الإمارات والهند.. أخوة ترسي مبادئ إنسانية للسياسة الخارجية
مع نجاح سياستيهما، باتت الإمارات والهند نموذجين عالميين يحتذى بهما لدى الدول التي تسعى لبناء علاقات دبلوماسية قوية وراسخة.
تتمتع الإمارات والهند بسياسة خارجية متشابهة إلى حد كبير تتسم بالشفافية والمصداقية وحسن الجوار، وإقامة علاقات قوية وراسخة مع جميع دول العالم.
مكانة عالمية متميزة تحظى بها الإمارات والهند هي نتاج دبلوماسية معتدلة تقوم على مناصرة الحق وتعتمد على الحوار والتفاهم، في إطار احترام المواثيق الدولية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدول ووحدة أراضيها، وحل النزاعات بالطرق السلمية.
فمنذ قيامها في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971 وتسير دولة الإمارات العربية المتحدة في سياستها الخارجية على خطى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أرسى مبدأ إحلال السلام ونشر المحبة والخير في دول العالم كافة.
وتجسيدا لهذه الرؤية شهدت العلاقات الإماراتية مع دول العالم انفتاحا واسعا أفرز شراكات استراتيجية ليس في مجال السياسية فحسب، بل في شتى المجالات مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، مما عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها في المجتمع الدولي.
وبسبب علاقات الإمارات الدولية وسياساتها المعتدلة مع دول العالم أصبح جواز السفر الإماراتي في عام 2017 في المرتبة الأولى عربيا والمرتبة الـ22 عالميا -بعد أن كان في المرتبة الـ26 على مستوى العالم- من حيث القوة حسب التصنيف العالمي لعام 2017.
ومن أهم نتائج نجاح السياسة الخارجية الإماراتية القائمة على الانفتاح والتوازن، هي الثقة الكبيرة التي وضعها العالم في الإمارات من خلال إسناد تنظيم العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية إليها، إلى جانب فوزها بتنظيم قمة الطاقة العالمية 2019 في أبوظبي وتنظيم معرض إكسبو 2020 في دبي على الرغم من المنافسة الكبيرة على تنظيم هذين الحدثين العالميين المهمين من قبل دول كبرى.
أما الهند فحافظت على علاقات ودية مع معظم الدول منذ استقلالها في عام 1947، وتميزت السياسة الخارجية للحكومة الهندية مؤخرا، بدبلوماسية جديدة تهدف إلى إعادة تنشيط العلاقات التقليدية، وإعادة صياغة العلاقات الاستراتيجية.
وخلال السنوات القليلة الماضية، شهدت السياسة الخارجية الهندية التي قادت حركة عدم الانحياز في فترة الحرب الباردة، حراكاً كبيراً على المستويين الإقليمي والدولي، وباتت تركز على قضايا عالمية مثل التغيرات المناخية، وأمن الطاقة، والأمن الغذائي، وكذلك حقوق الإنسان والمشاركة في قوات حفظ السلام.
فمنذ وصول حكومة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" إلى السلطة بالهند في مايو/أيار 2014، أصبحت الهند مستعدة لتولي دور عالمي أكبر من خلال إدراكها لقوتها مقارنة بأي وقت مضى، وهو ما وعد به "مودي" إبان حملته الانتخابية بإعادة بناء الهند وجعلها من أهم القوى الدولية الكبرى، والفاعلة في النظام العالمي.
ومع نجاح سياستيهما، باتت الإمارات والهند نموذجين عالميين يحتذى بهما لدى الدول التي تسعى لبناء علاقات دبلوماسية قوية وراسخة تستند إلى مبادئ حسن الجوار واحترام القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان في الداخل والخارج.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز