الإمارات تخفف أوجاع العالم.. مبادرات عابرة للقارات لإغاثة متضرري الكوارث الطبيعية

في مشهد يجسد أسمى معاني التضامن الإنساني، تبذل دولة الإمارات جهودًا مكثفة لإخماد حرائق الغابات في ألبانيا، مؤكدة مكانتها كإحدى أسرع دول العالم استجابةً للكوارث الطبيعية.
وتأتي هذه المبادرات العابرة للحدود والقارات لتخفيف آثار الكوارث وحماية الأرواح، لترسخ موقع الإمارات كمركز عالمي للتدخل الإنساني الفعال وداعم دائم للمنكوبين حول العالم.
ولا تتعامل دولة الإمارات مع الكوارث باعتبارها تحديات طارئة فحسب، بل تنظر إليها كفرصة لتعزيز التضامن الإنساني، وتقديم نموذج يُحتذى في التنسيق الدولي، والتعاون المشترك.
فأينما يممت وجهك بالعالم، ستجد أيادي الإمارات البيضاء حاضرة في كل مكان، تشهد ويشهد معها تاريخ الإنسانية على عطاء لا ينضب ومسيرة خير مستدامة تجسد مفهوم الأخوة الإنسانية كما ينبغي أن يكون، وتبعث الأمل في نفوس العالم بغد أفضل.
وخلال الفترة الحالية، يواصل فرق الإنقاذ الإماراتي عمليات إطفاء الحرائق المشتعلة في مواقع متفرقة في غابات ألبانيا، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بدعم جهود إطفاء حرائق الغابات في ألبانيا.
تأتي تلك الجهود الإغاثية بعد عدة شهور، من مشاركة فريق الإمارات للبحث في تنفيذ مهمة إنسانية في ميانمار، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد مارس/ آذار الماضي، حظي خلالها بتكريم رسمي وشعبي.
جاء دعم ميانمار بعد أسابيع من الإعلان عن تقديم مساعدات لكل من الصومال وبنغلاديش وتشاد والبرازيل يناير/ كانون الثاني الماضي في إطار جهود الإمارات الإنسانية المستمرة لدعم الشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية.
تأتي جهود دعم وإغاثة ألبانيا وميانمار والصومال وبنغلاديش وتشاد والبرازيل في 2025، بعد تقديم مساعدات على مدار عام 2024 لكل من: بوركينا فاسو، والبرازيل، والفلبين، وإثيوبيا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، واليمن، ونيجيريا، ونيبال، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون.
وقبيل ذلك، سجلت الإمارات لوحة تضامن إنسانية ملهمة في وقوفها إلى جانب الأصدقاء والأشقاء عبر عملية "الفارس الشهم 2" بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فبراير/ شباط 2023، إلى جانب مساندتها للمغرب بعد الزلزال الذي ضربها سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، ودعم ليبيا بعد إعصار "دانيال" الذي ضربها بعد أيام من زلزال المغرب.
يأتي ذلك في إطار استجابة دولة الإمارات الإغاثية الفورية للمتضررين جراء الكوارث والأزمات والزلازل والأعاصير في مختلف الدول، انطلاقاً من مسؤولياتها الدولية ورسالتها الحضارية والتزاماتها الإنسانية لسرعة مد يد العون ومساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين في شتى أنحاء العالم، وتأكيداً للدور الإماراتي الإنساني الرائد وجاهزية وكفاءة فرق العمل المختلفة في البحث والإنقاد والإغاثة.
حرائق ألبانيا
ضمن أحدث جهود الإغاثة، يواصل فرق الإنقاذ الإماراتي عمليات إطفاء الحرائق المشتعلة في مواقع متفرقة في غابات ألبانيا لليوم الخامس على التوالي بالمتابعة والتنسيق مع الجانب الألباني.
ويبذل فريق الإنقاذ الإماراتي قصارى جهده للتعامل مع الحرائق، مع استمرار المراقبة الميدانية لمواقع الحرائق لضمان إخماد الحرائق ومنع تجدد النيران، رغم الصعوبات التي تواجه الفريق ومنها ارتفاع درجات الحرارة.
وكان الفريق باشر عملية إطفاء الحرائق من غابات قرامش والمناطق المجاوره لها من يوم الاثنين الماضي تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بدعم جهود إطفاء حرائق الغابات في جمهورية ألبانيا، حيث يستخدم الفريق أحدث المعدات اللازمة في عملية الإطفاء بكل اقتدار وكفاءة.
وتشارك دولة الإمارات بطائرات ومعدات ومواد مكافحة الحرائق اللازمة.
ويتم تنفيذ هذه المهام بالتنسيق بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية ممثلة بهيئة أبوظبي للدفاع المدني.
وتعكس توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تضامن دولة الإمارات قيادة وشعباً مع حكومة وشعب ألبانيا الصديق لمواجهة كارثة الحرائق غير المسبوقة التي تشهدها بلادهم حالياً.
وأكد عدد من المسؤولين الألبانيين عن تقديرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة وللقيادة الرشيدة في الوقوف بجانب بلادهم في الوضع الراهن،كما أشاد المسؤولون بالطاقم الإماراتي المكلف بعملية الإنقاذ المتواجد في ألبانيا وبالاحترافية العالية في التعامل مع الحرائق الذي كان له كبير الأثر في سرعة الإنجاز.
ميانمار.. إغاثة عاجلة
تأتي تلك الجهود بعد عدة شهور من إتمام فرق الإنقاذ الإماراتية مهامها الإنسانية في المناطق المتأثرة بالزلزال الذي ضرب ميانمار 28 مارس/ آذار الماضي، في إطار الجهود التي تبذلها الإمارات في دعم المجتمعات المنكوبة حول العالم.
وكانت دولة الامارات قد سارعت تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبشكل عاجل إلى إرسال فريق البحث والإنقاذ لدعم جهود البحث والإنقاذ للمتأثرين من آثار الزلزال الذي ضرب ماينمار، لتواصل تجسيد قيم التعاون والتضامن والتآزر العالمي، من خلال سرعة مساعدة المتضررين والجرحى والمصابين، والتخفيف من معاناة المتأثرين والمنكوبين، وهو دور إنساني راسخ تضطلع به الإمارات في مختلف أنحاء العالم.
وقوبلت جهود الإمارات العربية المتحدة في إرسال فريق إنقاذ لمساعدة المتضررين من زلزال ميانمار بإشادة واسعة من قبل المواطنين في ميانمار، الذين عبّروا عبر مواقع التواصل عن امتنانهم العميق لهذا الدعم الإنساني.
وفي ختام أعماله الإغاثية، كرمت حكومة ميانمار، أبريل/ نيسان الماضي، فريق الإمارات للبحث والإنقاذ، وذلك تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلها خلال تنفيذه المهام الإنسانية، وأكدت أن حضور الفريق الإماراتي أسهم بشكل ملموس في إنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة المتضررين.
الصومال وبنغلاديش وتشاد والبرازيل
أيضا في إطار جهودها الإنسانية المستمرة لدعم الشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية، أرسلت دولة الإمارات يناير/ كانون الثاني الماضي 700 طن من الإمدادات الغذائية العاجلة إلى المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت عدة مناطق في الصومال.
وفي الشهر نفسه، نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حملة إغاثية شتوية 2024-2025، في بنغلاديش، بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات، مستهدفة 5000 مستفيد في مناطق مختلفة، وذلك في إطار جهودها الإنسانية للتخفيف من آثار فصل الشتاء القاسي على الفئات الأكثر ضعفًا.
أيضا في إطار استجابتها العالمية للاحتياجات الإنسانية، قدمت دولة الإمارات مساعدات شاملة لجمهورية تشاد، خلال الفترة من 25 ديسمبر/كانون الأول 2024 وحتى 15 يناير/كانون الثاني 2025، بهدف دعم الأسر المستحقة وتعزيز الأمن الغذائي في المناطق الأكثر تضررًا والتخفيف من الآثار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة في تشاد.
وتضمنت المساعدات الإنسانية التي بلغت 1000 طن، 30 ألف سلة غذائية وأكثر من 20 ألفا من الأغطية وغيرها من المستلزمات، ما أسهم في تحسين الظروف المعيشية لما يزيد على 150 ألف شخص، خاصة في المناطق الريفية والنائية.
ومن تشاد إلى البرازيل، التي تجني خلال العام الجاري ثمار إحدى أهم المبادرات الإنسانية التي أطلقتها الإمارات عام 2024، وهي "مبادرة إرث زايد الإنساني" التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، 29 مارس/آذار 2024، بإطلاقها بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
وفي يناير/كانون الثاني 2025، أعلنت مؤسسة "إرث زايد الإنساني" تنفيذ عدد من المبادرات البيئية والمجتمعية في جمهورية البرازيل الاتحادية بقيمة 40 مليون دولار، تزامناً مع الاحتفاء بمرور 50 عاما من مسيرة العلاقات الإماراتية-البرازيلية.
مبادرات 2024
وعلى مدار عام 2024، قدمت الإمارات مساعدات إنسانية عابرة للحدود والقارات، من بينها تقديم مساعدات أكتوبر/ تشرين الأول للمتأثرين من الإعصار الذي ضرب مناطق متفرقة في جمهورية الفلبين.
وفي الشهر نفسه، أعلنت الإمارات تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للأسر المتضررة نتيجة الفيضانات التي اجتاحت عددا من الولايات في موريتانيا، ما تسبب في خسائر مادية جسيمة، وأجبر آلاف السكان على مغادرة قراهم ومساكنهم.
جاء ذلك بعد شهر من إرسال طائرة تحمل على متنها 50 طنا من الإمدادات الغذائية إلى نيجيريا، للتخفيف من معاناة السكان، الذين تأثروا بالفيضانات التي اجتاحت مناطق عديدة، واستبق ذلك تنظيم حملة إغاثية لمتضرري الفيضانات في الحديدة باليمن، بدعم من دولة الإمارات أغسطس/آب.
ومن اليمن إلى الفلبين، حيث أرسلت دولة الإمارات مطلع أغسطس/آب، طائرة محملة بالمساعدات الإغاثية، عقب الانهيارات الأرضية والفيضانات التي تسبب بها الإعصار كارينا، ما أسفر عن وقوع خسائر في الأرواح وأضرار كبيرة في الممتلكات.
جاء هذا بعد أيام من إرسال دولة الإمارات 27 يوليو/تموز مساعدات إغاثية إلى جنوب إثيوبيا عقب الانهيارات الأرضية التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة، ما أسفر عن وقوع خسائر في الأرواح وأضرار كبيرة في الممتلكات.
وقبيل ذلك بأسابيع، أرسلت دولة الإمارات إلى كينيا مايو/أيار الماضي 5 طائرات تحمل على متنها 200 طن من المساعدات الإغاثية، والتي تشمل المواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية، وذلك ضمن توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتخصيص مبلغ 15 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الفيضانات وتداعيات الأمطار الغزيرة التي اجتاحت كينيا ، وأدت إلى مقتل مئات الأشخاص الأبرياء ونزوح الآلاف من السكان.
وفي الشهر نفسه، أرسلت دولة الإمارات 3 طائرات حملت على متنها 300 طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية لمساعدة المتضررين من الفيضانات وتداعيات الأمطار الغزيرة التي اجتاحت البرازيل.
وتعد الإمارات واحدة من أهم عناصر المواجهة الدولية لتخفيف آثار الكوارث الطبيعية، وذلك بفضل مبادراتها الإنسانية والتزامها الأخلاقي تجاه الضحايا والمتأثرين، إذ نجحت في إرساء نهج متفرد في هذا الصدد يقوم على تقديم العون والإغاثة لمستحقيها دون تمييز لجنس أو عرق ودين.
وتركت الاستجابة الإماراتية العاجلة تجاه الدول التي تعرضت للكوارث الطبيعية أثرا طيبا في حياة الملايين من السكان المحليين، وأسهمت في التخفيف من معاناتهم.
تقدير دولي يتزايد
ريادة إنسانية، توجت بإشادات دولية متواصلة، كان أحدثها إشادة من المسؤولين في ألبانيا بجهود الإمارات الداعمة لبلادهم، استبقها تكريم من حكومة جمهورية اتحاد ميانمار في أبريل/نيسان الماضي، لفريق الإمارات للبحث والإنقاذ، تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلها خلال تنفيذه المهام الإنسانية والإغاثية في المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب البلاد.
وقبل عدة شهور، أشادت الأمم المتحدة مارس/ آذار الماضي بجهود الإمارات الإنسانية وأكدت أن دولة الإمارات تعد حليفًا نشطًا وفعّالاً في الاستجابات الإنسانية على مستوى العالم.
وأشادت بمبادرات وجهود دولة الإمارات الإنسانية حيث شهد العام الماضي إنشاء مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، تلاه تأسيس وكالة الإمارات الدولية للمساعدات الإنسانية، كما تستضيف دولة الإمارات أكبر مركز لوجستي إنساني في العالم، وهو "دبي الإنسانية" التي تلعب دورًا محوريًا في دعم جهود الاستجابة الإنسانية العالمية.
إشادة أممية جاءت بعد شهر من حصول دولة الإمارات على وسام الشرف، من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال برنامج "نتّحد"، الذي أقيم بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لزلزال 6 فبراير/شباط 2023، حيث كان لدولة الإمارات دور رائد في تقديم المساعدات لتركيا.
ونفذت دولة الإمارات في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا عملية "الفارس الشهم 2"، التي أسفرت عن إنقاذ عشـرات الأشخاص من تحت الركام، وعلاج 13.500 مصاب، إضـافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 15.200 طن عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طناً من مواد المساعدات العاجلة بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية، في حين تم نقل 8252 طناً من المساعدات الإنسـانية باستخدام 4 سفن شحن، لنقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة.
تكريم استبقه حصول الإمارات على المركز الرابع عالمياً في الكرم والعطاء ضمن مؤشر القوة الناعمة لعام 2025.
تقديردولي يتزايد، تُوج بمنح "برلمان البحر الأبيض المتوسط"، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" في مايو/أيار 2024 تقديرا لجهوده الخيرة على مدى عقود.
وأسهمت المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تعزيز مكانة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، وذلك سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وضمن مبادئ الأخوة الإنسانية وقيم التسامح والتعايش والسلام التي تتبناها دولة الإمارات وتساهم في تعزيز نشرها على المستوى العالمي.