا على وقفتها التاريخية مع بلادهم.
أهالي السودان ومسؤولوها أكدوا أنهم لن ينسوا على مدار التاريخ تلك الوقفة الإماراتية مع بلادهم، مؤكدين أنه رغم أن مصابهم جلل، فإن وقفة الإمارات معهم خففت همومهم وأذهبت حزنهم.
ضمن أحدث تلك التصريحات، قال الدكتور هيثم محمد إبراهيم وزير الصحة الاتحادي المكلف في جمهورية السودان خلال استقبال إحدى طائرات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي إن المساعدات الإنسانية من دولة الإمارات وتقديم الدعم والوقوف إلى جانب متضرري السيول والفيضانات من أبناء الشعب السوداني ليس بجديد على قيادة وشعب الإمارات الكريم.
وبيّن وزير الصحة السوداني أن المساعدات الإغاثية الإماراتية تتوافق و الاحتياجات الإنسانية في السودان والتي تتمثل في إيواء عدد كبير من الأسر المتأثرة إضافة إلى شحنات الأدوية الأساسية للمرضى خاصة قائمة المضادات الحيوية الأساسية وأدوية الأمراض المزمنة التي نحتاجها في مختلف ولايات السودان المنكوبة.
وتقدم وزير الصحة السوداني بخالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات قيادة وحكومة و شعبا على الوقفة المشرفة في هذه الظروف الإنسانية الصعبة التي تعكس علاقات الأخوة الوطيدة بين البلدين الشقيقين.
وأثنى على دور مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية وجهودها الإغاثية الدؤوبة والمتواصلة على الساحة السودانية وتلمسها احتياجات الشعب السوداني في هذه الظروف الطارئة والعمل على تخفيف صعوبة الوضع الإنساني.
من جانبه، قال أحمد آدم بخيت وزير التنمية الاجتماعية المكلفة في جمهورية السودان، إن المساعدات الإماراتية السخية للشعب السوداني والاستجابة السريعة لتداعيات هذه الكارثة الإنسانية يأتي امتدادا لعطاء الإمارات الإنساني على الساحة السودانية.
وأوضح أن مواقف قيادة وشعب الإمارات مع أشقائهم في السودان تظهر في كل الأوقات وتتجلى بقوة في لحظات الشدة و الظروف الطارئة وتعد استمرارا لجهود الدولة الداعمة للشعب السوداني.