الإمارات والهند توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة.. إرادة قوية لاستثمار كل الفرص
بحثت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، خلال قمة افتراضية، الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والآفاق الجديدة لتطويرها.
وعقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، الجمعة، قمة عبر تقنية الاتصال المرئي، بحثا خلالها مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والآفاق الجديدة لتطويرها.
وتبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الهندي، في بداية الاتصال المرئي، التحيات والتمنيات بدوام التقدم، والازدهار للبلدين الصديقين دولة الإمارات وجمهورية الهند وشعبيهما.
وبحث الجانبان خلال القمة، التي حضرها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، مسارات التعاون في مختلف المجالات، والفرص الواعدة لتنميتها خاصة التنموية والاستثمارية والاقتصادية والصحة، إضافة إلى التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والنقل وغيرها من الجوانب التي تحظى بأولوية في خطط التنمية الحالية والمستقبلة للبلدين.
وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها البلدان عام 2017، والحرص المشترك على تطويرها وانطلاقا من العلاقات التاريخية الراسخة بينهما، وذلك حسب وكالة أنباء الإمارات.
واستعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء الهند عددا من القضايا الإقليمية والدولية والملفات الاستراتيجية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وقال ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، في بداية كلمته خلال القمة المرئية: "إنه لمن دواعي سروري دائما التحدث معكم سواء عبر الهاتف، أو من خلال الاتصال المرئي أو شخصيا، ويسعدني إجراء هذا اللقاء المهم للحفاظ على زخم العلاقات الهندية-الإماراتية".
وأعرب عن شكره وتقديره لدور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحرصه على ترسيخ علاقات الصداقة وتنميتها بين البلدين.. مثمنا تضامن دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها مع بلاده خلال الظروف الصعبة التي مرت بها إثر جائحة " كوفيد-19" والرعاية التي أولتها الدولة للمواطنين الهنود خلال الجائحة.
وجدد ناريندرا مودي إدانة بلاده القوية والقاطعة للهجمات الإرهابية الأخيرة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، ووقوفها مع الإمارات في مواجهة كل أشكال الإرهاب".
وثمن رئيس الوزراء الهندي الخطوات التي تخطوها دولة الإمارات نحو المستقبل وخططها للسنوات الخمسين القادمة.
وأشار إلى أن الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة تشهدان خلال العام الجاري تزامنا مهما لمراحل بارزة في تاريخيهما، فبينما تحتفل دولة الإمارات بعامها الخمسين وتضع رؤيتها للخمسين عاما القادمة، تحتفل الهند بمرور 75 عاما على استقلالها، وتسعى إلى استغلال الـ25 عاما المقبلة لبلوغ آفاق جديدة بحلول سنة 2047 عندما تحتفل بالذكرى المئوية لاستقلالها وتحقيق رؤية "الهند الذهبية".
ولفت إلى أن العام المقبل سيكون مهما لكل من الهند ودولة الإمارات، حيث تستضيف الهند قمة مجموعة العشرين، ودولة الإمارات الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، ويمكن للقرارات الصادرة عن اللقاءين أن تسفر مزيدا من مبادرات العمل المناخي لدينا.
وقال: "آمل أن يستمر تعزيز تعاوننا الثنائي في هذا الصدد".
وأضاف: "يجب أن نتحد معا لمساعدة أصدقائنا في أفريقيا وأماكن أخرى.. فإن التفكير بالآخرين والقيام بمزيد من أجلهم هو في صميم القيم التي نادى بها كل من مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمهاتما غاندي، لذا يجب أن نفكر في طرق لتقوية روابطنا الثقافية وضمان وصول حكمتيهما الخالدة إلى الإنسانية جمعاء".
وجدد ناريندرا مودي في ختام كلمته شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإجراء هذه المحادثة، معربا عن تطلعه إلى رؤيته شخصيا قريبا.
من جانبه قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "يسعدني أن ألتقي بك عبر هذا الاتصال المرئي وأشكرك للكلمة القيمة التي بدأت بها الحديث.. ونحن من جانبنا نشاركك الاهتمام بعلاقاتنا الاستراتيجية.. وسعينا المشترك إلى تعزيزها وتطويرها إلى الأفضل خلال الفترة المقبلة".
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أن توقيع "اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين دولة الإمارات والهند خلال عام 2017 كان بمثابة تحول تاريخي في مسار علاقاتهما في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة وغيرها من المجالات الحيوية.
ونوه إلى أن التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات والهند زادت بنسبة 66% في عام 2021 مقارنة بعام 2020.
وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة اليوم يمثل نقلة نوعية في مسيرة البلدين الاقتصادية والتنموية، ويعبر عن إرادة قوية لاستثمار كل الفرص المتاحة لمصلحة شعبينا.
وأشار إلى أن الاتفاقية التي تعد الأولى من نوعها تأتي ضمن المشروعات الاقتصادية التي حددتها دولة الإمارات للخمسين سنة القادمة، والتي تتضمن عقد اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع 8 أسواق إستراتيجية عالمية، وفي مقدمتها بلدكم الصديق الهند.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره وتقديره لدور رئيس الوزراء ناريندرا مودي في تعزيز العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية، وحرصه على دفعها إلى الأمام في مختلف المجالات.
وأكد أن تحقيق هذه النجاحات الكبيرة في مسار علاقاتنا الثنائية يستند إلى الروابط التاريخية والثقافية الوثيقة بين دولة الإمارات، والهند والتي توفر أساسا قويا للتحرك إلى الأمام، ويوسع من قاعدة مصالحنا المشتركة مما يخدم مصالح الشعبين، وتطلعاتهم نحو التنمية والرخاء.
وجدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التعبير عن سعادته بهذا اللقاء، وتمنياته للهند دوام التقدم والاستقرار.
وقال: "أشكركم.. كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى جميع فرق العمل من المسؤولين في البلدين الذين أسهمت جهودهم في دفع علاقاتنا ووصولها إلى هذا المستوى المتقدم".
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن تطلعه إلى مراحل مزدهرة من العمل والتعاون الثنائي البناء خلال المرحلة المقبلة.. وعبر عن ثقته بمزيد من النجاحات والإنجازات المشتركة للبلدين الصديقين.
حضر القمة، الدكتور هارش شرينغلا، وزير خارجية الهند، والدكتور سبرامنيام جاي شانكار، وزير الشؤون الخارجية، وأجيت دوفال مستشار الأمن الوطني في الهند.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز