الإمارات واليابان.. قمم وزيارات تعزز الشراكة الاستراتيجية
تتوج زيارة رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا لدولة الإمارات، الإثنين، العلاقات المتنامية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتحمل زيارة فوميو كيشيدا إلى دولة الإمارات أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنها الأولى له للدولة الخليجية منذ توليه مهام منصبه أكتوبر/تشرين الأول 2021.
- الإمارات واليابان.. علاقات اقتصادية ازدهرت منذ 5 عقود
- بقرار صاغته الإمارات واليابان.. مجلس الأمن يقر "حقوقا للأفغانيات
قمم ومباحثات
وتعد القمة التي تجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بكيشيدا خلال تلك الزيارة هي القمة الثنائية الأولى التي تجمع الزعيمين. كما تعد القمة الرابعة التي تجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكيشيدا خلال عام بعد مشاركتهما في 3 قمم دولية هي قمة مجموعة العشرين بإندونيسيا, منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقمتي "منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ" في 17 يونيو/حزيران 2022، و20 أبريل/نيسان 2023، اللتين عقدتا عن بعد بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
كما تعد المباحثات التي تجمع الزعيمين هي الثالثة بينهما، بعد المباحثات الهاتفية التي جمعتهما في سبتمبر/أيلول ومارس/آذار 2022.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي من فوميو كيشيدا 13 سبتمبر/أيلول الماضي، مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتوسيع آفاقها.
وتبادل الجانبان - خلال الاتصال - وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وسبل دعم أسس السلام والتعاون في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وتطرق الاتصال إلى استضافة دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "COP28" نهاية العام الجاري، وأهمية هذا المؤتمر في دفع التعاون الدولي في مواجهة خطر التغير المناخي.
كما تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء اليابان في مارس/آذار الماضي تم خلاله بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها ودفعها إلى الأمام على جميع المستويات.
وأكد رئيس الوزراء الياباني العلاقات الوثيقة التي تجمع بلاده ودولة الإمارات وحرصها على مزيدٍ من التعزيز لهذه العلاقات خلال الفترة المقبلة.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الإثنين رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في أبوظبي حيث بحثا تنمية العلاقات الثنائية ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتبادلا وجهات النظر حول بعض القضايا.
ووصف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، المباحثات في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بأنها كانت "مثمرة وبناءة".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إنه أجرى مع رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في العاصمة أبوظبي، مباحثات تمحورت حول تنمية العلاقات الثنائية ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين بلدينا إلى الأمام، مضيفًا: تبادلنا وجهات النظر حول القضايا محل الاهتمام المشترك.
شراكة إستراتيجية
وتحمل الزيارة أيضا أهمية خاصة كونها تأتي بعد 10 أشهر من توقيع البلدين اتفاقية "شراكة استراتيجية شاملة" خلال زيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي إلى اليابان في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة، وذلك من خلال تشجيع المزيد من المشاركات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والتجارية وتشجيع الاستثمار في كلا البلدين.
وستسهم الزيارة والمباحثات المرتقبة خلالها مع القيادة الإماراتية في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بالبلدين ودفعها إلى آفاق أرحب.
وتمثل زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا لدولة الإمارات، اليوم الإثنين، محطة مهمة في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية والعلاقات التاريخية بين البلدين والممتدة على مدار 51 عاما.
وسبق أن أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارتين لليابان عامي 2007 و2014، فيما أجرى رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي زيارتين لدولة الإمارات في 2018 ويناير/كانون الثاني 2020.
وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان بعلاقات ثنائية وثيقة حافظت على تطورها المستمر منذ أكثر من نصف قرن مستفيدة في ذلك من دعم القيادة الرشيدة في كلا البلدين وحرصهما على تعزيز أواصر التعاون المشترك في المجالات كافة.
زيارات متبادلة
وتأتي زيارة رئيس الوزراء اليابان إلى دولة الإمارات في إطار الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين وضمن التاريخ الحافل من الزيارات المتبادلة بينهما وتأكيدا على عمق تلك العلاقات.
وقبل نحو شهر، أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي زيارة إلى اليابان في 9 يونيو/حزيران الماضي، التقى خلالها عدد من المسؤولين على رأسهم فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان.
وبحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء اليابان سبل تعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات واليابان في مختلف المجالات والاستفادة من الفرص المتاحة لدفع آفاق التعاون الشامل بما يدعم جهود وتطلعات البلدين التنموية.
كما ناقش الجانبان التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة بالإضافة إلى التنسيق والعمل المشترك في إطار المنظمات الدولية.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء أن دولة الإمارات واليابان رسختا على مدار نحو 50 عاماً نموذجاً رائداً للتعاون الاستراتيجي والشراكة البناءة، ما انعكس إيجابا على البرامج والرؤى التنموية في كلا البلدين.
وأعرب عن تطلعه إلى استثمار الفرص المتاحة في إطار الشراكة الاستراتيجية الإماراتية اليابانية من أجل توسيع التعاون المشترك وتنميته في المجالات كافة بما يحقق مصالح البلدين المتبادلة ويعزز رخاء شعبيهما.
كما التقى وزير الخارجية الإماراتي خلال الزيارة نفسها التي استمرت عدة أيام مع نظيره الياباني يوشيماسا هاياشي.
وتم خلال اللقاء، بحث علاقات الصداقة وسبل تعزيز التعاون المشترك في عدة مجالات، ومنها الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمارية، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات واليابان.
كما بحث الوزيران عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، ومنها التغير المناخي واستعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" العام الجاري في مدينة إكسبو دبي.
وكان وزير الخارجية الياباني قد أجرى زيارة لدولة الإمارات في مارس/آذار 2022.
كما زار وفد من دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، اليابان في مايو/أيار الماضي لتبادل الخبرات والاطّلاع على أفضل الممارسات في مجال التنمية الاجتماعية، إضافة إلى بحث فرص التعاون في المجالات ذات الصلة.
جاءت تلك الزيارة بعد نحو شهر من زيارة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، إلى طوكيو منتصف أبريل/نيسان الماضي.
والتقى الجابر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ووزير الخارجية يوشيماسا هاياشي، حيث نقل لهما تحيات قيادة دولة الإمارات وحرصها على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.
كما أجرى مناقشات حول العمل المناخي وأهمية البناء على الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات واليابان التي ترأس مجموعة السبع حالياً خلال الاستعداد لمؤتمر الأطراف COP28.
وشارك خلال زيارته إلى اليابان في الاجتماع الوزاري لـلدول السبع الصناعية الكبرى، حول المناخ والطاقة والبيئة وذلك في مدينة سابورو، حيث ألقى كلمة أكد فيها على أهمية قيام المجموعة بتقديم نموذج ناجح لتوفير التمويل المناخي بشكل كافٍ وميسَّر وبتكلفة مناسبة، بما يدعم إنجاز انتقال منطقي وعملي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة.
كما سبق وأن أجرى الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي زيارة إلى اليابان أجرى خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين على رأسهم، فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان، وتم خلالها إطلاق اتفاقية "شراكة استراتيجية شاملة" بين البلدين والتي تم الإعلان عنها عام 2018 خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي إلى دولة الإمارات.
وقع الاتفاقية الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، ويوشيماسا هاياشى وزير الخارجية الياباني.
وتهدف اتفاقية الشراكة الاستراتيجية إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة، وذلك من خلال تشجيع المزيد من المشاركات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والتجارية وتشجيع الاستثمار في كلا البلدين.
وتشمل المجالات الرئيسية للشراكة التعاون في المجال السياسي والدبلوماسي بما في ذلك التعاون الثنائي، ومتعدد الأطراف إضافة إلى التعاون في مجال تقديم المساعدات الإنمائية والإنسانية، والتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والطاقة والصناعة عبر تعزيز بيئة الأعمال للتجارة والاستثمار في كافة القطاعات، مثل الصناعة والتكنولوجيا، والبنية التحتية والذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، والشركات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من المجالات ذات الأولوية، بالإضافة إلى مجالات الزراعة والبيئة والتغير المناخي، والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، والدفاع والأمن.
وبالتزامن مع توقيع الاتفاقية، أعلنت اليابان عن إعفاء مواطني دولة الإمارات من متطلبات تأشيرة الدخول إليها لحاملي جوازات السفر العادية، ودخلت حيز التنفيذ بالفعل مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ولتفعيل مبادرة الشراكة الاستراتيجية، اجتمع مسؤولون رفيعو المستوى من دولة الإمارات واليابان في العاصمة أبوظبي في 3 مايو/آيار الماضي خلال الجلسة الأولى من اللجنة الفرعية المعنية بالسياسة والدبلوماسية والتعاون الدولي بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الخارجية اليابانية، وذلك في إطار مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي أعلن عنها العام الماضي.
وسعى اجتماع اللجنة الفرعية إلى استكشاف فرص محددة لتعزيز العلاقات الثنائية من خلال التعاون في مجالات تشجيع التجارة والاستثمار، والتكنولوجيا الجديدة في مجال الطاقة، والأمن الغذائي، وتعزيز التعاون في مجال البحث والتطوير.
كما اتفق الطرفان على جدول زمني لعقد اجتماعات رفيعة المستوى لتفعيل مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
علاقات تاريخية
لقاءات ومباحثات تتوج العلاقات الثنائية التي تربط بين دولة الإمارات واليابان في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية.
وتعد اليابان من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية متينة مع دولة الإمارات وذلك منذ عام 1971، تكللت بافتتاح سفارة الإمارات بطوكيو في ديسمبر/كانون الأول 1973 وسفارة اليابان في أبوظبي شهر أبريل/نيسان 1974.
ومثلت الزيارة التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى اليابان خلال عام 1990، منعطفاً تاريخياً في مسار العلاقات الثنائية وأسهمت في وضع الأسس الراسخة التي تقوم عليها هذه العلاقات اليوم.
وفي تصريحات سابقة، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن العلاقات بين دولة الإمارات واليابان متجذرة وعميقة وشهدت قفزات نوعية مهمة في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار والتكنولوجيا والفضاء والتعليم وغيرها، خلال العقود الماضية.
وأشار إلى أن ما يكسب العلاقات بين دولة الإمارات واليابان أهمية خاصة أنهما تعبران عن نموذجين تنمويين بارزين على المستويين الإقليمي والعالمي وتتفقان في منظومة القيم الحضارية الداعية إلى التسامح والتعايش والحوار ونبذ التطرف والإرهاب والكراهية والعنصرية أياً كان مصدرها.
ومع الزيارة الحالية لرئيس الوزراء الياباني إلى دولة الإمارات تمضي العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA=
جزيرة ام اند امز