يوم العمل الإنساني 2025.. مبادرات إماراتية لمواجهة أبرز تحديات البشرية

يحل الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني 2025، الثلاثاء، في وقت يجني في العالم ثمار مبادرات الإمارات التي تخفف أوجاعه.
مبادرات تطلقها الإمارات تباعاً لمواجهة أبرز التحديات التي تواجه البشرية، وعلى رأسها ندرة الماء والجوع والأمراض، مع العمل على تعزيز الأمن الغذائي والمائي ومكافحة الأمراض المعدية ودعم تعليم وتأهيل ملايين الأفراد حول العالم، ما يتوجها بحق عاصمة للإنسانية وعمل الخير.
تجسد تلك المبادرات قيم الرحمة والتسامح والعطاء الراسخة في قطاعات الدولة كافة، ومختلف فئات المجتمع بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وسيرا على النهج الإنساني للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
مبادرة إرث زايد الإنساني
ويحل اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس/آب، فيما يجني العالم ثمار تلك المبادرات الملهمة.
ومن أبرز تلك المبادرات، "مبادرة إرث زايد الإنساني"، التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإطلاقها مارس/آذار 2024 بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
إندونيسيا.. مستشفى لأمراض القلب
وفي أولى ثمار تلك المبادرة، أطلقت دولة الإمارات، 18 يوليو/تموز 2024، "برنامج مستشفيات الإمارات العالمية"، الذي يهدف إلى تحسين الرعاية الصحية حول العالم، عبر بناء 10 مستشفيات خلال العقد المقبل، مخصصة لتلبية الاحتياجات الصحية المتخصصة للمجتمعات المستفيدة، بدعم مالي يبلغ نحو 550 مليون درهم.
وأولى محطات البرنامج، تمثّلت في إطلاق "مستشفى الإمارات - إندونيسيا لأمراض القلب"، الجاري بناؤه حالياً في مدينة سوراكارتا "سولو" بجاوة الوسطى.
وسيقدّم المستشفى خدمات حيوية إلى آلاف المرضى الذين يعانون من أمراض القلب، التي تُعدّ سبباً رئيساً للوفيات في إندونيسيا.
أوغندا.. مستشفى للعيون
أيضا ضمن البرنامج نفسه، وقّعت دولة الإمارات وأوغندا، في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، اتفاقية لبناء مستشفى إماراتي متكامل متخصص في طب العيون بمدينة عنتيبي، بقيمة 20 مليون دولار.
مكافحة الملاريا في 18 دولة
كذلك على صعيد الثمار الصحية للمبادرة، أطلقت الإمارات ومنظمة الصحة العالمية، في مايو/أيار الماضي، قاعدة بيانات لمكافحة الملاريا في 18 دولة.
وكشف المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية "غلايد" الذي يعمل تحت إشراف مؤسسة إرث زايد الإنساني، عن إطلاق مشروع "تحليل البيانات الوطنية لفهم قابلية إعادة توطين الملاريا وتراجعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" والذي يهدف إلى دعم جهود القضاء على الملاريا ومنع إعادة توطينها في المنطقة.
وقالت الدكتورة فريدة الحوسني، نائب الرئيس التنفيذي للمعهد، إن المشروع يتم بإشراف وحدة الملاريا ومكافحة النواقل في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بالتعاون مع جامعة أكسفورد، ومعهد البحوث الطبية في كينيا (KEMRI)، ووحدة القضاء/اعتماد الملاريا في منظمة الصحة العالمية (GMP/WHO)، إضافة إلى المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية - غلايد (الجهة الممولة بالكامل للمشروع).
وأضافت الحوسني في تصريح صحفي أن المشروع يهدف إلى تأسيس قاعدة بيانات عن العوامل التي تسببت في انتشار مرض الملاريا بالمنطقة خلال الأعوام المائة السابقة، مشيرة إلى أن المشروع يشمل حاليا 18 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشارت إلى أن المشروع سيسهم في تعزيز تبادل المعلومات ودراسة عوامل إعادة ظهور الملاريا في المنطقة من خلال بناء منصة إلكترونية إقليمية حول الملاريا وتعزيز القدرة على رسم خرائط المخاطر الجغرافية، مع التركيز على الامتداد البيئي لبعوض "أنوفيليس" الناقل للملاريا وانتشار المرض تاريخياً إلى جانب دعم القدرات الاستراتيجية للحفاظ على خلو البلدان من الملاريا ودارسة التدخلات المبنية على الأدلة لمكافحة المرض والنواقل.
وأوضحت أن قاعدة البيانات التي سيوفرها المشروع ستضم خرائط توضيحية للمواقع الجغرافية، وإحصائيات ومعلومات تفصيلية عن أماكن توالد البعوض وتكاثره، وغيرها من العوامل البيئية التي ساهمت في انتشار الملاريا في المنطقة خلال قرن من الزمن.
وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني أن قاعدة البيانات ستلعب دورا بارزا في توحيد الجهود الإقليمية والعالمية وتعزيز قدرتها على مكافحة الملاريا، ووضع الخطط والدراسات التي تفضي إلى استئصال هذا المرض في العديد من دول العالم التي لا تزل تعاني منه.
البرازيل.. مبادرات بـ40 مليون دولار
أيضا ضمن ثمار تلك المبادرة الملهمة، أعلنت "مؤسسة إرث زايد الإنساني" 8 يناير/كانون الثاني 2025، تنفيذ عدد من المبادرات البيئية والمجتمعية في البرازيل، بقيمة 40 مليون دولار.
وستنفّذ المؤسسة هذه المبادرات من خلال الجهات التابعة لها، والتي تشمل: مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، مؤسسة الأنهار النظيفة المحدودة، وبالشراكة مع المؤسسات البرازيلية المعنية في المجالين البيئي والمجتمعي، مع التركيز على دعم السكان الأصليين في منطقة الأمازون، و"برنامج معالجة التلوث البلاستيكي في نهر الأمازون"، والبرنامج الإماراتي لزراعة 10,000 فسيلة نخيل وتدريب المزارعين في ولاية باهيا.
ماليزيا.. أول محمية للنمور
وفي إطار جهودها لحماية التنوع البيولوجي، وقّع صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، التابع للمؤسسة، في 16 يناير/كانون الثاني الماضي، اتفاقية تعاون مع مؤسسة إنغانغ لإدارة المناطق المحمية في ماليزيا، لإنشاء أول محمية للنمور في جنوب شرق آسيا، متخصصة في حماية النمر الملاوي المهدد بالانقراض والعديد من الأنواع الأخرى النادرة.
وبموجب هذه الاتفاقية، سيقدّم الصندوق دعماً مالياً بقيمة 22 مليون دولار أمريكي إلى المؤسسة الماليزية، على مدى خمس سنوات، لدعم محمية السلطان عبد الله الملكية للنمور، بالقرب من حديقة تامان نيجارا الوطنية، التي تبلغ مساحتها 1,340 كيلومتراً مربعاً، بهدف تعزيز قدرات المحمية، وتوفير بيئة مناسبة للحفاظ على النمر الملاوي وباقي النمور المهددة بالانقراض في الحياة البرية الماليزية.
الفلبين.. إحياء نهر الباسيج
وفي إطار جهودها البيئية، أبرمت دولة الإمارات وجمهورية الفلبين، في 12 فبراير/شباط الماضي، شراكة استراتيجية لإحياء نهر باسيج، المجرى المائي الحيوي في مانيلا، وذلك تحت إشراف مؤسسة إرث زايد الإنساني.
وتركّز هذه الشراكة على تنفيذ حلول وقائية وتصحيحية لإعادة تأهيل النهر، إلى جانب خلق فرص اجتماعية واقتصادية للمجتمعات المحلية المحيطة به.
وفي هذا السياق، أعلنت مؤسسة الأنهار النظيفة، المؤسسة العالمية غير الربحية التابعة لمؤسسة إرث زايد الإنساني، التزامها بتقديم ما يصل إلى 20 مليون دولار، لدعم المبادرات التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة للمجتمعات المعتمدة على نهر باسيج، بالإضافة إلى تعزيز الحلول التي يقودها الاقتصاد الدائري لمنع تسرب النفايات، واستعادة النهر إلى وضعه الطبيعي.
إثيوبيا.. مدارس للمكفوفين
على صعيد دعم التعليم، أعلنت دولة الإمارات، في 15 فبراير/شباط الماضي، تخصيص مبلغ 220 مليون درهم (60 مليون دولار) لتطوير المدارس، ودعم الاحتياجات التعليمية للطلاب المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية في جميع مناطق إثيوبيا.
وتأتي هذه المبادرة، التي تُشرف عليها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بالتعاون مع جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وتحت رعاية مؤسسة إرث زايد الإنساني، استكمالاً للنجاح الذي حققته مدرسة الشيخة فاطمة بنت مبارك للمكفوفين في أديس أبابا، والتي تم افتتاحها في مايو/أيار 2024.
وتمثّل هذه المبادرة خطوة مهمة في تطوير البنية التحتية التعليمية، والبرامج المصممة للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.
كازاخستان.. 3 مشاريع مستدامة
أيضا صمن ثمار تلك المبادرة المتواصلة على مختلف الأصعدة، أعلنت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، مايو/ آيار الماضي تدشين ثلاثة مشاريع مستدامة تخص قطاعات تأهيل أصحاب الهمم والقطاع الرياضي والاجتماعي في جمهورية كازاخستان، وذلك بتوجيهات وإشراف من مؤسسة إرث زايد الإنساني، المنصّة الهادفة إلى تخليد إرث البذل والعطاء الذي رسّخه الأب المؤسّس.
مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
وفي مبادرة ملهمة جديدة قبل عدة شهور، أصدر الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، مارس/ آذار 2025 قرارًا بإنشاء "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني".
واطّلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على رؤية المؤسسة واستراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز الإمكانات البشرية، ودعم أولويات الصحة العالمية، وإتاحة الفرص للمجتمعات الأكثر احتياجًا حول العالم، بجانب إثراء الجهود المستدامة في مجال الصحة العالمية والتنمية الشاملة للجميع، من خلال الاستثمار في الحلول الواعدة التي تتيح تمكين الأفراد والمجتمعات وتحقق ازدهارها.
وتستهدف المؤسسة، خلال السنوات الخمس المقبلة، إيصال برامجها إلى أكثر من 500 مليون شخص في أكثر من 50 دولة، تشمل دولًا في آسيا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، لتكون امتدادًا للمبادرات الخيرية التي يرعاها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من أجل تمكين المجتمعات، وضمان الصحة للجميع، وتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار.
وستعمل المؤسسة على توسيع نطاق الإنجازات التي حققتها مبادرة "بلوغ الميل الأخير"، والتي أشرفت على تنفيذها سابقًا، وتشمل التزامات طموحة وخططًا لمكافحة شلل الأطفال والملاريا وعدد من الأمراض المدارية المهملة، وستندرج جميعها ضمن مبادرات المؤسسة.
وتتبع المؤسسة الجديدة "مؤسسة إرث زايد الإنساني"، التي تحدد التوجهات الإستراتيجية للعمل الخيري للمؤسسات التابعة لرموز الدولة، وتشرف على مجموعة من المؤسسات الخيرية والجوائز في مختلف القطاعات، بهدف تقديم تأثير نوعي للمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم.
صندوق البدايات
وفي أولى ثمار تلك المبادرة، أعلنت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، أبريل/نيسان الماضي مع عدد من شركائها عن إطلاق مبادرة “صندوق البدايات” في أفريقيا لتحسين صحة الأمهات والمواليد الجدد وتقليل نسبة الوفيات بينهم.
وستقدِّم مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، الدعم المالي الأوَّلي لـ"صندوق البدايات"، الذي سيتعاون مع عدد من الحكومات الأفريقية والمنظمات الوطنية والخبراء الدوليين المختصين لتفادي أكثر من 300,000 حالة وفاة يمكن تجنُّبها، من خلال تحسين الرعاية الصحية لنحو 34 مليون أُمٍّ وطفل في عدة دول في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بحلول عام 2030.
وتقدِّم مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني دعماً مالياً بقيمة 125 مليون دولار للصندوق والمبادرات الداعمة لها.
وبالتعاون مع شركاء التنفيذ في الدول المعنية، سيعمل صندوق البدايات في 10 دول، هي إثيوبيا وغانا وكينيا ومالاوي وليسوتو ونيجيريا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وزيمبابوي، وسيواصل حشد التمويل واستثماره في مبادرات متعددة السنوات.
وقف الأب.. مبادرة ملهمة
جاء إطلاق مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني بالتزامن مع نجاح حملة "وقف الأب"، التي انطلقت مطلع مارس/آذار الماضي، بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام يُخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في 28 مارس/آذار، أن الحملة حققت نجاحًا غير مسبوق، بتجاوزها مستهدفاتها خلال أقل من شهر، مؤكدًا استمرارها وإبقاء باب المساهمة مفتوحًا طوال العام.
وبلغت المساهمات في الحملة نحو 3,720,063,487 درهمًا، بدعم من أكثر من 277 ألف مساهم.
وتُعد الحملة بمثابة صدقة جارية عن الآباء في دولة الإمارات، وتشجع على المساهمة في أعمال البر، وفي مقدمتها بر الوالدين، ما يعزز التماسك المجتمعي.
وتتوافق أهداف الحملة مع رؤية دولة الإمارات وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، وتحديدًا الهدف الثالث: "الصحة الجيدة والرفاه".
مكافحة الجوع.. إنجازات بالجملة
أيضا على صعيد مبادرات الإمارات الملهمة لمكافحة الجوع وسوء التغذية في العالم، اختتمت فرق العمل الميدانية من دولة الإمارات ومنظمة الصحة العالمية، بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن، يوليو/تموز الماضي المرحلة الأولى ضمن المبادرة المشتركة لمكافحة سوء تغذية النساء والأطفال في جزيرة سُقطرى.
يأتي هذا فيما تواصل دولة الإمارات جهودها الإغاثية عبر "عملية الفارس الشهم 3"، من خلال إنزال المساعدات عبر عملية "طيور الخير" ودعم تكيات الطعام شمال قطاع غزة، والمساهمة في توفير آلاف الوجبات اليومية للأهالي الذين يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية في ظل تفاقم أزمة المجاعة، نتيجة الحرب والحصار.
وقبل نحو شهر، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إنجاز المشروع الإنساني الذي أطلقه في رمضان 2022، لتوفير مليار وجبة للمحتاجين حول العالم، بالكامل.
وخلال 3 سنوات، أتم المشروع خلال شهر يوليو/ تموز الماضي توزيع مليار وجبة في 65 دولة حول العالم، ومن المرتقب أن يتم توزيع 260 مليون وجبة إضافية خلال العام القادم.
جاء إطلاق تلك المبادرة النوعية بهدف المساهمة في مكافحة الجوع الذي يهدد حياة 828 مليون إنسان في العالم.
وتعد مبادرة "مليار وجبة"، أكبر مبادرة إطعام من نوعها في المنطقة، وتسعى إلى توفير الدعم الغذائي للفئات الأقل حظاً من الأفراد والأسر والنساء والأطفال، وذلك في إطار نهج شمولية العمل الإنساني الذي تتبعه دولة الإمارات بتقديم المساعدة والعون في المجتمعات كافة من دون تمييز.
وقبيل شهر من هذا الإنجار الإنساني، أعلنت حملة "المليار وجبة"، يونيو/حزيران الماضي إنجاز مشاريع نوعية لمكافحة سوء التغذية في 3 دول أفريقية هي النيجر وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الاستئماني "يونيتلايف"، وذلك ضمن الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين والتي بدأت في العام 2022، من أجل دعم المجتمعات الأقل حظاً حول العالم وتمكينها من تلبية احتياجاتها الغذائية وتوفير العيش الكريم لأفرادها.
مبادرة محمد بن زايد للماء.. اتفافيات جديدة
ومن مكافحة الجوع إلى مواجهة تحدي ندرة المياه تتواصل مبادرات الإمارات.
ويحل اليوم العالمي للعمل الإنساني 2025، فيما يواصل العالم جني ثمار "مبادرة محمد بن زايد للماء".
ولمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة الماء، تم إطلاق "مبادرة محمد بن زايد للماء" يوم 29 فبراير/شباط 2024، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه وخطورتها على المستوى الدولي بجانب تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم.
وفي إطار تنفيذ أهداف المبادرة، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع مارس/آذار 2024 الإعلان عن شراكة بين "مبادرة محمد بن زايد للماء" ومؤسسة "إكس برايز" الأمريكية، بهدف إطلاق مسابقة "إكس برايز للحد من ندرة المياه" التي ستمولها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، وتتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار، لتحفيز المبتكرين حول العالم على تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.
أيضا في إطار تحقيق أهداف المبادرة، لمعالجة ندرة المياه العالمية من خلال تقنيات مبتكرة ومتقدمة، وقّعت "مبادرة محمد بن زايد للماء"، مذكرة تفاهم، مايو/ آيار الماضي مع معهد تحلية مياه البحر والاستخدام متعدد الأغراض التابع لوزارة الموارد الطبيعية “تيانجين” في جمهورية الصين الشعبية، لتعزيز التعاون وتسريع تطوير حلول الابتكار التكنولوجي في مجال تقنيات تحلية المياه.
وقبيل توقيع تلك المذكرة بنحو شهر، أطلقت "مبادرة محمد بن زايد للماء" أبريل/نيسان الماضي برنامج "تحدي المياه" الذي يهدف إلى المساهمة في تسريع تطوير وتطبيق حلول مبتكرة لتعزيز كفاءة استخدام المياه.
وأعلنت المبادرة عن أول تحد ضمن سلسلة التحديات التابعة للبرنامج بعنوان "تحدي المياه من أجل الزراعة" لدفع عجلة الابتكار في تطوير تقنيات وحلول فعالة وعملية تساهم في تقليل استهلاك المياه في القطاع الزراعي، والحفاظ على إنتاجية المحاصيل وتحسينها.
ويستقبل "تحدي المياه من أجل الزراعة" البالغ مجموع جوائزه 8 ملايين درهم، مشاركة المبتكرين من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وحول العالم، حيث سيُطلب من الفِرق المشاركة اختبار واستعراض إمكانية تطبيق حلولهم المبتكرة في الدولة بحلول ديسمبر 2026، مع إمكانية تطبيقها كذلك في مناطق أخرى تواجه تحديات مماثلة.
أيضا ضمن جهود المبادرة لتحقيق أهدافها، وقعت مبادرة محمد بن زايد للماء والبنك الدولي فبراير/شباط الماضي مذكرة تفاهم لتوحيد الجهود الرامية إلى تسريع الابتكار والاستثمار لمعالجة أزمة ندرة المياه العالمية وتعزيز الأمن المائي حول العالم.
وتعد الإمارات من أبرز المساهمين في تمويل وتنفيذ مشروعات توفير مياه شرب النظيفة للمحتاجين حول العالم، وذلك عبر مجموعة من المؤسسات مثل صندوق أبوظبي للتنمية، ومؤسسة "سقيا الإمارات"، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وغيرها من الجهات الوطنية الناشطة في هذا المجال.
مبادرات تتوالى لمواجهة أبرز تحديات البشرية وتعزيز التضامن الإنساني تبرز المواقف الإنسانية النبيلة للإمارات، قيادة وشعباً، في التسابق لفعل الخير ومدّ يد العون لكل محتاج في العالم، بما يبرز ثقافة الكرم والأخوة الإنسانية، التي تشكل جزءاً من قيم ومبادئ المجتمع الإماراتي الذي عود العالم على عطاء لا ينضب.