نقلة نوعية في العلاقات الإماراتية الهندية.. التبادل التجاري بالعملتين المحليتين لدفع مسيرة التنمية والنماء
بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند، مختلف جوانب العلاقات الثنائية في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وذلك بجانب الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والهند وسبل تعزيزهما لما فيه خير البلدين وشعبيهما الصديقين واستدامة نموهما الاقتصادي وازدهارهما.
ورحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات -في بداية اللقاء الذي جرى في قصر الوطن في أبوظبي- بزيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى دولة الإمارات لمواصلة العمل على دفع مسيرة العلاقات الثنائية إلى الأمام بما يعود بالخير والنماء على البلدين.
كما رحب الجانبان، خلال اللقاء، باتفاق البلدين على التبادل التجاري بالعملتين المحليتين ( الدرهم/الروبية ) والذي يمثل دفعة قوية لحركة التجارة بين البلدين ويجسد الإرادة المشتركة لتحقيق نقلات نوعية في مسار علاقاتهما الثنائية خاصة في المجالات التي تخدم التنمية.
وكان خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف دولة الإمارات المركزي، وشاكتيكانتا داس، محافظ البنك الاحتياطي الهندي، قد تبادلا بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، مذكرتي تفاهم بهدف دعم النمو التجاري المتسارع بين البلدين، من خلال إرساء إطار تعزيز استخدام العملات المحلية (الدرهم الإماراتي، الروبية الهندية) في تسوية المعاملات عبر الحدود من جهة، وتسهيل استفادة مواطني ومقيّمي كل بلد من خدمات الدفع المتوفرة في البلد الآخر من خلال الربط الثنائي بين منصات الدفع الفوري والمنظومات المحلية لبطاقات الدفع، وأنظمة المراسلات المالية في البلدين من جهة أخرى.
فيما استعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وناريندرا مودي، مسارات تطور التعاون الثنائي خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والطاقة المتجددة بجانب الصحة والأمن الغذائي والتعليم والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها من الجوانب التي تخدم أهداف البلدين ورؤاهما لتحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي المستدامين.
- رئيس الوزراء الهندي يؤكد دعم بلاده الكامل لـCOP28.. وتعزيز التعاون بمجالات الطاقة والاستدامة مع الإمارات
- الإمارات والهند.. زخم اقتصادي يضمن استدامة التنمية ورخاء الشعبين
وتطرق اللقاء إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري؛ وقال رئيس دولة الإمارات بهذا الشأن إن الهند تُعد من القوى المؤثرة في القضايا الدولية وشريكاً مهماً في معالجتها ولذلك نتطلع إلى مشاركة فاعلة من قبلها في "COP28" وهناك تعاون بناء بين البلدين في مجال العمل المناخي.
وأعرب رئيس دولة الإمارات، عن شكره لجمهورية الهند الصديقة لدعمها علاقات التعاون بين دولة الإمارات وكل من "منظمة شنغهاي للتعاون" ومجموعة "بريكس"، كما شكر ناريندرا مودي لدعوة دولة الإمارات للمشاركة بصفتها ضيف شرف في أعمال مجموعة العشرين (G20) في ظل رئاسة الهند لها لعام 2023، معرباً عن ثقته في أن قيادة الهند النشطة للمجموعة خلال العام الجاري سيكون لها أثر مهم في الخروج بنتائج تصب في مصلحة العالم أجمع.
وقال رئيس دولة الإمارات، خلال اللقاء، إن العلاقات بين دولة الإمارات والهند تاريخية متميزة إضافة إلى أنه تجمعهما شراكة استراتيجية شاملة منذ عام 2017 بجانب شراكة اقتصادية شاملة منذ عام 2022 ولديهما حرص متبادل على استمرار تعزيزها وتنميتها لما يصب في مصلحة شعبي البلدين.
كما أشار، خلال اللقاء، إلى "أنه بعد مرور عام على دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ مايو 2022 نلمس النتائج الإيجابية لهذه الاتفاقية، فقد زادت التجارة غير النفطية إلى أكثر من 50 مليار دولار وهذا يشير إلى أنهما تسيران في الطريق الواعد بتحقيق هدفهما المشترك، برفع التجارة غير النفطية بين البلدين إلى 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030".
من جانبه، أعرب رئيس وزراء الهند، عن شكره وتقديره لرئيس دولة الإمارات لحفاوة الاستقبال، مثمناً دعمه المستمر لعلاقات البلدين وجهوده في النقلة النوعية التي حققها التعاون المشترك بينهما، فيما أكد حرصه على مواصلة العمل مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدفع العلاقات الإماراتية ــ الهندية على مختلف المستويات خاصة التنموية التي تخدم الأهداف التنموية للبلدين الصديقين.
وسجل ناريندرا مودي، كلمة في سجل كبار الزوار، أعرب فيها عن تطلعه إلى أن تشهد علاقات البلدين خلال المرحلة المقبلة مزيداً من النماء والازدهار في ظل الحرص المتبادل على دفعها إلى الأمام والإمكانيات المتوفرة لتطورها.