كيف تقود الإمارات تعافي السياحة العالمية؟.. فرص من رحم الأزمة
تواصل الإمارات جهودها المثمرة لتنشيط السياحة، وسط معاناة قطاع السفر الدولي من تداعيات جائحة كورونا.
جهود الإمارات تنوعت على مدار الأشهر الماضية ما بين إطلاق هوية سياحية موحدة للبلاد وتحفيز مبادرات وتنظيم فعاليات محلية ودولية.
وتثبت الفعاليات المتوالية "بحضور الجمهور" قدرة الإمارات على التنظيم الأمن للمؤتمرات والمعارض في شتى المجالات.
- حل وحيد لعودة السياحة إلى جميع دول العالم.. ما هو؟
- مؤتمر باريس يعيد السياحة السودانية للحياة.. 3 منتجعات ضخمة
معرض أبوظبي الدولي للكتاب
من بين أحدث الفعاليات الإماراتية، تنظيم مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة, الدورة الـ30 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وانطلقت الدورة الجديدة للمعرض، الأحد الماضي وتستمر حتى 29 مايو/ أيار 2021 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، مع الالتزام بكافة إجراءات وتدابير السلامة الاحترازية والوقائية.
يضم برنامج المعرض سلسلة من البرامج والندوات الافتراضية، بالتزامن مع استقبال مجموعة كبيرة من الناشرين، وذلك لإفساح المجال أمام الجمهور من حول العالم للتعرّف على أحدث الاتجاهات في مجال النشر والأدب والثقافة.
كما انطلقت اليوم الإثنين فعاليات معرض المطارات - أكبر منصة سنوية لصناعة المطارات في العالم، بمركز دبي التجاري العالمي، وذلك بمشاركة كبار صناع القرار في المطارات الرئيسية من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، للبحث عن منتجات وخدمات جديدة لمنشآتهم.
ويقام المعرض في دورته العشرين بالقاعتين 7 و8 في مركز دبي التجاري العالمي على مساحة 12 ألف متر مربع بمشاركة 95 عارضا وأكثر من 100 مشترٍ من مختلف أنحاء العالم.
كما ترافق المعرض مع ثلاث فعاليات هي منتدى قادة المطارات العالمية ومنتدى مراقبة الحركة الجوية ومؤتمر أمن المطارات إضافة إلى مؤتمرين جديدين يركزان على تجربة المسافرين في المطارات والتحول الرقمي للمطارات، وذلك بمشاركة خبراء ومسؤولين كبار في صناعة الطيران العالمية إما بالحضور الشخصي أو عن بعد.
الحفاظ على الحضور
وتم تطوير خطة من خمس نقاط لضمان صحة وسلامة المشاركين جسديا حيث سيتبع المنظمون بروتوكولات تطهير المكان والمطهرات عبر مواقع متعددة وقيود السعة في جميع المناطق والوصول بدون تلامس إلى معلومات الحدث والتوفيق والمحتوى على أجهزة الزوار الخاصة فيما أقامت سويسرا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة أجنحة خاصة بها.
أداء قوي لقطاع السياحة الإماراتي
تلك الفعاليات وهذه الإجراءات ساهمت في أن يحقق القطاع السياحي بالإمارات أداء جيدا، خلال عام الجائحة 2020، و كان الأقل تأثرا والأسرع تعافيا من تداعيات أزمة كورونا التي أدت إلى تراجع كبير في الحركة السياحية على مستوى العالم بنسبة 74% وبنسبة 76% على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
وسجلت فنادق الإمارات ثاني أعلى معدلات إشغال على مستوى العالم لتأتي بعد الصين وبنسبة 54.7%، رغم انخفاض معدل الإشغال إلى 37% على مستوى العالم، وإلى 43% على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
62 دولة بمعرض سوق السفر العربي في دبي
وبينت إحصاءات منظمة السياحة العالمية أن الحركة السياحية في الإمارات انخفضت في 2020 بنسبة هي الأقل على مستوى العالم، حيث بلغت45.2%، وتلتها المكسيك التي تراجعت الحركة السياحية فيها بنسبة 52% وإيطاليا بنسبة 63% وألمانيا بنسبة 69% وتركيا التي انخفضت الحركة السياحية فيها بنسبة 73% والسعودية بـنسبة 76% والولايات المتحدة بنسبة 77% وإسبانيا بنسبة 78%والمملكة المتحدة بنسبة 82%وتايلاند بنسبة 83%.
وبحسب الإحصاءات الرسمية الصادرة عن منظمة السياحة العالمية ومجلس الإمارات للسياحة، فقد وصل عدد نزلاء المنشآت الفندقية إلى 14.8 مليون نزيل.
وسجلت عدد ليالي الإقامة في المنشآت البالغة 1089 منشأة توفر نحو 180 ألف غرفة فندقية، نحو 54.2 مليون ليلة، ومتوسط إقامة 3.7 ليلة للنزيل، بعائد بلغ 318.5 درهم للغرفة.
وبلغت مساهمة السياحة الداخلية في الاقتصاد الإماراتي نحو 41 مليار درهم العام الماضي مع توقعات بمضاعفة هذا الرقم خلال السنوات المقبلة.
مواصلة التعافي
واصل قطاع السياحة الإماراتي خلال الربع الأول من العام الجاري 2021 قفزة نوعية على درب التعافي من آثار جائحة "كوفيد-19.
وأفادت مؤسسة "كوليرز إنترناشيونال" الكندية، بأن فنادق الإمارات واصلت الحفاظ على صدارتها من حيث معدلات الإشغال الفندقي، متفوقة على جميع أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2021.
واستقطبت المنشآت الفندقية والسياحية ما يقارب من 4 ملايين نزيل، وبلغت نسبة الإشغال 63% خلال تلك الفترة، وذلك وفقاً للبيانات المبدئية للهيئات السياحية المحلية.
ونما متوسط مدة الإقامة بالمنشآت الفندقية خلال الربع الأول من العام الجاري 2021 بنسبة 27.6 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، حيث بلغ 4.3 ليلة، فيما شهد شهر مارس من العام الجاري 2021 نمواً بنسبة 34% في عدد نزلاء المنشآت الفندقية بالدولة، مقارنة بشهر مارس من العام الماضي 2020.
حزمة مبادرات لتنشيط السياحية
أطلقت السلطات الإماراتية خلال الفترة الأخيرة حزمة مبادرات لتحفيز تعافي قطاع السياحة.
وقال الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، إن البلاد تبنت نهج مبتكر يتسم بالمرونة، ويقوم على توفير مجموعة من الحوافز وإطلاق العديد من المبادرات التي ساهمت في خلق فرص كثيرة سرعت من تعافي نشاط السياحة ومؤسساته، وعززت من مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات.
وشهدت البلاد في الأيام الأخيرة افتتاح فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من معرض وسوق السفر العربي 2021، والتي انعقدت في دبي تحت شعار "بزوغ فجر جديد للسفر والسياحة".
ولم تقتصر الفعاليات عند هذا الحد، بل قامت الإمارات بالإعلان عن حملة "أجمل شتاء في العالم" كمبادرة هدفها تنشيط السياحة الداخلية، وساهم ذلك في تحقيق المنشآت الفندقية عائدات تجاوزت 4.5 مليار درهم خلال 2020 .
كما أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الهوية السياحية، لتمتلك البلاد جهة سياحية موحدة، واقتصاد وطني موحد، وفرص موحدة لجميع شباب الإمارات.
وأكد رئيس مجلس الإمارات للسياحة أن جميع التدابير والإجراءات الاستباقية التي انتهجتها كافة المنشآت السياحية أتت بنتائج إيجابية، وأتاحت لدولة الإمارات تحقيق نتائج أفضل مقارنة بوجهات سياحية عالمية كبرى.
تفاؤل بقطاع السفر
من جانب آخر، هناك تفاؤل بأداء قطاع السفر الإماراتي خلال 2021، وهو ما عبر عنه الشيخ أحمد بن سعيد الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة طيران الإمارات.
وأعلن بن سعيد أن من أسباب تفاؤله بشأن تعافي قطاع السفر، ارتفاع أعداد المسافرين الحاصلين على اللقاح، بالإضافة إلى رفع القيود على السفر في العديد من البلدان.
وأشار إلى أن الإمارات تمكنت من منح أكثر من 12 مليون لقاح حتى الآن، فيما تحقق دول المنطقة تقدماً أيضاً في عمليات التطعيم.
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز