كيري في الإمارات.. "دبلوماسية المناخ" لمواجهة التحديات
زيارة يجريها المبعوث الرئاسي الأمريكي للتغير المناخي جون كيري إلى الإمارات، في إطار جولة دولية تقودها "دبلوماسية المناخ".
زيارة تستغرق عدة أيام وتأتي قبيل أول قمة افتراضية يعقدها الرئيس الأمريكي جو بايدن في 22 أبريل/ نيسان الجاري، تزامنا مع "يوم الأرض".
تحركات حثيثة تترجم الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية للمناخ في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، وتأتي في وقت تتضاعف فيه التحديات التي يطرحها التغير المناخي، وفي مقدمتها أمن الشعوب وسلامتها.
كيري في الإمارات
بعد أول زيارة له منذ توليه منصبه إلى أوروبا مطلع مارس/ آذار الماضي، من أجل تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مكافحة الأزمة المناخية، يحط كيري الرحال في دولة الإمارات.
وجهة تحمل دلالات وأبعادا عديدة، تتعلق في مجملها بالدور الريادي الذي تلعبه الإمارات في مجال المناخ، وهي الدولة الخليجية الأولى التي وقعت اتفاقية باريس (كوب 21)، وتبنت سياسة وطنية عامة للبيئة.
وضمن زيارته التي تستغرق عدة أيام، تفقّد المبعوث الأمريكي "نور أبوظبي"، أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، والتي تدعم تحقيق دولة الإمارات لأهدافها الطموحة في قطاع الطاقة المتجددة.
وقام جون كيري بزيارة محطة "شمس 1"، إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم، حيث تم إطلاعه على مشروع الظفرة للطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، والذي سجل مؤخرا رقما قياسيا جديدا لأدنى تعريفة للطاقة الشمسية.
زيارة تأتي في إطار جولة دولية من المنتظر أن تحمل كيري أيضا إلى الهند وبنجلاديش، وفق بيان للخارجية الأمريكية، لكن تصدرتها دولة الإمارات، الشريك الرائد والرئيسي في الجهود الدولية للتصدي لتغير المناخ.
وبعد توقيع اتفاقية باريس، كانت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تقدم خطتها الوطنية للمساهمة في الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي عام 2015، لتصبح واحدة من 8 دول فقط على مستوى العالم قدمت، مرتين، مساهمتها المحددة وطنيا.
حوار إقليمي
وتستضيف دولة الإمارات، غدا الأحد، الحوار الإقليمي بشأن العمل المناخي، في حدث ينعقد قُبيل قمة القادة للمناخ في واشنطن، وتمهيدا لانعقاد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ.
حوار إقليمي يشهد مشاركة المبعوث الأمريكي، إضافة إلى ألوك شارما، رئيس الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة حول تغيّر المناخ، وعدد من الوزراء وكبار المعنيين بشؤون المناخ من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبالمناسبة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات: "بفضل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، تنظر دولة الإمارات إلى العمل المناخي المتقدم باعتباره يتيح فرصاً كبيرة لتعزيز نمو الاقتصاد وتنويعه وتبادل المعرفة وصقل المهارات، وكذلك المساهمة في إيجاد حلول عملية لمواجهة تحدٍّ عالمي يؤثر على كافة المجتمعات حول العالم".
ثقل دبلوماسي
انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ شكل "حرجا" كبيرا لها، وأضر بدورها في هذا المجال، بعد أن "تخلينا عنها لأربع سنوات ضائعة"، وفق تصريحات أدلى بها كيري فور تقلده منصبه بالإدارة الأمريكية الجديدة.
وشدد كيري، خلال مؤتمر صحفي حينها، على الحاجة إلى تسريع وتيرة إزالة الكربون على الصعيد العالمي، مؤكدا أن الولايات المتحدة "ستمضي قدما بمزيج من التواضع والطموح".
تصريحات لا تبدو غريبة بالنسبة لرجل لعب دورا محوريا في التوصل إلى إجماع دولي بشأن اتفاقية باريس للمناخ، وعزز سمعة واشنطن باعتبارها مدافعا شرسا عن المناخ، رغم أنها تعتبر من أكثر البلدان المتسببة بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وبعودة واشنطن إلى الاتفاق في فبراير/ شباط الماضي، وتعيين كيري بمنصب مبعوث رئاسي لشؤون المناخ، يعود الملف إلى الدبلوماسي الأمريكي وإن يعتقد محللون أن مهمته لن تكون سهلة، لكن الآمال مبنية على خبرته الواسعة.
خبرة تمتد لعقود من الزمن في مجال السياسة الخارجية مكنته من تشكيل شبكة علاقات دولية واسعة، سواء كعضو بمجلس الشيوخ أو وزيرا للخارجية، وهذا ما يمنحه آفاقا للتحرك في ملف بات يشكل محورا أساسيا بالسياسات الدولية.
اختيار كيري يستبطن أيضا الامتداد الذي يقول محللون إنه حاصل بين إدارتي الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والأسبق باراك أوباما، والأخير عرف بجهوده في مجال مكافحة التغير المناخي، خلافا لترامب الذي رأى أن اتفاق باريس يشكل "عبئا" على الاقتصاد الأمريكي.
وبهذا، يكون كيري حلقة الربط بين عهدين، والرجل الذي يتخذ من "دبلوماسية المناخ" أحد روافد السياسة الخارجية لإدارة بايدن، ونقطة العودة بقوة إلى الواجهة في ملف المناخ.
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA== جزيرة ام اند امز