الإمارات وإيطاليا.. شراكة سياحية مزدهرة عابرة للقارات

تتمتع دولة الإمارات وإيطاليا بعلاقات ثنائية متينة، تتجلى في شراكة سياحية نشطة ومتنامية.

يعكس هذا التعاون التزام البلدين بتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية، وتطوير قطاع السياحة كركيزة أساسية في تعزيز العلاقات الثنائية.

واليوم الإثنين، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجورجيا ميلوني رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية ، مختلف مسارات التعاون بين دولة الإمارات وإيطاليا في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين.

جاء ذلك خلال لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وميلوني، في مقر رئاسة الحكومة الإيطالية في روما، في إطار "زيارة دولة" يقوم بها إلى إيطاليا حيث رحبت بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق، معربة عن تطلعها إلى أن تشكل الزيارة دفعاً قوياً لمسار علاقات التعاون الثنائي والعمل المشترك، بحسب وكالة أنباء الإمارات "وام".

واستعرض الجانبان، خلال اللقاء، التطور المستمر الذي تشهده علاقات البلدين خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والاستدامة إضافة إلى الجوانب الثقافية في ظل شراكتهما الاستراتيجية التي تعد إطاراً مهماً لدفع علاقاتهما التنموية إلى الأمام وتحقيق تطلعات شعبيهما.

تبادل سياحي زخم

شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد الزوار المتبادلين بين دولة الإمارات وإيطاليا. وتبقى الأرقام دليلاً على جاذبية دولة الإمارات كوجهة سياحية مفضلة للإيطاليين.

وقد أكد عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، أن العلاقات الإماراتية الإيطالية تشهد زخماً متواصلاً في مختلف الأنشطة والقطاعات السياحية، حيث استقبلت دولة الإمارات نحو 210 ألف زائر إيطالي خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى أغسطس/آب لعام 2023، وقرابة 265 ألف زائر في العام 2022.

من ناحية أخرى، يزداد اهتمام السياح الإماراتيين بزيارة إيطاليا، مستمتعين بالتراث الثقافي الغني، والمعالم التاريخية، والمأكولات الإيطالية الشهيرة. وقد أظهرت إحصائية صادرة عن الوكالة الوطنية للسياحة (ENIT) ارتفاع عدد السياح القادمين من الشرق الأوسط إلى إيطاليا في 2022 بنسبة 164% تقريباً، مقارنة بالعام السابق وبنسبة 47.7% عن عام 2019، مشيرة إلى أن غالبيتهم قدموا من دولة الإمارات بزيادة بنسبة 34.1% عن عام 2019، أي ما يقرب الـ200 ألف شخص.

هذا التبادل السياحي يسهم في تعزيز التفاهم الثقافي وتوطيد العلاقات بين الشعبين.

في مايو/أيار 2024، عقد عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، اجتماعًا مع وزيرة السياحة الإيطالية، حيث تم مناقشة سبل تعزيز التعاون السياحي بين البلدين. وركز الاجتماع على توفير فرص استثمارية جديدة في مجالات الضيافة والطيران والسفر، بالإضافة إلى تطوير برامج سياحية وترفيهية مشتركة تهدف إلى زيادة تبادل الوفود السياحية بين دولة الإمارات وإيطاليا.

وتطرق الطرفان إلى أهمية تعزيز التعاون المشترك من أجل العمل على توفير حملات تسويقية خلال الفترة المُقبلة، للترويج للأماكن والمعالم السياحية البارزة في أسواق البلدين، بما يدعم نمو أعداد السائحين والزوار لأسواقهما. وأكد الجانبان أهمية تبادل الخبرات في السياسات التي تدعم استدامة القطاع السياحي، والمضي قدماً لمواصلة ما تم تحقيقه من خطوات حيوية وبارزة في مجالات التعاون السياحي خلال السنوات الماضية.

وتُعتبر الاستثمارات المتبادلة في القطاع السياحي مؤشرًا على عمق الشراكة بين الإمارات وإيطاليا. تعمل حاليًا 600 شركة إيطالية في الإمارات، تساهم في تعزيز المناخ الاستثماري وتطوير قطاع الضيافة والسياحة. من ناحية أخرى، يُبدي المستثمرون الإماراتيون اهتمامًا متزايدًا بالسوق السياحي الإيطالي، مع التركيز على مشاريع الضيافة والفنادق.

• دبي وشنجن الصينية.. شراكة استراتيجية لاستكشاف فرص المستقبل
• الإمارات وألبانيا.. شراكة واعدة لمستقبل مستدام
  

رواج حركة الطيران

فيما تلعب حركة الطيران دورًا محوريًا في تسهيل التبادل السياحي بين دولة الإمارات وإيطاليا.

وتشهد حركة الطيران بين البلدين نمواً مستمراً حيث وصل عدد الرحلات إلى أكثر من 300 رحلة طيران شهرياً. هذا التوسع في الربط الجوي يسهل تنقل السياح ورجال الأعمال، ويدعم التبادل الثقافي والاقتصادي.

ومع استمرار النمو في العلاقات السياحية، يتطلع البلدان إلى تعزيز التعاون من خلال استكشاف مجالات جديدة، مثل السياحة البيئية، والسياحة العلاجية، وسياحة المغامرات. كما يتم التركيز على تطوير البنية التحتية السياحية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتسهيل إجراءات السفر، لجعل تجربة الزوار أكثر سلاسة وراحة.

وتمثل الشراكة السياحية بين دولة الإمارات وإيطاليا نموذجًا للتعاون المثمر، الذي يجمع بين تعزيز العلاقات الثقافية وتحقيق المنافع الاقتصادية. من خلال المبادرات المشتركة والتخطيط الاستراتيجي، يسعى البلدان إلى تعزيز هذا التعاون، بما يحقق الازدهار والرفاهية لشعبيهما.