الإمارات حلم الشباب العربي ومصدر إلهامه للعام الـ11.. رسائل ودلالات
رسائل ودلالات عديدة حملها اختيار الشباب العربي دولة الإمارات للعام الـ11 على التوالي كبلد يرنو للعيش فيه ويريد لبلدانه أن تقتدي به.
رسائل تعكس في مضمونها حجم الحب الذي يكنه الشباب العربي للإمارات، وشهادة قوية وصادقة منهم بأن توجهات قيادتها في النهوض بالاقتصاد وتمكين الشباب بات مصدر إلهام ونموذج يقتدى به، وأن الإقامة والعمل في "دار زايد" أضحى حلما جميلا يتمنون تحقيقه.
شهادة شعبية شبابية ترسخ بها الإمارات موقعها وجهة أولى للشباب للعيش والعمل وتحقيق الأحلام والتطلعات.
تتويج الإمارات كوجهة مفضلة لدى الشباب العربي، جاء حسب استطلاع أصداء "بي سي دبليو" الرابع عشر لرأي الشباب العربي الذي صدر، اليوم الأربعاء.
ووصلت شعبية دولة الإمارات هذا العام بوصفها مكانا مفضلا للعيش إلى أعلى مستوياتها منذ بدأ الاستطلاع.
أهمية خاصة
تحمل نتائج الاستطلاع هذا العام أهمية خاصة، تؤكد صحة حدس وتوقعات وثقة الشباب العربي في الإمارات وقيادتها وسياساتها، كونها تأتي بعد شهر من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وفدا من الشباب الإماراتي بمناسبة اليوم الدولي للشباب 12 أغسطس/ آب الماضي في لقاء رسم خلاله خارطة طريق لتعزيز تمكين الشباب وتطوير قدراته وزيادة إسهاماته للنهوض بالوطن.
لقاء تضمن رسائل تعكس ثقة القيادة الإماراتية بشباب الوطن بعد أن " أثبتوا جدارتهم في كل المجالات وأصبحوا مصدر إلهام لغيرهم"، وأضحوا بدعم من القيادة يمتلكون الإرادة والعلم والثقافة الواسعة والوعي الكبير بقضايا وطنه.
جاء هذا اللقاء بعد نحو شهر من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفدا من الشباب الموهوبين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاركين في الملتقى الذي ينظمه مركز الشباب العربي 5 يزليز/ تموز الماضي.
لقاء تضمن أيضا رسائل هامة، أكد خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية تعزيز التواصل والحوار بين شباب دول مجلس التعاون من خلال مختلف المنصات لمناقشة أفكارهم ورؤاهم وتطلعاتهم نحو المستقبل بجانب التحديات التي تواجههم.
كما أكد أهمية دور الشباب في خدمة مجتمعاتهم ودولهم فهم المحرك الرئيس للتطور والتنمية وهم مرتكز رئيس لتقدم أوطانهم وعماد حاضرها وضمان مستقبلها، مشيراً إلى ضرورة تمكين الشباب والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم خلال المرحلة المقبلة لمواجهة التحديات التي تشهدها المجتمعات.
رسائل اللقائين تعكس في مجملها ثقة قيادة دولة الإمارات بقدرات الشباب صنّاع المستقبل وعماد التنمية، وحرصها على تطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم باعتبارهم الثروة الدائمة التي ينبغي العمل على تنميتها وتعظيم الاستفادة منها، بشكل يعينهم على مواجهة التحديات ويعزز دورهم ومساهمتهم في دفع مسيرة تطور المجتمع وتقدم دولة الإمارات ورسم ملامح مستقبلها.
صناعة المستقبل
أيضا تحمل نتائج الاستطلاع أهمية خاصة كونها تأتي بعد يومين من الكشف عن إطلاق أول مستكشف إماراتي وعربي على سطح القمر شهر نوفمبر المقبل، في إنجاز تاريخي مرتقب كان للشباب الإماراتي دور كبير في تحقيقه بدعم من قيادة البلاد.
ورفعت دولة الإمارات سقف تمكين الشباب إلى مستوى قيادة عملية تخطيط المستقبل والمشاركة في صناعته، والذي بدا واضحاً من خلال أهم مشروعين تنمويين على مستوى المنطقة والمتمثلين في مشروع "مسبار الأمل" لاكتشاف المريخ، وتدشين عصر الطاقة النووية بافتتاح محطة براكة.
وشكلت الكفاءات الإماراتية الشابة من العلماء والخبراء أهم مكتسبات المشروعين بعد مشاركتهم الفاعلة في المجالات العلمية والتقنية والهندسية والإدارية.
ويظهر دورهم البارز في صناعة المستقبل خلال مشروعات الإمارات الطموحة في الفضاء وإنجازاتها البارزة في هذا الصدد.
وفي 15 يونيو/حزيران الماضي خلال استقباله فريق عمل مهمة الإمارات لاستكشاف القمر والتي تشكّل استكمالاً لاستراتيجية دولة الإمارات الطموحة في استكشاف الفضاء الخارجي، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ثقته بقدرة شباب الوطن الوصول لآفاق علمية جديدة تعزز ريادة الإمارات في مجالات الفضاء.
وكانت الإمارات أعلنت في 29 سبتمبر/ أيلول 2020 عن أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر والتي تدخل ضمن الاستراتيجية التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء "2021 - 2031"، حيث يشمل المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم "راشد"، يتم تصميمه وبناؤه بجهود إماراتية 100%،
لتكون دولة الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية ، وأول دولة عربية تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر.
الاقتصاد الإماراتي.. نمو متواصل
أيضا تأتي نتائج الاستطلاع بعد أسابيع من كشف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن تجارة الإمارات غير النفطية حققت قفزة نوعية خلال النصف الأول من العام الجاري 2022 حيث تجاوزت التريليون درهم لتصل لتريليون و58 مليار درهم مسجلة نمو 17% عن نصف العام الماضي 2021، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد، الأمر الذي يؤكد أن نمو الاقتصاد الإماراتي التصاعدي راسخ، وأن بيئته التجارية هي الأفضل.
الشباب العربي.. دعم مستمر
كما تأتي نتائج الاستطلاع بعد نحو شهر من قيام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تعيين الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لمركز الشباب العربي.
وتحرص الإمارات على تعزيز مشاركة الشباب على المستوى الإقليمي من خلال مركز الشباب العربي الذي تم الإعلان عنه في القمة العالمية للحكومات 2017، حيث يمثل مركزاً إقليمياً للشباب في دولة الإمارات ويساعد على تطوير قدرات الشباب ويدعم الابتكار والإبداع في العالم العربي. كما ينفذ المركز مبادرات في مختلف القطاعات ويجري الأبحاث بين الشباب العرب لمساعدة صناع القرار في وضع سياسات صديقة للشباب.
وتعيين الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لمركز الشباب العربي يجسد دعم قوي لمركز الشباب العربي، لإيمان بأن الشباب هم ثروة المنطقة؛ وهم القادرون على المساهمة بشكل أساسي في بناء المجتمعات وتسريع مسارات التنمية.
وكان المركز قد نظم مطلع هذا العام فعاليات الاجتماع العربي للقيادات الشابة ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي بالشراكة مع جامعة الدول العربية ومشاركة 15 من وزراء الشباب وأكثر من 50 من قادة ومدراء مؤسسات التمكين الشبابي في المنطقة العربية ونحو 120 من الشباب الريادي في مختلف مجالات العمل الشبابي.
وخلال الفترة من 29 أغسطس/ آب الماضي وحتى 15 سبتمبر/ إيلول الجاري، فتح المركز باب التسجيل في النسخة الثانية والموسعة من "برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي"، الذي ينظمه بالشراكة مع مكتب الذكاء الاصطناعي بمكتب رئاسة مجلس الوزراء في الدولة ، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وكبرى مؤسسات ومنصات التكنولوجيا العالمية.
يقدم البرنامج مهارات تخصصية هادفة لتمكين الشباب العربي بأحدث المهارات والمعارف والخبرات في تخصصات التكنولوجيا المتقدمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
نتائج الاستطلاع
اختار الشباب العربي- للعام الحادي عشر على التوالي- دولة الإمارات بلدا يرنو للعيش فيه و يريد لبلدانه أن تقتدي به وذلك حسب استطلاع أصداء "بي سي دبليو" الرابع عشر لرأي الشباب العربي الذي صدر اليوم الأربعاء.
وأظهر الاستطلاع أن الإمارات هي البلد المفضل لحوالي ثلثي "57%" من الشباب والشابات العرب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاما متفوقة بذلك على الولايات المتحدة "24%" وكندا "20%" وفرنسا "15%" وألمانيا "15% ".
وأجرت شركة أصداء بي سي دبليو وهي شركة استشارات العلاقات العامة بالتعاون مع شركة " أي دي إس" للبحوث والاستشارات 3,400 مقابلة شخصية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18و 24 عاما في 50 مدينة عبر 17 دولة عربية خلال الفترة من 13 مايو إلى 16 يونيو الماضيين وتوزعت عينة المشاركين بالتساوي بين الجنسين.
وكشف الاستطلاع عن أهم 5 عوامل جذب في دولة الإمارات وتتمثل إلى جانب القيادة الحكيمة للبلاد.
اقتصادها المتنامي وبيئتها الآمنة وحزم الرواتب المجزية والمجموعة الواسعة التي توفرها من فرص العمل.
أما عوامل الجذب الأخرى لدولة الإمارات فتشمل احترامها للتقاليد الثقافية في المنطقة وجودة نظامها التعليمي وسهولة بدء الأعمال.
ووصلت شعبية دولة الإمارات هذا العام بوصفها مكانا مفضلا للعيش إلى أعلى مستوياتها منذ بدأ الاستطلاع طرح سؤال بهذا الخصوص في عام 2012 بعدما اختار 37% من المشاركين دولة الإمارات حينها بلدا مفضلا للعيش تلتها فرنسا والولايات المتحدة.
وتنتشر جاذبية دولة الإمارات عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع اختيارها من قبل 51% من شباب دول شمال أفريقيا لتأتي بعدها الولايات المتحدة "24%".
وكانت الإمارات الخيار الأول لشباب دول شرق المتوسط أيضا بواقع "57%" تليها كندا "31%" والبلد المفضل للعيش لدى 63% من مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تليها الولايات المتحدة 19% .
وللعام الحادي عشر على التوالي ظلت الإمارات الدولة التي يريد معظم الشباب العرب لبلدانهم أن تقتدي بها باعتبارها الدولة النموذجية لـ 27% من الشباب العربي عموما و تفوقت الإمارات على كل من الولايات المتحدة 22% وكندا 18% وألمانيا 14% وفرنسا 11% وتركيا 11% .
نموذج ملهم
رسائل تعكس في مضمونها حجم الحب الذي يكنه الشباب العربي للإمارات، وشهادة منهم بحجم إنجازاتها ونجاحاتها، والتقدير لسياساتها الداعمة ليس لشباب الإمارات فقط بل وللشباب العربي بشكل عام.
وتعد الإمارات نموذجاً يحتذى في تمكين الشباب، الأمر الذي عزز من الهوية الوطنية وروح الانتماء والقيادة لديهم.
وتقوم سياسة دولة الإمارات على الاستثمار في الإنسان خاصة الشباب كونهم الثروة والرافد الأساسي لمسيرة التنمية المستدامة.
وخصص مجلس الوزراء الإماراتي منصبا لوزير الدولة للشباب، كما يشغل حاليا ما يزيد عن 600 شاب وشابة مناصب قيادية في مختلف الجهات الحكومية الاتحادية، فيما تعد دولة الامارات من أوائل الدول التي عملت على مأسسة عملية تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المسارات التنموية لدولة الإمارات.
واتخذت الإمارات خلال السنوات الماضية مجموعة من الخطوات لتفعيل مشاركة الشباب وتعزيز روح القيادة لديهم وفي مقدمتها اعتماد مجلس الوزراء في عام 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب.
وبعد إعلان تشكيل مجلس الإمارات للشباب تم إعلان تشكيل سبع مجالس محلية للشباب على مستوى الإمارات السبع لتكون صوتاً للشباب على مستوى الإمارات كما تم إطلاق المجالس المؤسسية التي تعمل كأذرع تمثيلية للشباب في كافة مؤسسات القطاع الخاص والعام في دولة الإمارات.
واعتمدت حكومة دولة الإمارات في عام 2018 إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب التي تضطلع بمهمة التنسيق مع مجالس الشباب المحلية بهدف وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في دولة الإمارت وضمان توافق أهداف وخطط واستراتيجيات وأنشطة تلك المجالس مع الخطط العامة للدولة في مجال الشباب.
وفي 3 فبراير/شباط 2020، اعتمد مجلس الوزراء اختيار 33 من الشباب المتقدمين في عضوية مجالس إدارات الجهات الاتحادية، وذلك لتعزيز المشاركة الشبابية في تطوير حلول لمختلف الملفات والقضايا الوطنية.
مبادرات عربية
لم تكتف الإمارات بالعمل على تمكين الشباب الإماراتي وتزويدهم بالعلم والمعرفة، بل قامت بتحويل نفسها إلى منصة عالمية للابتكار تحتضن المواهب، وتلهم الشباب العربي لتسخير العلوم والتكنولوجيا الحديثة لخير البشرية جمعاء.
ولا تكاد تمر فترة قليلة إلا وتطلق الإمارات برنامج أو مبادرة أو مركزا للاهتمام بالشباب العربي، وتطوير طموحاته، ونقل خبراتها وتجاربها في تمكين ودعم الشباب للأشقاء في الدول العربية الأخرى.
أطلقت في هذا الصدد برنامج "نوابغ الفضاء العرب" الأول من نوعه عربياً، ومبادرة "المليون مبرمج"، ومركز الشباب العربي، الذي قام منذ تأسيسه عام 2017 وحتى اليوم، بإطلاق برامج وفعاليات ومبادرات لدعم الشباب العربي في مختلف المجالات.
وأتاحت مبادرة "مليون مبرمج عربي"، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والتي أشرفت عليها مؤسسة دبي للمستقبل منذ إطلاقها عام 2017، الفرصة لأكثر من مليون مبرمج عربي للتسجيل والمشاركة في المبادرة الأكبر من نوعها في المنطقة من أي مكان في العالم.
وفي حفل اختتام المبادرة في مايو/ أيار 2022 تم الاحتفاء بدخول مليون مبرمج عربي إلى عالم الاقتصاد الرقمي، كي يوظفون المهارات البرمجية التي اكتسبوها في تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم.
أيضاً من المبادرات الإماراتية البارزة لدعم الشباب العربي، برنامج "نوابغ الفضاء العرب"، الذي تم إطلاقه في يوليو/ تموز 2020 و تشرف عليه وكالة الامارات للفضاء.
ويهدف البرنامج إلى احتضان ورعاية نخبة علمية متميزة من النوابغ العرب وأصحاب المواهب والكفاءات العلمية من شباب وشابات الوطن العربي، لإعدادهم وتدريبهم في مجال علوم الفضاء وتقنياته للمساهمة بخبراتهم وابتكاراتهم في رفد القطاع الفضائي في المنطقة.